عندما يكون الفن وسيلة تضامن

الجسرة الثقافية الالكترونية

*رضوان شبيل

في إطار أنشطتها الفنية نظمت الجمعية التونسية “رؤى للفنون” بالتعاون مع بعض الجمعيات التنموية حفلا موسيقيا خيريا بالمسرح البلدي لجوهرة الساحل سوسة خُصّصت مداخيله لمنطقة ريفية مهمشة بمحافظة هذه المدينة التونسية وهي “الصفحة” من معتمدية بوفيشة .
الحفل كان طَبَقا متنوّعا من عدة أنماط موسيقية افتُتِح بالأناشيد الدينية والتي عرف بها المنشد المبدع التونسي حاتم الفرشيشي صحبة فرقته المتميزة حيث نقل مظهرا من الموروث الغنائي الصوفي في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والإذكار تفاعلت معه الجماهير الحاضر بالإنصات والإهتمام وصفقوا طويلا لهذا لما ابداه من قدرات صوتية قوية ومستوى فني رفيع ،مثلما تفاعل الجمهور مع الفنان الرقيق نبيل خليفة والذي قدّم أغاني طربية أصيلة لبعض رواد الفن العربي الشرقي والتونسي أرجعت الجمهور إلى الزمن الجميل وبعث فيهم متعة حد النشوة وولم يقلّ المطرب التونسي الشاب سفيان الزايدي تسلطنا عن الفنان نبيل خليفة بما أداه من طبوع تونسية وهوتلميذ مدرسة الرشيدية التونسية ويعتبر الزايدي خير خلف لأحسن سلف في هذه النوعية الموسيقية الأصيلة والتي عرف بها المرحوم الطاهر غرسة والصادق ثريا وغيرهم والآن يتربع على عرشها الفنان زياد غرسة ، وواصل السهرة مروان علي والذي وإن لم يقدم الجديد فإنه يبقى من الأصوات التونسية الشابة المحترمة والذي عرف نجاحا في مسابقة “سوبر ستار” في دوراتها الأولى ، فيما ظهرت المغنية وفاء بوكيل – وهي إعلامية في الأصل- بمستوى دون انتظارات الحاضرين حيث اجترت بعض الأغاني المعروفة بأداء متواضع ولم ترتقي إلى الحضور الفني لبقية المشاركين وسعت عكس البقية إلى كسب تفاعل الحاضرين بالرقص.
فرقة برتبة منتخب موسيقي
أمّن هذا الحفل الموسيقي الفرقة الموسيقية “اسطنبول” بقيادة عازف الكمنجة البارع أيمن القدري صحبة نخبة من العازفين منهم رئيس الجمعية المنظمة “رؤى للفنون” الفنان الطيب الشاذلي خريج المعهد العالي للموسيقى ، وقد اضفى العازفون مسحة ابداعية أخرى للحفل بما أبدوه من براعة وانسجام ، في حفل نال كل المشاركين فيه علامة تميز لما اثبتوه من روح تضامنية مؤكدين أن الفن بدون قيم انسانية يتجرد من خصوصيته بل الفن انساني أو لا يكون .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى