“قطة” دفعتني للهرب وترك خشبة المسرح

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
في حياة كلّ منّا مواقف كوميدية طريفة لا يمكن أن تنسى أو تمحوها الذاكرة، تقفز إلى أذهاننا من حين لآخر مع مشاهدة موقف أو شخص أو مشهد معين يعيد البسمة إلى وجوهنا.
ولا شكّ أن الفنان دائمًا ما تكون الأعين عليه وتقبل الجماهير المحبة له على سماع أخباره ومعرفة جديده في المشهد الفني، من خلال هذا الباب نتعرف معًا على مواقف كوميدية لا تنسى في حياة الفنانين سواء على المستوى الفنيّ أو الإنسانيّ.
باب “كوميديا واقعية” استضاف الفنان والمخرج فهد الباكر ليحدثنا عن مفهومه للكوميديا وأطرف المواقف التي تعرض لها خلال حياته الفنية، حيث وصف الكوميديا بأنها فنّ إيصال الفكرة بطرافة.
ويقول فهد الباكر: بدأت حياتي المسرحية بالعمل في الكوميديا، وأضاف إن هناك مواصفات للفنان الكوميدي، حيث إن هناك نسبة كبيرة في الأمر تعود للفطرة التي يجعلها الله في الفنان، وهناك جانب آخر وهو المهارة لدى الفنان واختيار التوقيت السليم لإلقاء الإفيه الكوميدي حتى يعجب الجمهور، ويجب على الكوميديان أن يتسمّ أيضًا بالذكاء.
سحر الخشبة
وأضاف هناك كثير من الكوميديانات يضحكون الناس على المسرح أو على الشاشة ولكنهم يتسمون بالجمود في حياتهم الخارجية وأعتقد أن هؤلاء يتعرضون لسحر الخشبة أو الكاميرا التي تنقلهم من حالة إلى أخرى ومن شخصية إلى أخرى، لهذا فإن الممثل الحرفي الذكي يستطيع أن يفصل بين مهنته وحياته الشخصية، ولدينا مثال على ذلك، وهو الفنان الكوميدي غانم السليطي وهو في حياته العامة شخص جادّ وله آراؤه الهامة وناقد ومثقف بوزن ثقيل.
وقال فهد الباكر إن اليوناني أرسطوفانيس اشتغل على مسرحية السحب التي تعدّ أول الأعمال الكوميدية وتنتسب إلى كوميديا الفارص، وبعد ذلك توالى ظهور الكثير من المؤلفين الذين اشتغلوا على الأعمال الكوميدية وكانوا يكتبون أيضًا أعمالاً تراجيدية، والكوميديا أصعب في الطرح من التراجيديا.
حرم سعادة الوزير
وقال سأبدأ في الإعداد لعمل سيتمّ عرضه في العيد وهو “حرم سعادة الوزير”، وسيكون عملاً كوميديًا من إنتاج المركز الشبابي للفنون المسرحية وسيتم تقديمه في ثاني أو ثالث أيام عيد الفطر المبارك ولم يتمّ تحديد مكان العرض حتى الآن وسيكون عرضًا مجانيًا ونهدف منه إلى تنفيذ خطة الفنان محمد البلم بضرورة تقديم عمل كوميدي ضمن نشاط المركز والموسم المسرحي، والعمل من إخراجي، وإعداد مصطفى أحمد خليفة، دراما تورج موسى الأمير.
وعن أهمية الكوميديا قال هي من أهمّ عناصر النجاح في المسرح وبدايات المسرح القطري كانت جميعها أو معظمها كوميدية، والهدف منها المتعة والتسلية من خلال نقد اجتماعي لاذع، وجميع نجوم المسرح القطري برعوا في مجال الكوميديا، وعندنا عبد العزيز جاسم، وغانم السليطي، والفنان جاسم الأنصاري هو واحد من الفنانين المتخصصين في الكوميديا وقدّم الكثير للمسرح القطري وأخرج لنا العديد من الشباب الكوميديانات، خصوصًا في العمل الأخير أمثال سماح حسن وعبد الرحمن العتيبي وآخرين، ولدينا أسماء عديدة في مجال الشباب لديهم الحس الكوميدي ويحتاجون لرعايتهم من أمثال راشد سعد ومحمد الصايغ اللذين يشكلان ثنائيًا خطيرًا على الخشبة.
مواقف لاتنسى
ومن المواقف الكوميدية التي لا ينساها فهد الباكر يقول: في أحد الأعمال كان من المفترض أن أدخل من الكالوس وفي يدي حربة لأقوم بقتل ممثل على الخشبة، ولكن لم أجد الحربة وحان موعد دخولي ودخلت عليه وقتلته بيدي، وموقف آخر أثناء وقوفي على خشبة المسرح دخلت علي قطة وأنا أخاف من القطط وأفزعتني وتركت الخشبة وهرولت خارجًا تاركًا الخشبة، وفي موقف آخر كنت أقوم بدور رومانسي وأقف أمام ممثلة وأقف على طاولة ولكنها انكسرت وتحول الموقف من رومانسي إلى كوميدي ورعب أيضًا.
وأتذكر في أحد الأعمال “الفيل يا ملك الزمان”، كان يعمل معنا الممثل علي المري، وكان من المفترض أن يقوم بأداء حركة جسدية ويسقط بجسده على الخشبة كنوع من أنواع اليأس ولكن في نفس اللحظة تزامن دخول المشرف على النادي وطلب له سيارة الأسعاف.
أمنيات فنية
وعلى صعيد أمنياته الفنية، قال أتمنى أن نعود مرة أخرى للعمل في الكوميديا حتى في مجال الكتابة الكوميدية، وأكد أنه يجب علينا أن نتعلم كيف نسرق من المتلقي ضحكة خالصة من القلب وأن نجتهد على الخشبة من أجل انتزاعها من الجمهور، مشيرًا إلى أن المسرح القطري أصبح يفتقر إلى الأعمال الجماهيرية الجاذبة التي تساهم في عودة الجمهور إلى المسرح، وكما طالب الباكر بضرورة زيادة ورش العمل المتخصصة بالمسرح من أجل دعم وصقل موهبة الفنانين الشباب، كذلك زيادة العروض المسرحية على مدار العام حتى نوفر فرصة جيدة للوجوه الشابة للظهور وتقديم موهبتها الفنية، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسي الذي يعدّ الرافد الأساسي للحركة المسرحية في قطر.
وأكّد الباكر أن أبناءنا الطلاب في حالة تعطش فني للمسرح، وقد ظهر ذلك جليًا خلال مسابقة “مسرحة المناهج “التي شارك فيها عددٌ من المدارس، حيث قدمت كل مدرسة عملًا مسرحيًا يعبر عن مادة علمية وقد فاز عملنا بفضل الله في مادة العلوم، مضيفًا استمتعت بهذه التجربة التي تؤكّد حب أبنائنا للمسرح، والذين يشكلون مستقبل المسرح القطري والذي يجب أن نوفر لهم كل سبل الدعم والتطوير حتى يتمكنوا من تطوير هذا الفنّ الذي يعكس ثقافة ووعي أي شعب بالعالم.