تميم البرغوثي يحيي أمسية شعرية على قطر الوطني

الجسرة الثقافية الالكترونية
قدم الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، أمس الأول أمسية شعرية نظمتها رابطة شباب من أجل القدس في قطر على مسرح قطر الوطني، وقرأ خلالها البرغوثي على مسامع الحضور الذي اكتظ به مسرح قطر الوطني العديد من قصائده الجديدة، والأخرى التي سبق أن نظمها.
وشهدت قاعة المسرح إلقاء البرغوثي لأبرز قصائده الحماسية، ومنها الجديدة، ومنها أيضاً ما هو معروف للجمهور، ومن هذه القصائد مدحية في رسول الله صلى الله عليه وسلم يعارض بها البردة للبوصيري، وهي قصيدة طالما عارضها الشعراء على مر العصور، ما جعلها مقياساً لشاعرية الشعراء وتمكنهم من ناصية القول.
جاءت الأمسية بمثابة إعادة مكانة الشعر الفصيح بين جمهوره المتعطش لسماع كل ما هو جميل ومؤثر في وجدان الأمة، وتفاعل الحضور مع قراءات البرغوثي الشعرية، والتي تناولت قضايا أمته، وقضيتها المركزية فلسطين، وهي القصائد التي جعلته أحد الشعراء الكبار رغم حداثة سنه نسبياً.
ومن أبيات البرغوثي في بردته قوله:
وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ — رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا
وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ — مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا
ويتنوع إبداع البرغوثي بين الحماسي، والواقعي، فيتحدث عن مواصلة الأمة نضالها ضد الظلم في إشارةٍ واضحةٍ إلى عدم انكسار “الربيع العربي”، رغم محاولة البعض إلقاء اللوم عليه فيما تعانيه الأمة الآن:
يا موتُ خَفْ أنتَ — نحنُ هنا لم نَعُد خائفين
ويقول في قصيدة أخرى:
إذا ما أضعنا شامَها وعراقَها — فتلكَ من البيتِ الحرامِ مداخلُهْ
ويتحدث عن مآسي الواقع العربي اليومية في قوله:
على نشرةِ الأخبار في كل ليلةٍ — نرى موتَنا تعلو وتهوي معاوِلُهْ
تنوعت قصائد البرغوثي بين الحداثة والتقليدية من حيث الشكل، وقد حظيت جميعها باستحسان الجمهور وتصفيقه، بسبب جودة السبك، وصدق العاطفة، والجمع بين عدة شعراء في شاعر واحد، ما جعله يجمع بين المتنبي في حكمته، وأبي تمام في حماسته، والبحتري في وصفه، ونزار قباني في سهله الممتنع، وقد استطاع خلال ظرف قياسي أن يجمع الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج حول قصائده ذات الصبغة الثورية وإلقائه المميز.
المصدر: الراية