“القلايل” بطولة جامعة لتراث الأجداد

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
تبدأ اليوم الخميس منافسات المجموعة الرابعة ببطولة القلايل للصيد التقليدي 2015، والتي تقام منافساتها بمحمية “لعريق” جنوب البلاد، وتتضمن المجموعة ثلاث فرق هي “مقانيص قطر” و”فشاخ” و”الجريان”، والمتأهل من هذه الفرق سيتنافس مع فرق “السيلية” و”العديد” و”بوهادي” في نهائي بطولة القلايل2015.
وأكد عبد الرحمن أحمد المعاضيد رئيس لجنة التقييم والتراث في بطولة القلايل 2015، أن البطولة وصلت للعالمية، مشيراً إلى أن المنظمين للبطولة ومنذ النسخة الأولى وهم يسجلون الملاحظات التي يصادفوها بغرض تلافيها في النسخ التالية، وبالفعل ونحن في النسخة الرابعة من بطولة “القلايل” نستطيع أن نقول إنها حققت نجاحاً كبيراً وباتت ذات شهرة عالمية، وهو ما تؤكده لنا أصداء الرأي العام حول البطولة من داخل وخارج قطر.
وأضاف المعاضيد أن للتغطية الإعلامية وما يصاحبها من تقنية وتطور في النقل من قلب الحدث هو ما ساعد في جذب الملايين لمتابعة البطولة وأصبح أحد عوامل النجاح.
جامعة للتراث
وقال المعاضيد: لقد أطلقنا على بطولة “القلايل” لقب أنها جامعة التراث لأنها تجمع كل ما يتعلق بالتراث ورواحل العرب الأولين وأوانيهم من المواد التي يأخذونها معهم سواء الغذائية أو أي شيء يتعلق بها مثل الطير أو الذلول أو الفرس، وكيف أنها تجمع النخوة العربية، وتنمي روح العمل الجماعي، مشيراً إلى أن هذا يتجلى في مساعدة أعضاء الفريق بعضهم لبعض، فضلاً عن خبرة تتبع الأثر، وخبرة الوصول للطرائد الموجودة في المحمية.
النخوة العربية
وأضاف: البطولة جامعة للتراث بالكامل، من عادات وتقاليد، وتجسيد للنخوة العربية، وصفات العرب الأولين ومنها الإيثار، وأسلوب تعامل الفريق مع الفريق المصاحب له في نفس المحمية.
وقال المعاضيد: مضى علينا الآن أربع سنوات وبفضل الله لم نسمع عن أي مشكلة نشأت بين فريقين، وهذه حالة ربما يكون صعب جداً تحققها الآن، فإذا نظرنا على سبيل المثال إلى الاتحادات الدولية في الرياضات المختلفة مثل كرة القدم أو السلة أو غيرها نجد في أغلب البطولات قد تقع مشاكل بين الفرق المشاركة، ولكن في البطولة والحمد لله، لم نسمع إلا الكلام الطيب من المتنافسين بينهم وبين بعض، وهو ما شاهدناه في لقاءاتهم ببعضهم في مقر البطولة، وقبل الانطلاقة، فنجد أن روح المحبة والإخوة تسود بين المشاركين والجميع هنا أخوة متحابون، فنجدهم حتى بعد البطولة يجلسون في مجلس واحد، وهذا في الواقع هو نتيجة وحصيلة هذه البطولة، مؤكداً أن بطولة “القلايل” هي من خيرة البطولات التي تقام في دول الخليج.
تعدد القبائل
وأكد المعاضيد أن تعدد القبائل ومشاركة الخليجيين بمنافسات البطولة فيه رسائل متعددة، وقال: في الأصل العرب كانوا في حل وترحال، وكانوا يتقابلون على المياه وعلى المساحات الخضراء، وكان الناس بينهم محبة وإخاء، مشيراً إلى أن النظام الذي تم اعتماده في البطولة والذي يضمن تعدد القبائل ودخول فرق من دول الخليج، هو أمر يساهم في زيادة الألفة بين العوائل من أهل قطر وقبائلهم، ويزيد من التقارب بين الناس.
وأضاف: وربما بعض قادة الفرق يقولون إنهم لا يستطيعون أن يشكلوا فرقا فيها تعدد قبلي لأنهم يشاركون بمنافسة، والبعض ربما يقول لا أستطيع أن أكون قائدا للفريق وأعطي تعليمات لمشاركين من قبائل أخرى، ولكننا ولله الحمد تجاوزنا هذا الأمر واستطاعت الفرق أن تجمع قبائل متعددة، والجميع يتعامل مع بعضه البعض بطريقة ممتازة، لأن أجواء المنافسة في البطولة بالداخل تكون قوية وندية وودية، ويجب أن يقدر أعضاء الفريق بعضهم البعض.
هدف التقييم
وقال المعاضيد إن دور لجنة التقييم والتراث هام جداً، مشيراً إلى أهمية جائزة بيئة “القانص” التي تقدر بـ50 ألف ريال، ذلك أنها تعكس صورة إيجابية عن أعضاء الفريق بالكامل.
وأوضح أنه إذا كان الرأي العام ينظر للفريق أنه تأهل مثلاً أو كان شديدا في المنافسة في داخل المحمية، فإنه كذلك يجب أن تكتمل النظرة الإيجابية للفريق وجميع أعضائه، بأن يكون محافظا على أسلوبه في التعامل مع الفريق وباقي أعضائه، وأن يكون أسلوبه في التعامل مع الرواحل التي استخدمها في القنص ممتاز، بالإضافة إلى أسلوب تعامله مع الضيوف.
تقييم الفرق
وقال المعاضيد، نحن كلجنة نأتي للفرق على شكل ضيوف، ولا نتعامل معهم بصرامة وكأننا حكام، بل نأتيهم كضيوف ونجلس معهم، موضحاً أن الشيء الأول الذي يتم التركيز عليه هو استقبال الفريق لضيوفه، ومن ثم نحن نقيم ضيافة الفريق لمن يقومون بزيارته، وكذلك ننظر لترتيب المكان ومجلسهم وفراشهم وإضاءتهم من خلال إشعال النار، وهل هناك ترتيب في كل ما يتعلق ببيت الشعر من الداخل، على سبيل المثال هل الدلال بالصف الصحيح هل وضعوها بالطريقة المناسبة وكذلك أباريق القهوة والشاي، لأنها لها مكان يجب أن توضع فيه، وهل يشعر الضيف عندما يزورهم بارتياح، كل هذه تساؤلات نبحث لها عن إجابات من خلال زيارتنا لتقييم الفرق، وطبعاً هنا نحن نتحدث عن بيت الشعر التي يقيمها أعضاء كل فريق عند دخوله محمية (لعريق).
وأضاف المعاضيد: يجب أن يكون لدى الفرق جانب الرحمة على طيورهم، ولذلك فقد ارتأت اللجنة المنظمة أن يكون هناك عين رحمة على الإبل والخيل والسلقان (كلاب الصيد)، بحيث إن اللجنة ترى في ذلك أنه هل هناك عناية من جانب الفريق بالحيوانات المشاركة لأن هذا يدخل في التقييم كذلك، خصوصاً الطيور (الصقور) لأن لها مكانة، حيث تنظر اللجنة هل الفريق يحافظ على الطيور؟، مشيراً إلى أن لكل صقار طريقته في الحفاظ على الطير، مؤكداً أن اللجنة لا تتدخل في هذا الأمر ولكنها تنظر نظرة رحمة على الطيور والخيل والإبل، وترى هل قام الفريق بإطعام هذه الحيوانات، وهل قاموا بحمايتها من البرد وهل أراحوها، كل هذه الأمور نركز عليها.
وقال إن جميع هذه الأمور تركز عليها لجنة التقييم والتراث في تقييمها للفرق خلال منافسات البطولة، ومن كل ما ذكرنا يبرز دورها الهام.
فوارق النقاط
وتابع أنه من الصعب أن تجد فريقين لهما ذات الاستقبال ولهما ذات التجهيزات ونفس الضيافة، ونفس التعامل مع الرواحل، حتى إذا تساوت النقاط لدى حكم معين، لن تتعادل لدى الحكام الباقيين.
وأوضح المعاضيد أن عدد الحكام في اللجنة 3 حكام، وبالتالي من الصعب أن تجد أرقاما متشابهة لدى نفس الحكام، ونحن نجمع من كل حكم مجموع كل فريق من النقاط، مثلاً في الاستقبال فريق (أ) حصل على درجة معينة لا تجد فريقا آخر يحصل على ذات الدرجة، مؤكداً أن لجنة التقييم والتراث لديها شفافية تامة في التقييم، وبإذن الله هناك شفافية وإنصاف لكافة الفرق.
ووجه المعاضيد نصيحة للفرق التي ستشارك سواء المجموعة الرابعة أو حتى للفرق التي ستشارك خلال السنوات القادمة إن شاء الله، أن يتزودوا بمعارف بيئة القانص وكيف يجب أن تكون، ويتزودوا من تراثنا الغزير أكثر وأكثر.
معلومات تراثية
وأضاف أود أن أعلن أنه أي فريق يرغب في أن تقوم اللجنة بزيارته في مقره في الدوحة أو في أي مكان في قطر فاللجنة مستعدة لذلك وترحب بهم.
وأوضح المعاضيد أن بعض الملاحظات التي رصدها هي أن بعض الفرق يربطون الإبل جميعها بعضهم مع بعض، وهذه طريقة خاطئة، لأن هذا قد يؤثر على الإبل، كذلك بعضهم يخطئ في نطق بعض الكلمات التراثية القديمة، ونحن دورنا أن ننصحهم وأن نزودهم بكل ما يتعلق بهذه الكلمات وتراثنا بشكل عام، لأن هؤلاء أبناؤنا أبناء قطر، هم يمثلون قطر، وكل من يمثل قطر ويدخل البطولة نعتبره جزءا منا، ويجب أن ندربه ونعلمه ونزوده بالمعارف التراثية الأصيلة.
وأضاف: هناك نقاط دقيقة يجب على الفريق أن ينتبه لها، ونحن كمنظمين للبطولة نشرح للفرق ونوضح هذه النقاط، والتي يجب دراستها بعناية.