حضور لافت لمعلمي العربية واللغات المشرقية في مؤتمر “اللغة الأم” بستوكهولم

الجسرة الثقافية الالكترونية
شهدت العاصمة السُويدية ستوكهولم، الثلاثاء 28 تشرين الأول (اكتوبر) 2014، المؤتمر الوطني العام للغات الأم الأصلية للمهاجرين في السُويد، بمشاركة فعالة لأساتذة تعليم اللغة العربية والعديد من اللغات المشرقية، الذين خرجوا بمقترحات منها تشكيل لجنة لإقرار كتب دراسية موحدة.
وفي حديث لـ “الكومبس”، قال جبار الزيادي أحد المسؤولين عن إدارة وإعداد برنامج المؤتمر، إن الهدف منه، كان عقد لقاء تجمعي لمعلمي اللغة الأم من مختلف الجنسيات والمجالس البلدية في السويد، لافتاً إلى مشاركة ما يزيد عن 700 شخص في اليوم الأول منه.
وكان المؤتمر الذي نظمته مفتشية شؤون المدارس في السويد قد عقد، الاثنين الماضي، واستمرت أعماله ليومين، خصص اليوم الأول لجميع معلمي اللغات الأم في السويد، وتميز بحجم المشاركة الواسعة، فيما كان اليوم الثاني، تخصصي، عقد فيه معلمو كل لغة، اجتماعاً خاصاً بهم، وبرز معلمو لغة الأم بالعربية، بكونهم المجموعة الأكبر بين مجموعات معلمي بقية لغات الأم.
وبلغ عدد المؤتمرين في مجموعة معلمي اللغة العربية نحو 160 معلمة ومعلم، حضروا من 61 مجلساً بلدياً مختلفا في السويد.
عشرات آلاف الطلبة يدرسون اللغة العربية
وبحسب الزيادي، المسؤول عن الموقع الإلكتروني الرسمي للغة الأم بالعربية مع زميلته فايدة عبدالله، فإن عدد الطلبة الدارسين لمادة اللغة العربية، كلغة أم في السويد، بلغ 38 ألف طالبة وطالب، وفقاً لإحصائيات عام 2013، محققين بذلك المرتبة الأولى في عدد الطلبة الدارسين للغة الأم بين أندادهم الدارسين بلغات الأم الأخرى، فيما جاءت في المرتبة الثانية، اللغات البوسنية والصربية والكرواتية.
نقاشات ومقترحات
وحول أهم المواضيع التي تناولها معلمو اللغة العربية المؤتمرين، قال الزيادي: ناقشنا في المؤتمر مواضيع عدة، أهمها، اتباع الطرق الحديثة في تدريس اللغة الأم ومشاكل تدريسها في السويد وإيجاد الحلول لها، بالإضافة إلى بحث قضية قلة المتخصصين الناطقين باللغتين العربية والسويدية.
ولفتّ الزيادي إلى أن أبرز المشاكل التي تواجهها عملية تدريس اللغة الأم في السويد، هي أن الوقت المخصص لها يكون في العادة في نهاية الدوام بعد انتهاء الطالب من جميع حصصه الدراسية الأخرى، ما يعني أنه يكون متعباً بالكامل، بالإضافة الى الصعوبة التي تواجهها بعض المدارس في إيجاد مكان خاص للطلبة لتدريس حصة العربية.
وكان الزيادي، قد ألقى محاضرة في المؤتمر، تناول فيها كيفية استخدام اللوحة الذكية Smartbord في التعليم، ودورها كأداة مساعدة في تحفيز الطلبة وتشجيعهم.
وحول المقترحات التي خرج بها المؤتمرون، قال الزيادي: خرجنا بمقترحات كثيرة، من ضمنها، أن يجري لقاءنا، نحن معلمي اللغة العربية مرتين في العام وليس مرة واحدة، وتشكيل لجنة لإقرار كتب دراسية موحدة وإجراء امتحانات موحدة، ما يسُهل على الطلبة الذي يغيرون مدارسهم، التواصل مع ما كانوا يدرسونه في السابق.
تعلم اللغة الأم يُسهل تعلم اللغات والمعارف الأخرى
وأكد الزيادي على منهج دراسي موحد، قائم على ركائز، تعتمده مفتشية شؤون المدارس في السويد بما يخص تعليم اللغة الأم، والركائز هي الهدف والغاية من تعلم اللغة والمحتوى الدراسي الذي يتم تدريسه وإجراء تقييم للطلبة.
وتلتزم المدارس في السويد، بتعليم الطلبة الأجانب لغتهم الأم، إيماناً منها لما يشكله ذلك من أهمية قصوى لهم، ليس أقلها شأناً، مدّ جسور التواصل بين الطلبة وأولياء أمورهم في البيت ومع أقاربهم، والتسهيلات التي يمنحها ذلك للوالدين في مساعدة أبناءهم بالدراسة وشرح الأمور العالقة لديهم بلغة يجيدها الوالدين، وهو ما يؤكد عليه الزيادي.
يقول الزيادي من خلال خبرته التربوية الطويلة: تعليم اللغة الأم، شيء أساسي للطالب في السويد. أي طالب، يجيد الحديث باللغة الأم، يُسهل عليه تعلم العلوم والمعارف واللغات الأخرى، إذ يُمكّنه ذلك من تلقي المساعدة من قبل الوالدين، بالإضافة الى ما توفره له اللغة من إحساس بشخصيته ووجوده بين الأقارب والمعارف.
ويؤكد الزيادي على ان لكل طالب، منحدر من أب أو أبوين ناطقين بالعربية، الحق في تعلم اللغة، شريطة أن تتوفر لديه المؤهلاالأساسيةية، كأجادته الحديث بالعربية وأن تتحدث العائلة في البيت باللغة العربية، حيث هناك سؤال في الاستمارة التي يملئها الوالدين، يشير الى ذلك.
وبحسب الزيادي، يمكن أن يبدأ الطفل منذ مرحلة الدراسة التمهيدية بتعلم اللغة الأم، فيما تجرى أربعة إمتحانات للطلبة في الصفوف، السادس والسابع والثامن والتاسع.
ويؤكد الزيادي على جملة مؤهلات وشروط، يجب توفرها عند اختيار معلم للغة العربية، منها، أن يكون حاصلاً على شهادة جامعية وأن تكون لديه خبرات تدريسية سابقة في السويد وأن يجيد اللغتين العربية والسويدية.