عزيزة: أُقدِّم روح الأغاني القديمة لكن بأسلوب 2014

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-
«عزيزة» مغنية لبنانية شابة، لا تبتعد في غنائها عن الأصيل المتعارف عليه، لكنها تدخل عليه بعض التلوينات الحداثية التي تمنحه رونق الوقت. عزيزة تحيي سهرة غنائية موسيقية مع فرقتها في الـ«سبورتنغ» مساء اليوم السبت، عن حفلها كان هذا الحديث:
تمنّعتِ عن ذكر اسمك الأصلي، لماذا سمّيت نفسك «عزيزة»؟
^ «عزيزة» هي شخصية خلقت معي على المسرح. منذ ثلاث سنوات، كنت أؤدي مقطوعة «عزيزة»، للفنان محمد عبد الوهاب، وعندما أنهيت أغنيتي، ناداني الجمهور: آه يا عزيزة. «عزيزة» هي شخصية أتت من روح الزمن الجميل، من محمد عبد الوهاب وأسمهان وأم كلثوم، «عزيزة» في أول ألبوم لي جاءت لتخبرنا قصة هذه الشخصية ومَن هي، وبمن تأثرت، وكيف تعيش كل يوم سواء مع الحب أو الصداقة أو حالات إنسانية معينة. هذا «الألبوم» هو صوت أغانٍ في فيلم لم يحدث، ولن يحدث، وهو استرجاع لأجواء من حياة «عزيزة».
ما علاقتك بالغناء العربي، من أين جاءت هذه العلاقة؟
^ خلقت في بيت فني، والدي كان يستمع إلى وردة وصباح وسيّد مكاوي، من هنا جاء تأثري بالغناء العربي، والوالد يتمتع بصوت جميل أيضاً. نشأتي في هذا الجو جعلتني أشارك في حفلات مدرسية وما شابه نتيجة علاقتي بهذا الغناء. في مرحلة لاحقة من عمري، طوّرت ثقافتي الموسيقية من خلال انفتاحي على الموسيقى في العالم، كالجاز والروك، والموسيقى الهندية والفارسية والتركية، والموسيقى اللاتينية ولكن دائماً كان عشقي الوحيد هو الطرب (الفترة المصرية الذهبية). أنا في الأساس درست الإخراج والصحافة المرئية والمسموعة، وحالياً أدرس العود، ولكن تعلمت أن أغني من المعلم الأول والوحيد الموسيقار محمد عبد الوهاب.
تأثراً بالموسيقار الذي تأثر بدوره واقتبس من الموسيقى في العالم كافة وأضافها إلى ألحانه ومؤلفاته وطوّر بها الموسيقى خاصته.
ما الذي ستضيفينه برأيك على ما نسمعه ونراه حالياً؟ بالأحرى ما هو مشروعك؟
^ الإضافة التي سأقدّمها على المشهد الغنائي والموسيقي العام، هي إعلاء روح الأغنيات القديمة، ولكن بأسلوب الـ2014، أي بلغة حديثة. مشروعي هو طرح موسيقى شعبية عربية، تطال كل الفئات، هي ليست خاصة بسماع النخب ولكي ننشط قليلاً الحال الفنية الهابطة حالياً.
ما هو برنامج حفلك في 7 حزيران في الـ«سبورتنغ»، كيف تمّ تحضيره؟ لماذا اخترت أحد المطاعم وليس مسرحاً متعارفاً عليه؟
^ حضّرنا لحفل السبت في الـ«سبورتنغ»، والتحضير جرى منذ مدة والتمارين مكثفة بصحبة 11 موسيقياً ومغنيتين لا يقتصر دورهما على الترديد خلف صوتي، ولكن دورهما جزء لا يتجزأ من هذا العمل. الآلات فيها إيقاعات شرقية من «الدفّ» و«التار» ومعنا أيضاً «الدرامز» و«البايس» و«الغيتار» و«الترومبيت» (الذي يعزف موسيقى شرقية) و«الترومبون». اخترت شاطئ الـ«سبورتنغ» لأنه يسمح للجمهور بمشاركتنا الفرح والرقص إذا أراد ولأن المناخ الصيفي يسمح بذلك، كما أنه مؤاتٍ لمثل هذا النوع من الغناء الـFraiche.
من المعروف أن الفيديو كليبات مكلفة في هذه الأيام، هل تجدين مردوداً مالياً على ما تدفعينه أم تريدين الشهرة فحسب؟
^ في الحقيقة الكليبات البسيطة التي سجلتها تقف خلفها صديقة تدعى جنى صالح درست في أميركا وتمتلك فكرتي نفسها عن إعادة إحياء الغناء العربي، مع إضافات اكتسبناها من الموسيقى التي سمعناها وذكرتها لك. لغاية الآن ليس لدينا أي مردود مالي، وكل ما دفعته جنى صالح لم نكسب منه لغاية الآن، ولكن الموضوع كما ذكرته لك يتعلّق بأحلامنا معاً التي نريد تحقيقها ونمارس شغفنا و«اللّي بدو يدعمك أهلاً وسهلاً واللي ما بدو نحنا ماشيين بمشروعنا».
مَن مِن المطربين والمطربات تحبين الاستماع إليهم وأية موسيقى تستهويك؟
^ أسمع داليدا وصباح وباتي برافو ومينا مازينيني وغريس جونز. متأثرة بطريقة أدائهم على المسرح. صباح بحدّ ذاتها هي «شو» على المسرح. «عزيزة» إذا أردت تحاول أن تكون «كاركتير» على المسرح.
كيف تختارين الموسيقيين الذين تتعاملين معهم؟ حدثينا قليلاً عن ألبومك؟
^ اختيار الموسيقى هو قرار جماعي يتعلق بالمنتج والموزع الموسيقي، قراري ليس فردياً ويمكن أن تكون الآراء مختلفة، لكننا نصل دائماً إلى حل لأننا متفقون على الاتجاه.
في «ألبوم» عزيزة، وهو من كلماتي وألحاني، يحكي عن عزيزة والحب، عزيزة والصداقة، عزيزة والخوف. أغنية «البرغشة» في ألبومي جاءت راقصة ولكنها في الحقيقة سخرية مُرة من الأوضاع التي نعيشها والمضايقات التي تحصل معنا في كل مرافق حياتنا اليومية. كما أكتب في هذا الألبوم عن المرأة المعنفة التي لا تمتلك قرارها وصوتها، وتحت رحمة الرجل الشرقي، كتبت لها أغنية اسمها «هوليداي إن» وتحكي عن الرجل الشرقي، وعن ذكورة متسلطة. هذه الأغنية تعلي صوت المرأة، وفيها ذلك الحس النقدي، مثلها مثل جميع أغنياتي، وإن بمضامين مختلفة.