سميحة المصري تفتح مسارات شعرية للعودة إلى فلسطين

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة بالتعاون مع النادي الثقافي العربي، مساء أمس الأول، في مقر النادي أمسية للشاعرة سميحة عبدالرحيم المصري، قدمت لها الباحثة حنان أبو العينين، بحضور صالحة غابش مستشارة المجلس الأعلى مديرة المكتب الثقافي، وقالت أبو العينين إن سميحة المصري تمارس كتابة الشعر منذ عشرين عاماً، وتتمتع بقوة شاعرية وتدفق لغوي جميل، وهي مسكونة بهموم فلسطين، وتكتب الشعر بحثاً عن طريق للعودة إليها، فهو أداتها التي تمهد بها مسارات عديدة إلى القدس وكل الأرض المحتلة .

سميحة قرأت نصوصاً نثرية عدة، كان الهم الوطني حاضراً فيها، فمن البعد عن الوطن وتعذر العودة إليه تصنع نسيج لغتها التي تتدفق باللوعة والحزن واللهفة، وذكريات المكان وصوره التي تلح الشاعرة على استحضارها واستبقائها حية كي لا تنسى أو تضيع، فتصور الوطن الفلسطيني في الأزهار والنبات وكل الطبيعة الجميلة التي تشكل مشهده، وفي المدن العريقة الضاربة جذورها في التاريخ وفي النور القدسي، وفي ذكريات الحب والحنان الأسري الأول الذي يلف الفتاة الصغيرة فيملؤها حبوراً وأحلاماً بغد جميل هانئ وسعيد، ذلك الغد الذي لا يزال إلى اليوم معلقا لأن فلسطين معلقة مسروقة، تقول سميحة من قصيدة “هذي يدي تبستن الريح”:

“أنا يا صغيري ليسَ لي شهادةَ ميلاد/ وَلّدَتْني القابلةُ عندَ فمِ النهر/ بَينما كانَ سربُ الأيائل وارداً على الماءِ فَجراً/ فَارْتوى ثُم ذهبَ للغناءِ الأخير/ وظل الإيلُ الجريحُ يطفُرُ أنينهُ عندَ فَمِ النَهر . ./ إن الحلم كبير ./ فيا أيتها الأبواب/ متى تَنزفينَ الضياء المُنْتظِرْ . ./ ومن توقدُ شموعي على قارعةِ الشَمس/ فأنا أجلِسُ وحيدةً لأكونك . ./ أجلِسُ وحيدةً لأُجيبَ عن أسئلةِ الأحياء/ أجلسُ وحيدةً كي لا يتوحشَ المكان/ لأكونَ هُناكَ حيثُ أنت” .

تتميز نصوص المصري بميزتين ظاهرتين هما غزارة المفردة وتدفقها، والقدرة على صناعة الصورة الشعرية التي تستقيها من الأشياء القريبة منها، تقول من قصيدة “ترنيمة قديس على عتبة باب موصد”:

“يا أيها الآس المندلق بخيلائك على دالية البيت . ./ وكرم العنب الأشقر الذي اقترب بعد الوله من النضج/ ها هو مزمور العهد يحكي تاريخ سليل الأعناب . . لمدينة العشق/ خذ كل الشجن الزاهي على روحك/ وخذ ليلة واحدة من ليالي القمر المدور في المنتصف/ خذ كل الأنصاف . . ودعني بين النصفين/ فأنا ابنة نصف القلب ونصف العين/ وبين البين” . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى