الفنون البصرية تتصدّر المشهد في احتفالات اليوم الوطني

الجسرة الثقافية الالكترونية
*هيثم الاشقر
المصدر: الراية
أكّد عدد من الفنانين التشكيلين أن اليوم الوطني هو يوم عزّ وفخر وفرح لكل من يعيش على أرض هذا البلد الطيب، لافتين إلى أن الفنون التشكيلية بصفة عامة تتصدر المشهد الثقافي في احتفالات اليوم الوطني، ابتداءً من تصميم العلم، وشعار اليوم الوطني، إلى تزيين الشوارع التي تدخل أيضًا في إطار الفنون التشكيلية، مؤكدين أنه الأبقى في توثيق أفراح الشعوب وانتصاراته.
كما أضافوا إن أي شخص يحب هذا البلد سواء أكان قطريًا أم مقيمًا يشعر بالفخر والاعتزاز لما حققته دولة قطر خلال السنوات الماضية والمكانة العالية التي تبوأتها، مشيرين إلى أن اليوم الوطني ليس يوم فرح فقط بل يجب على كل فنان يمتلك موهبة أن يقدم شيئًا، وأن يعمل على تجديد الولاء والانتماء لهذا البلد الطيب.
“تجديد الولاء”
في البداية قال الفنان علي حسن الجابر: إن للثقافة والفن دورًا هامًا في مواكبة الاحتفالات باليوم الوطني الذي يعتبر فرصة لكل مواطن لتجديد مشاعر الولاء، واستحضار تاريخ الأجداد، وأمجاد المؤسس، ونعطي الدروس والقيم الوطنية للأجيال الجديدة.
وأضاف الجابر إن أهمية هذا الاحتفال تنعكس في الرسالة التي يحملها وهي رسالة شكر وتقدير لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يقود مسيرة التقدم والازدهار باقتدار، ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رائد النهضة الحديثة لدولة قطر.
وأشار الجابر إلى مساهمته في فعاليات اليوم الوطني من خلال عملين فنيين استوحاهما من شطر بيت من إحدى قصائد المؤسس وهو “وعاملت أنا بالصدق والنصح والنقا”، مؤكدًا أنه استخدم في العملين الصقر والخيل لما لهما من معنى ورمزية، حيث يشيران للقوة وللعزيمة والسلم والحرب ومعانيهما معروفة لدى العالمين العربي والإسلامي، وقال: إنه استخدم في اللوحتين الخط كلغة بصرية مستخدمًا تقنيات مختلفة، حيث حاول تقديم عمل به جزء من التشكيل، حيث يستخدم جزءًا من قصيدة المؤسس ليخرجه بشكل فني لرسم خيل وصقر بعيدًا عن الواقعية المجردة وإنما لتحويله من رسم واقعي لعمل تشكيلي، محاولاً أن يقدّم عدة أبعاد حتى يكون الشكل متحركًا.
“قيمة وطنية”
بدوره قال الفنان عبدالله دسمال إن العمل الفني تزداد قيمته عندما يتواكب مع الاحتفالات باليوم الوطني، لأنه يفتح آفاقًا جديدة للتعبير عن حب الفنان لهذا البلد المجيد، مؤكدًا الدور الهام للفن التشكيلي بصفة خاصة، الذي يحتل جانبًا كبيرًا من الاحتفالات سواء من خلال المعارض الفنية، أو من خلال مسابقات الرسم المتعددة التي تقام في “درب الساعي”.
وطالب دسمال بأن يكون هناك تخطيط من قبل وزارة الثقافة والفنون والتراث من أجل إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الفنانين للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني، وأن تبرز مساحات كافية وبارزة لمعظم الفنانين لتقديم مساهمتهم، مشددًا على أن مثل هذه المشاركات تعكس مدى اهتمام قطر بالفن والفنانين وما تقدمه من فنون تشكيلية، خصوصًا أن الطابع التراثي بات يغلب على أكثر الأعمال الفنية وتعريف الأجيال الصغيرة بالهُوية القطرية والتراث الوطني.
“الفن والتوثيق”
من جهته، أكّد الفنان سلمان المالك رئيس المركز الشبابي للإبداع الفني أن الفنون البصرية بشكل عام هي أكثر أنواع الفنون قدرة على التعبير عن الأفراح الوطنية، موضحًا أنه لو توجهت ببصرك يمينًا ويسارًا، ستجد الفنون البصرية تتصدر المشهد، وتأخذ دور البطولة في احتفالات اليوم الوطني، ابتداءً من تصميم العلم، وشعار الاحتفال، وتصميمات الملابس.. وغيرها، حتى مظاهر تزيين الشوارع تدخل ضمن دائرة الفنون البصرية، مؤكدًا أن الفن التشكيلي قادر على ترجمة أفراح الوطن وانتصاراته، وأضاف المالك إن الفن التشكيلي له دور أيضًا في توثيق هذه المناسبات، من خلال اللوحات الفنية، أو النصب التذكارية التي توضع في الميادين.
وأكّد المالك أنه قدم العديد من الأعمال التي تعكس حب الوطن والانتماء للأرض، مشيرًا إلى أنه 90% من أعماله الفنية تحمل الطابع الوطني، مشددًا على دور الفنان في المشاركة في مثل هذه الاحتفالات الوطنية، مؤكدًا أن الفنان أكثر حظًا من المواطن العادي الذي لا يملك وسيلة أو موهبة التعبير عن مشاعر العز والفخر تجاه وطنه، مضيفًا إنه على الفنان استغلال هذه الموهبة بتقديم فنّ نافع يسعد به جمهوره وبلده، ويؤكّد فيه على قضية حب الوطن.
“التراث القطري”
من جهته، الفنان يوسف السادة رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، يقول إن اليوم الوطني هو فرصة لتجديد الولاء وتعزيز مشاعر الانتماء للوطن، لافتًا إلى أن كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة من قطريين ومقيمين يشاركون البلاد في هذه الاحتفالات من خلال المزيد من العطاء والعمل.
وأضاف السادة إن الجمعية القطرية للفنون التشكيلية حريصة دائمًا على المشاركة في تلك الاحتفالات من خلال لوحات تستعرض التراث والبيئة القطرية والاحتفالات باليوم الوطني لنشارك الجميع فرحتهم واحتفاليتهم بيوم الوطن ونعكس في لوحاتنا الجمال الذي تحويه بيئتنا، ومعالمها، لتكريس قيم الاعتزاز والولاء والانتماء للوطن.
وشدّد السادة على الدور الهام للفن في مواكبة الأحداث بل إلقاء الضوء، فهو القوة الناعمة المؤثرة في وجدان المجتمع، مشيرًا إلى ضرورة تكامل الفنون مع بعضها البعض، في تقديم لوحة ثقافية متكاملة تضم الفنون البصرية، من شعر، وغناء، وعرضة قطرية.