ذاكرة قماش

الجسرة الثقافية الالكترونية

 رفعت العلان*

المصدر / الرأي الاردنية

من بين جميع لوحات فريدريك ليتون حظيت لوحة جون بشهرة واسعة، واللوحة عبارة عن صورة من صور الجمال الفخم الذي يدفع الناظر إلى التمعّن بإعجاب في السمفونية الرائعة من التشكيل واللون.
وتكشف عن عبقرية الفنان في اللون وعن كلاسيكيته الأصيلة. وبالرغم من أن هذه اللوحة لا تحكي قصة محدّدة فانها تدعو المتلقي التأمّل في وضعية الفتاة النائمة.
اللوحة البرتقالية تجسد لأسلوب ليتون الكلاسيكي. وفيها الكثير من الشبه التي تجمعها بلوحة «الليل» لـ مايكل انجلو. وحسب ليتون، فإن طريقة تصميم اللوحة لم تأت وفق تخطيط مسبق. بل جاءت بالصدفة عندما رأى موديله دوروثي دين وهي ترتاح على أريكة.
ودوروثي ممثّلة انجليزية، ظهرت في العديد من لوحات الرسّام. كان يعتبرها المرأة التي تطابق ملامحها نموذجه المثالي. وقد كانت معروفة بوصفها أجمل امرأة في انجلترا في نهاية القرن التاسع عشر.
عُرضت اللوحة للبيع في المزاد في ستّينات القرن الماضي، أي في وقت كان من الصعب أن تباع فيه لوحة من العصر الفيكتوري. لذا لم تحقّق سعر الحدّ الأدنى الذي حُدّد لها وهو 140 ألف دولار. بعض النقاد يقولون: إن هذه اللوحة هي بمثابة اعتراف واضح من الفنان بالتقاليد العظيمة في الفن والتي تعود إلى جورجيوني و تيشيان اللذين برعا في تصوير النساء النائمات اللاتي كان يشار إليهن بالاسم الميثي «فينوس».واللون البرتقالي النابض بالحياة في اللوحة يصاحبه نطاق ناعم من الأزرق في الخلفية، والجمع الفريد بين هذه العناصر هو إحدى الخصائص التي تجعل من هذه اللوحة إحدى أروع اللوحات في تاريخ الفن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى