تكاليف إنتاج الدراما تثير تساؤلات في مصر

الجسرة الثقافية الالكترونية-الجزيرة نت-
لم تمنع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 من زيادة عدد الأعمال الدرامية الرمضانية بشكل كبير، حيث خصصت لها ميزانيات ضخمة وصلت إلى نحو مليار جنيه.
ويبلغ عدد الأعمال التي صورت 50 عملا تقريبا يعرض منها على الشاشات نحو 35 عملا، وحققت هذه الأعمال نسبة أعلى في الإنفاق مقارنة بالسنة الماضية ذهبت معظمها أجورا للفنانين الكبار، حيث تراوحت أجور بعضهم بين عشرة و35 مليون جنيه، فيما تخطت تكلفة إنتاج بعض المسلسلات 100 مليون جنيه.
وتطرح التكلفة المرتفعة للدراما المصرية في رمضان تساؤلات حول جدواها في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة للبلاد، خاصة مع ارتفاع أسعار الكثير من السلع والخدمات عقب زيادة أسعار الوقود.
تنافس حر
ويرى أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة هشام إبراهيم أن التكلفة الكبيرة لمسلسلات رمضان لافتة للنظر، في وقت تعاني فيه بعض فئات الشعب من ارتفاع الأسعار، لكنها تدخل في إطار المنافسة الاقتصادية بين المنتجين وشركات الإنتاج التي تعتمد على الإعلانات التي تبث في الفترات البينية للمسلسلات.
ويستطرد إبراهيم قائلا للجزيرة نت إنه لا يمكن للدولة السيطرة على نشاط مثل هذا، لأنه يعد نشاطا اقتصاديا وفنيا في آن واحد، حيث تدخل الدولة فيه كأحد المتنافسين من خلال مدينة الإنتاج الإعلامي التي تضطر إلى مسايرة شركات الإنتاج الخاصة، دون أن تفرض عليها قيودا فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج.
ويضيف إبراهيم أن دور الدولة يقتصر على عمليات التوجيه فقط التي لا تلتزم به شركات الإنتاج في غالب الأحيان، لأنها ترى أن من حقها ممارسة نشاطها الاقتصادي الهادف للربح بالطريقة التي تراها طالما أنها تسدد ضرائب عن تلك الأعمال للدولة.
لكن المهتمين بشؤون الفن والدراما تتباين مواقفهم إزاء تكلفة إنتاج الدراما الرمضانية، فبينما يرى بعضهم أنها مبالغ فيها، يرى آخرون أنها ضرورية لضمان حرية الإبداع ومنافسة الدراما الوافدة من تركيا والهند والصين.
ويقول هاني الصعيدي، صحفي متخصص في شؤون الفن، إنه كان من الأولى في ظل الظروف الاقتصادية المتراجعة تقليص عدد مسلسلات رمضان بحيث تقتصر على خمسة أو عشرة فقط بدلا من 35 معروضة الآن، حتى يمكن للمشاهدين متابعة تلك الأعمال من ناحية وتوفير نفقات العدد الزائد من ناحية أخرى.
أما محمد فوزي، وهو كاتب سيناريو، فيرى أن التوسع في الأعمال الدرامية مطلوب وضروري للتأكيد على حرية الإبداع وحق التعبير عن الرأي، لأن كثرة الأعمال الدرامية يعطي تنوعا للمشاهدين ويزيد المنافسة الإبداعية.
انتقادات
وقد واجهت غالبية المسلسلات التلفزيونية المعروضة حاليا على الشاشات المصرية هجوما كبيرا، من بعض الجماهير أو بعض النقاد، حيث تفاوتت أسباب الهجوم بين المعالجات الفنية والشكلية للأعمال الدرامية، وما يتعلق بالآداب العامة والخروج عن النص واستخدام ألفاظ وإيحاءات غير لائقة.
وأكد الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات صحفية أن “المشاهد الساخنة” زادت في مسلسلات رمضان هذا العام كثيرا، مقارنة برمضان السابق في جميع المسلسلات المعروضة، إلى جانب زيادة الألفاظ الخارجة التي لا تتقبلها الأسر المصرية، خاصة في الشهر الكريم.
وانصب انتقاد الجماهير على ملابس الفنانات في أغلب المسلسلات، مما يسبب حرجا كبيرا بين أفراد الأسرة، ولا سيما في القرى المصرية.
ويؤكد ناصر فراج، وهو أحد متابعي الدراما المصرية، أن مسلسلات هذا العام بالغت في ديكوراتها الفخمة من فيلات وقصور وشقق فندقية وطائرات خاصة، وتشبهت بالدراما التركية.