العالم الغامض لجماعة دينية متطرفة في ‘عقدة فرسان المعبد’

يتعرض كتاب “عقدة فرسان المعبد” للكاتب الإيطالي بينو بيفلاكوا إلى جماعة سرية دينية متطرفة ظهرت في القرون الوسطى وأقلقت الشرق والغرب، عرفت عند العرب باسم الداوية وعند الغرب جماعة فرسان الهيكل.
وصدرت ترجمة الكتاب مؤخرا عن دار الرعاة، رام الله للدراسات والنشر، في فلسطين، وهي مسرحية سردية قام بترجمتها عن الإيطالية د. دياب علي هيطلي وقام بتحقيقها وتدقيقها د. أمد رفيق عوض.
يذكر بيفلاكوا في مقدمة كتابه أن “عقدة فرسان المعبد هو من الأعمال التي تدعى ‘مسرحية سردية’ وهو نوع من العروض المسرحية التي امتازت بها فترة النهضة الأوروبية، وقد جاءت نتيجة الدمج بين التمثيل والرقص والموسيقى والسينوغرافيا المسرحية، وكان يتم بناؤها كعمل مسرحي حسب العناصر الأربعة: النار، الهواء، الأرض، والماء للاعتقاد السائد حينها، بأن الكون يتكون من هذه العناصر”.
ويضيف “كانت الموسيقى مرتبطة بعنصر الهواء لأنها من خلاله تنشر ولأنها مرتبطة بنظام وتناغم عملية التنفس. أما السينوغرافيا والتي كانت خيالية أحيانا، كانت مرتبطة جدا بعنصر الماء الذي إن لم يكن يستعمل مباشرة فيها فقد كان يشار إليه من خلال التأثيرات المشهدية، وكان الرقص مرتبطا بعنصر الأرض ذلك لأن الأرض مكانه الطبيعي ومركزه، لأن الجسم يتشكل من خلال حركات الرقص، وأخيرا التمثيل الحي دائما والذي كان يقوم به ممثلون هواة وكان مرتبطا بعنصر النار”.
ويوضح المؤلف معنى أن يكون العمل مسرحيا سرديا بقوله “إن العناصر كانت توجد في الخطوط الأربعة التوجيهية التي تميز السرد القصصي والتي تعطي الاسم لكل واحد من أجزائه الأربعة، وتتضح بينة المسرحية السردية في تركيبة الحوار الذي يشبه الحوار المستعمل في المسرح أكثر من ذلك الذي يستعمل عادة في الأعمال القصصية”.
ويقول الناشر نقولا عقل أن الكتاب “يطرح إجابات مثيرة قل تصل إلى حد الاستفزاز فيما يخص جماعة غامضة ظهرت خلال الحروب الصليبية على بلادنا ابتداء من القرن العاشر، ويطرح المؤلف فيه تفسيرات يأتي بها من علوم متعددة، لغوية وتاريخية وسوسيولوجية ودينية، ليصل إلى الأسباب العميقة للخلاف السياسي والديني المستمر بين أطراف وجهات وكنائس مسيحية غربية، ذلك الخلاف الذي أدي بين أمور أخرى إلى شن حرب على بلادنا دامت ثلاثمائة سنة او يزيد، ولكن تلك الحروب كانت هي البداية فقط في تعميق هذا الخلاف وتطوره واتساعه، حيث تمظهر هذا الخلاف في إعادة إنتاج أقدس الروايات المتعلقة بموت المسيح وقيامته من خلال الرموز الغامضة واللغات المنقرضة والأبنية الطقوسية”.
ويتابع أن هذه المسرحية العميقة التي تعود إلى القرون الوسطى تتناول الصدام الطويل والعنيف والدامي بين جماعة فرسان الهيكل، الذي عرفت في التاريخ العربي باسم الداوية، وبين الكنيسة الكاثوليكية التي استطاعت بجهد جهيد دائما ان تدفع عن اسرارها وحقائقها ووثائقها، بكل الوسائل.
ويذكر نقولا عقل: “إن فرسان الهيكل كانت تحمل حقائق أخرى وروايات أخرى وما تزال، وأنها وعلى الرغم من إقصائها تملك إسرارا بالغة الأهمية يجب حمايتها بالدم، ولأنه تم القضاء عليها طيلة القرون الماضية، إلا أنها تجد فضاءات من الفن والبناء واللغة ما تستطيع به ابلاغ رؤيتها المخالف للرواية الرسمية”.
وأوضح الناشر أن بيفلاكوا كتب مسرحيته قبل رواية الكاتب الأميركي دان براون “شيفرة دافنشي” لكن الأخير اشتهر بفضل الدعاية الأميركية على الرغم من أن “عقدة فرسان المعبد” قدمت الموضوع بكل موضوعية وبطريقة علمية وقالت ما لم تستطع الرواية الرسمية قوله.
(ميدل ايست اونلاين)