ذاكرة قماش.. «الفيلسوف الأغريقي ديوجين» لجون ويليام ووترهاوس

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر / الراي الاردنية

رسم الفنان جون ويليام لوحته «ديوجين» اعتمادا على الفكرة الشائعة عنه. وقد رسمه داخل برميل وإلى جواره مصباحه المشهور وبعض ثمار البصل، في إشارة إلى بساطته وزهده.
ووترهاوس وضع ديوجين إلى جانب الدرج، وفي هذا محاكاة للوحة رافائيل «مدرسة أثينا» التي يظهر فيها ديوجين جالسا على درج. أما المرأة في اللوحة فقد حلّت محلّ الاسكندر بوقوفها بين ديوجين التعيس وأشعّة الشمس.
كان الكلبيون وهم اصحاب المذهب الفلسفي الذي أسسه في القرن الرابع قبل الميلاد الفيلسوف أنتيستنيس، أحد أتباع الفيلسوف اليوناني سقراط. لا يثقون بوجود الخير في الطبيعة البشرية.
وكان ديوجين واحدًا من أتباع أنتيستنيس المتحمسين، إذ اتبع الفلسفة الكلبية إلى درجة التطرف. ويقال إنه كان يعيش على قليل من الزاد، وينام في أحد الأحواض.
عاش ديوجين في القرن الرابع قبل الميلاد. وتُروى عنه بعض الحكايات التي تختصر فلسفته عن الحياة والناس. كان مثلا يؤمن بأن السعادة يمكن تحقيقها من خلال إشباع الاحتياجات الطبيعية للإنسان، وأن ما هو طبيعي لا يمكن أن يكون مخزيا أو غير لائق.
لم يكن ملتزما بأفكار وقناعات المجتمع لدرجة انه لُقّب بالكلب، وهو الاسم الذي اشتقّت منه فلسفة التهكّم والسخرية أو ما أصبح يُعرف بالكلبية. كما كان يعبّر عن احتقاره وسخطه على المجتمع وعدم اكتراثه بالعادات والتقاليد والقوانين. لذا اعتزل الناس وفضّل أن يسكن في برميل خشبيّ كان يطلق عليه المنزل المتنقّل لأنه يتحدّى تقلّبات الفصول.
في ذلك البرميل، الذي أصبح مشهورا وموضوعا للفلاسفة، كان ديوجين يُخضع نفسه لحالات متطرّفة من برودة وحرارة الطقس ويأكل طعاما بسيطا مما يجود به عليه الناس. وقد درج على أن يحمل بيده مصباحا في وضح النهار. وعندما كان يُسأل عن السبب كان يقول: إنني ابحث عن إنسان صادق».
وتروي بعض المصادر حادثة زيارة الاسكندر المقدوني لـ ديوجين. فقد كان الأخير يتشمّس بالقرب من «بيته» ذات صباح عندما جاءه الاسكندر عارضا عليه مساعدته. فردّ ديوجين: فقط ابتعد قليلا لأنك تحجب ضوء الشمس عنّي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى