قطر حاضرة بقوّة في فلسطين

الجسرة الثقافية الالكترونية

المصدر: الراية

 

أعرب سعادة الدكتور زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء، وزير الثقافة الفلسطيني عن شكره العميق لدولة قطر وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على الاحتفاء الكبير بالثقافة الفلسطينية وإقامة فعاليات فلسطينية مصاحبة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، والاهتمام بالقضية الفلسطينية عمومًا.

 

وأضاف سعادة نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يزور البلاد حاليًا للمشاركة في معرض الكتاب، خلال اجتماعه أمس بسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث: “لقد انبهرنا بمستوى تنظيم معرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب ومستوى الفعاليات المصاحبة له، وأيضًا تلك التي تقام ضمن مهرجان الدوحة الثقافي، ونحن سعداء بأن تكون فلسطين حاضرة بقوّة في هذا المحفل الثقافي الدولي الكبير”.

 

وأكّد سعادة الدكتور زياد أبو عمرو أن دولة قطر حاضرة بقوّة في كلّ مكان في فلسطين وفي ذهن كلّ فلسطيني من خلال دعمها الكبير لقضية فلسطين، “هذا الدعم الذي يأتي في مستوى ما نتمنّى وأكثر”.

 

كما حرص نائب رئيس الوزراء الفلسطيني على القيام بجولة داخل مركز بيت الحكمة بمقرّ وزارة الثقافة والفنون والتراث، والذي يوثق بالصوت والصورة والكلمة المكتوبة لاحتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية وأبدى إعجابه وتقديره لمقتنيات ومحتويات المركز.

 

وتطرق الحديث خلال الاجتماع إلى ضرورة زيادة تبادل الخبرات والفعاليات بين الجانبين، وفي هذا الصدد، ناقش الجانبان مدى إمكانية إقامة معرض (القدس في الذاكرة) في الدوحة، والذي يضمّ مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية لمدينة القدس يعود تاريخ عدد منها إلى ما قبل مئة عام، ويضمّ نماذج من الصور المختارة من أرشيف السلطان عبدالحميد الثاني المعروفة باسم ألبومات يلديز.

 

وحرص سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث خلال الاجتماع على ضرورة انتقاء أعمال فنية ذات مستوى رفيع ترقى إلى مستوى المدارس الفنية العالمية عندما تكون لدولة فلسطين مشاركات ثقافية في الدوحة، مؤكدًا أن فلسطين زاخرة بالمواهب والكفاءات الثقافية على أعلى مستوى.

 

الجدير بالذكر أن دولة فلسطين تشارك في فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب بعدد كبير من دور النشر وفعاليات ثقافية هامّة، منها ندوة تكريم الشاعر سميح القاسم وأوبريت القدس وعرض للأزياء التقليدية الفلسطينية واستعراض فولكلوري لفرقة جامعة الاستقلال.

 

 أكد أهمية مصحف قطر كنقطة جذب.. أوغلو لـ  الراية :

 

معرض الكتاب يشهد تنوعًا ثقافيًا وإبداعيًا

 

الدوحة – قنا – وكريم إمام: أقيمت مساء أمس ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب ندوة ثقافية تحت عنوان “تاريخ الكتاب.. رحلة المعرفة”.

 

وتُقام هذه الندوة على أربع جلسات، الجلسة الأولى شارك فيها الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، تلتها الجلسة الثانية بمشاركة كل من الدكتور أيمن فؤاد السيد، والدكتور أحمد شوقي بنبين، والدكتورة سوزان عابد.

 

وأكد د.أوغلو أن النسخة الخامسة والعشرين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب تُعد مناسبة ثمينة جدًا، حيث وجدت بالإضافة إلى كثير من مشاركات الدول ودور النشر العالمية نشاطات جديدة مثل المحاضرات والندوات الثقافية المهمة، إضافة إلى الاهتمام بموضوع الخط، خاصة أن مصحف قطر أصبح نقطة جذب كبيرة للجمهور.

 

 

 

وقال أوغلو في تصريح خاص لـ  الراية  على هامش مشاركته في جلسة نقاشية تحت عنوان”الكتاب في العالم الإسلامي: من المخطوط إلى المطبوع”، إنه سعد بمشاهدة خطّاط من إحدى الدول العربية يقدم إبداعه لجمهور المعرض، حيث إن هناك تنوعًا في العمل الثقافي والإبداعي خلال الدورة الحالية.

 

وأشار إلى أهمية كتاب “تاريخ الكتاب رحلة المعرفة” الذي جمع مراحل مهمة في تاريخ الكتاب وكان من ضمن الندوات المهمة في المعرض، حيث ارتبط تطور النشاط العلمي وازدهار الفعاليات العلمية من تأليف وترجمة في القرون الأولى للإسلام بإمكانية استخدام الورق بدلاً من الرق أو البردي أو المواد الأخرى التي كان منتسبو الحضارات السابقة للإسلام يستخدمونها، مشيرًا إلى أن إنتاج الكتاب بعد ذلك أصبح عملية مربحة لوجود سوق رائجة. وأكد أوغلو أن معرض الدوحة الدولي للكتاب أصبح له زخم كبير، متوقعًا أن يكون في الفترة المقبلة أحد أهم الفعاليات الجاذبة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

 

 

 

تطور الكتاب

 

وتحدث الدكتور أوغلو في الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان “الكتاب في العالم الإسلامي: من المخطوط إلى المطبوع”، عن مراحل تطور الكتاب عبر التاريخ الإسلامي حتى وصل إلى يومنا هذا.

 

وأكد أوغلو في بداية الندوة المكانة المهمة التي شغلها الكتاب في تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث ارتبط تطور النشاط العلمي وازدهار الفعاليات العلمية من تأليف وترجمة في القرون الأولى للإسلام بإمكانية استخدام الورق بدلاً من /الرق/ أو /البردي/ أو المواد الأخرى التي كان منتسبو الحضارات السابقة للإسلام يستخدمونها.

 

وتطرق الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي في حديثه إلى مراحل تطور إنتاج الكتاب المخطوط عبر قرون التاريخ الإسلامي، لافتًا إلى أن العصر الإسلامي شهد تطور الكتاب المخطوط حيث صارت له بعد ذلك ملامح فنية، بالإضافة إلى قيمته العلمية الأساسية، مشيرًا إلى أن العناصر الفنية للكتاب المخطوط شملت نوعية الورق والتجليد وجودة الخط وتنوع التزيينات أو الأشكال التوضيحية، كما في كتب الرياضيات والفلك، بالإضافة إلى وجود المنمنمات التي تزين الكتاب وتضفي عليه صفة جمالية فائقة.

 

 

 

روائع المخطوطات

 

وناقشت الجلسة الثانية من ندوة ” تاريخ الكتاب… رحلة المعرفة”، ثلاث أوراق، حيث قدم الدكتور أيمن فؤاد السيد من جمهورية مصر العربية ورقته بعنوان”روائع المخطوطات الإسلامية”، بينما قدم الدكتور أحمد شوقي بنبين من المغرب ورقته التي جاءت بعنوان”علم المخطوطات الإسلامية”، في حين جاءت ورقة الدكتورة سوزان عابد من الأردن بعنوان” نوادر التصاوير العربية في المخطوطات الإسلامية”.

 

وقال الدكتور أيمن فؤاد السيد إنه “رغم أنه لم يصل إلينا شيء كثير من المخطوطات العربية المزينة بالصور والمنمنمات، إلا أن ما وصل إلينا منها يمثل النوع الرئيسي من التصوير الإسلامي الذي تتضح فيه خصائص هذا الفن وما طرأ عليه من تطور”، مشيرًا إلى أن دراسة التصوير الإسلامي تقوم بصفة أساسية على المنمنمات التي تزين صفحات المخطوطات أو توضح متنها.

 

أما الدكتور أحمد شوقي، فقد تناولت ورقته موضوع “علم المخطوطات الإسلامية” والتي أكد خلالها أن اهتمام علماء/ الفيلولوجيا/ في أوروبا بالكتاب المخطوط حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، كان اهتمامًا خاصًا بمحتواه، حيث كانت غايتهم من هذا الاهتمام إحياء النصوص القديمة وذلك تبعًا للقواعد والضوابط والمنهج العلمي الذي ترسخ عندهم من خلال ما يسمى بتاريخ النص الذي رأى النور مع العالم الألماني لخمان عام 1851 ميلادي.

 

في حين تتناول ورقة الدكتورة سوزان عابد موضوع “نوادر التصاوير العربية في المخطوطات الإسلامية” والتي تؤكد خلالها أن المسلمين قد اعتنوا بفنون الكتاب من تجليد وتزيين بالصور وحسن الخط ورشاقته وأنواعه المختلفة، عناية بالغة جعلت من المخطوطات المصورة والنسخية والمصاحف الشريفة تحفًا فنيًا في حد ذاتها، بالغة القيمة من حيث الألوان والتذهيب والتصوير.

 

 في ظل ثورة الاتصالات والتكنولوجيا.. أكاديميون وناشرون لـ  الراية  :

 

الكتاب المطبوع مصدر رئيسي للثقافة والمعرفة

 

د.كافود: الثورة التكنولوجية لم تؤثر سلبًا على الكتاب

 

أشكناني: الكتاب المطبوع حافظ على قوته الشرائية

 

عجوان: الثورة التكنولوجية زادت من مبيعات الكتب الورقية

 

الهاشمي: المحب للمطالعة يحن للكتاب وقراءته

 

هنينج: نرتبط عاطفيًا بالكتاب الورقي المطبوع

 

 

 

تحقيق – كريم إمام :

 

أكد عدد من الأكاديميين والناشرين في معرض الدوحة الدولي للكتاب أن الكتاب الورقي استطاع الحفاظ على مكانته كمصدر رئيسي للمعرفة والثقافة على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام الورقية والثورة التكنولوجية التي يبدي البعض تخوفه من أثرها السلبي على الكتاب المطبوع، مشيرين إلى أن أهمية الكتاب الورقي تكمن في أن القارئ يتناوله بتأنٍ وهو مصدر أساسي للمعرفة والتواصل الحضاري بين الشعوب، وأنه مازال يتمتع بقوة شرائية في السوق، مشيرين كذلك إلى أن التوجه إلى الكتاب الرقمي بات أمرًا واقعًا، ولكنه مازال في طور الاحتمال، حيث إن الناس في منطقتنا لم تتعود بعد على القراءة الرقمية، كما أن الثورة التكنولوجية والمعلوماتية خدمت الكتاب المطبوع بشكل مجاني ورفعت من نسب مبيعات الكتب.

 

 

 

الكتاب باقٍ

 

في البداية يؤكد الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التعليم العالي الأسبق أن الكتاب الورقي باقٍ، مشددًا على أنه هناك مبالغة لدى من يقول إنه كلما زادت طرق تبادل المعلومات والتكنولوجيا الحديثة والإنترنت من التطور قلت الحاجة إلى الكتاب في شكله التقليدي، وهذا كلام غير صحيح أن نظم المعلومات تقضي على الكتاب، حيث إن الغرب الذي سبقنا في تكنولوجيا المعلومات عندما يظهر كتاب جديد نجد أن القراء يقفون في طوابير ويباتون الليل إلى الصباح للحصول على نسخة من الكتاب قبل أن ينفد، مؤكدًا أن الكتاب المطبوع يظل سيد الموقف مهما تطورت نظم المعلومات ووسائل الاتصال.

 

ووصف د.كافود معظم ما يتم تداوله عبر وسائل الاتصال الحديثه والإنترنت والكتاب الرقمي بالوجبات السريعة وليس كالكتاب المعمق الذي تدرسه وتقرأه بتأنٍ وتواصل قراءته ولا تنقطع عنه، وهذه عملية مهمة جدًا، والكتاب سيظل دائمًا مصدرًا أساسيًا للمعرفة والتواصل الحضاري بين الشعوب.

 

 

 

قوة شرائية

 

في حين قال جاسم محمد أشكناني مدير عام دار بلتنيوم بوك للنشر والإعلان إن الكتاب المطبوع مازال يتمتع بقوة شرائية في السوق، مشيرًا إلى أن عمليات شراء الكتب عبر الإنترنت والمواقع المختلفة أثر بعض الشيء مع بدايات ظهورها على المبيعات ولكن ذلك سرعان ما انتهى وعاد الكتاب المطبوع للصدارة بقوة، فالناس مازالت تفضل الورق، الذي يختلف عن القراءة من شاشات الحاسوب أو أجهزة الهواتف النقالة الحديثة، مشيرًا إلى أنه يتحدث عن السوق الخليجية والعربية، وربما يكون هناك اختلاف في السوق الغربية في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية.

 

واستبعد ما يطرح من أن التوجه إلى الكتاب الرقمي بات أمرًا واقعًا، ولكنه مازال في طور الاحتمال، حيث إن الناس في منطقتنا لم تتعود بعد على القراءة الرقمية.

 

وأضاف أن الكتب ووسائل الإعلام بشكل عام لا تختفي نهائيًا بل تتغير وتتأقلم مع العصر. فالراديو لم يتداع ولم يختف مع ظهور التلفاز، بل راح يتبدل ويتكيف ويتغير حتى أصبح اليوم وسيلة حيوية وغاية في الأهمية بالنسبة لنشر المعلومات والموسيقى. مؤكدًا في نهاية حديثه أنهم كدار نشر لم يتأثروا على الإطلاق بالكتاب الرقمي.

 

 

 

الإنترنت والكتاب

 

من جانبه يرى باسم عجوان مدير إحدى شركات المعارض وتوزيع الكتب أن الثورة التكنولوجية والمعلوماتية خدمت الكتاب المطبوع بشكل وصفه بأنه غير طبيعي، حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال رفعت من نسب مبيعات الكتب وخدمته بشكل مجاني من خلال ما يتم تداوله عبر الشبكة العنكبوتية من إعلانات وأخبار ومتابعات لكتب صدرت حديثًا أو لأغلفة الكتب المنتظر صدورها ما ساهم في التعريف بالكتب بشكل سريع.

 

وأكد أن الجمهور هنا في معرض الدوحة للكتاب بات يعرف تمامًا ما يريد شراءه بعد أن كان في الأعوام السابقة يسأل عن الإصدارات الحديثة وما شهده السوق من عناوين وكتب جديدة، بل إن القراء في أي دولة باتوا على دراية بما يصدر في الدول الأخرى وما يقدمه الكتاب والروائيون، مضيفًا أن قرّاء الكتب الإلكترونية يجدون صعوبة في القراءة على الشاشة الرقمية، وتظل الكتب الورقية المطبوعة أسهل في التعاطي معها وتمنح القارئ متعة خاصة.

 

 

 

منصات

 

في حين قال جاسم الحمد إنه يفضل الحفاظ على الكتاب المطبوع على أرفف مكتبته، مشيرًا إلى أن لجوءه إلى الإنترنت يظل في إطار محدود وغير دائم. وحول تأثير اعتماد الوسائل الرقمية على نوعية الكتب الصادرة قال إن نقل المعلومات من الورق إلى الشاشة الإلكترونية هو مجرد عملية تحوّل من منصة إلى أخرى، وبالتالي لا أرى فيها أي تأثير سلبي على النوعية المقدمة أو تدمير لها، فبعد أكثر من عشر سنوات من استخدام الإنترنت، بدأ الناس يلاحظون أن بعض المعلومات التي تنشر على الشبكة جيد وبعضها الآخر سيئ، وهم بالتالي يتعلمون كيفية التفريق بين هاتين الفئتين، وكاتجاه مشجع نشهده في دولنا العربية، نرى أن المراهقين الذين لم يشتروا قط نسخة مطبوعة من الكتب يختارون مواقع بيع الكتب الإلكترونية أو مواقع الصحف بشكل عام كمصدر معلومات موثوق به.

 

 

 

الكتاب الحبيب

 

وعندما توجهنا بالسؤال حول هذه القضية إلى الشاعر هاشم الهاشمي ردد أبياتًا شعرية لأبي تمام قائلاً:نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.. ما الحب إلا للحبيب الأول، موضحًا أنه شخصيًا يفضل الكتاب المطبوع على ما جد من جديد في عالم القراءة والإطلاع، وأضاف أن ما تشهده مجتمعاتنا حاليًا من تحول إلى الوسائل الرقمية والتكنولوجية الحديثة أمر ليس بالسيئ ولا يعد مشكلة، فهو قادم شئنًا أم أبينا، ولا مفر منه، إلا أن قراءة الكتب بالطريقة الكلاسيكية أو التقليدية تعني الحب المشهود والمنظور والملموس في الحياة.

 

وقال الهاشمي إن السهولة أو الاستسهال الزائد عن حده مضر، ووجود معلومات لا حصر لها على شبكة الإنترنت يجعل الإنسان يتعاطى معها بشكل انتقائي، إلا أن الكتاب المطبوع الذي تنتقيه دون غيره وتمسكه بيديك لاشك يزيد من نسبة تركيزك مع كل حرف وكل كلمة وكل سطر، الأمر الذي يصعب عمله مع الشاشة الصماء، فعندما تقرأ الكتاب تهتم أكثر باستكمال القراءة والمواصلة، فالمحب للكتاب يظل يحن لقراءته ويعود إلى كتبه كصديق ومرجع وحبيب، في حين إن كثرة ما هو مقدم من خلال الكتاب الرقمي يجعل الذهن شاردًا، لكنه عاد ليؤكد أنه مما لاشك فيه أن الأجهزة الحديثة نعمة لها

 

فوائدها التي لا تعد ولا تحصى، وأن إثبات الشيء لا ينفي وجود شيء آخر.

 

 

 

اختلاف الأجيال

 

أما منى هنينج صاحبة دار المنى للنشر من السويد فربطت التعاطي مع شكل الكتاب ونوعه إن كان ورقيًا مطبوعًا أو رقميًا بطبيعة المجتمع ونوع الجيل الذي يتعاطى مع القراءة، حيث نجد أن المجتمعات الغربية الحديثة تلجأ بشكل أكبر إلى الكتاب الرقمي، كما أن الأجيال الجديدة تفضل الكتاب الرقمي، في حين أن المجتمعات النامية والأجيال القديمة تفضل الكتاب المطبوع. وأوضحت أن الجيل الجديد لم يلمس الكتاب الورقي ولم يستشعره، ولا يعتمد عليه بشكل كبير كمصدر للمعلومات، مؤكدة أن هناك علاقة عاطفية وغير ملموسة بينها وبين الكتاب المطبوع، فمثلاً عندما تقرأ جوابًا من شخص عزيز عليك فلاشك أنك تفضل قراءته من على الورق الذي تتلمسه وتقول بينك وبين نفسك أن يد هذا الشخص لامست هذا الورق ووضعت عليه الحبر، في حين أن شاشة الكمبيوتر لا تمنحك

 

هذا الإحساس. وعادت للتأكيد على أن الجيل القديم مرتبط عاطفيًا بالكتاب الورقي المطبوع، حيث نشعر بأننا مدينون لهذا الكتاب بما تعلمناه من أفكار وخبرات فكرية ومعرفية.

 

وأضافت أن هناك تخوفًا من أن الكتلة المعلوماتية الكبيرة والغزيرة التي تتيحها الوسائل الحديثة ربما تؤدي إلى عدم الاكتراث بالعمق، حيث إن بذل المجهود للحصول على المعلومة أو الفكرة يجعلها تبقى بشكل أكبر في الذاكرة.

 

 في ظل ضعف الإقبال عليه

 

مطالب بزيادة الاهتمام بـ “أدب الطفل” عربيًا

 

عمر جاد: العائد المادي الضعيف دفع بالكتّاب لمجالات أخرى

 

أماني إبراهيم: المعلمات يشكلن 99% من الزوار

 

ريحاني: انخفاض مبيعات كتب الأطفال بالرغم من زياد الإنتاج

 

سعد: نعاني نقصًا بالكتّاب المتخصصين في أدب الطفل

 

السيد: نصوص تفتقد ميزة الكتابة القصصية للطفل

 

كتب الأطفال أحد وسائل تثقيف النشء وتوسيع مداركهم

 

10 % نسبة أولياء الأمور من مبيعات كتب الأطفال

 

مطلوب لجان لبحث ماهية متطلبات الأطفال والمراهقين

 

 تحقيق – كريم إمام :

 

طالب عدد من الناشرين والعارضين بمعرض الكتاب بضرورة زيادة الاهتمام بأدب الطفل، خاصة في ظل تراجع نسبة مبيعات كتب الأطفال بالرغم من كثافة الإنتاج، موضحين لـ  الراية  أن نسبة أولياء الأمور 10% من رواد المعرض وأن النسبة الغالبة ممن يقتنون كتب الأطفال هم من معلمي المدارس، ولفت هؤلاء لـ  الراية  إلى أنه من المطلوب تشكيل لجان عربية لبحث ماهية متطلبات الأطفال والمراهقين ودعم كتّاب نصوص الأطفال الذين بدأوا بالتوجه إلى مجالات أخرى.

 

 

 

إهمال أدب الطفل

 

في البداية يقول عمر جاد مدير التسويق الدولي بشركة فيوجن إنه لا يرى اهتمامًا بأدب الطفل بالشكل المتوقع، مشيرًا أن أكثر المقبلين على الشراء خلال الدورة الحالية للمعرض هم من معلمي المدارس، في حين أن نسبة أولياء الأمور منخفضة للغاية ولا تتعدى 10% من إجمالي المبيعات حتى الآن في اليوم الرابع للمعرض، وهو ما يعكس عدم اهتمام واضح من قبل أولياء الأمور خاصة الآباء منهم.

 

ولفت إلى أنه حتى الأطفال أنفسهم يأتون لشراء اللعب أكثر من سعيهم لشراء واقتناء الكتب للقراءة، الأمر الذي ربطه بالوسائل التكنولوجية الحديثة وانتشار الهواتف الذكية في أيادي الأطفال.

 

وأكد جاد أن المعرض شهد تطورًا كبيرًا وملحوظًا مقارنة بالعام الماضي سواء من حيث المساحة أو عدد العارضين والناشرين، مبديًا بعض الملاحظات الخاصة بالتنظيم من حيث المسافات الطويلة داخل المبنى.

 

ولفت إلى أن عوامل الجذب تنقسم إلى جزءين: الأول يتعلق بأولياء الأمور خاصة السيدات اللاتي يهتممن بهذه النوعية من الكتب وبالتالي نتوجه إليهن كجمهور مستهدف من خلال عرض الفوائد التي قد تعود على أطفالهن جراء شراء هذه الكتب، والجزء الثاني خاص بدور النشر التي تتنافس لتقديم شيء يليق بمستوى المتلقي، مؤكدًا أنه ليس هناك مشكلة في عملية إنتاج كتب أدب الطفل حيث نقوم بكافة مراحل الإنتاج ابتداءً من الفكرة والتأليف والرسوم والإخراج وحتى إنتاج الأقراض المدمجة، لافتًا إلى وجود العديد من الكتاب

 

الموهوبين في هذا المجال ولكنهم للأسف يتجهون رويدًا رويدًا إلى أنواع أخرى من الكتابة لأسباب تتعلق بالعائد المادي الضعيف لأدب الطفل.

 

 

 

اللغة العربية

 

من جانبها تقول أماني إبراهيم أمين من شركة حروف المتخصصة في إنتاج الكتب التعليمية والتربوية إن 99% من الزوار والزبائن هن من المعلمات والمدرسات في المدارس بمراحلها المختلفة، موضحة أن الاهتمام الأساسي ينصب على كتب تعليم اللغة العربية واللغة الإنجليزية وعلوم الحساب، في حين إن جزءًا من الزبائن يهتم بشراء الكتب الدينية، وأن نسبة كبيرة من المبيعات تذهب إلى قصص الأنبياء أو الشخصيات الإسلامية الشهيرة ومنهم الصحابة.

 

وقال زميلها في الجناح شريف محمد إن الشركة مسؤولة عن المواد التعليمية وإعانة أولياء الأمور على توصيل المعلومات بطريقة سهلة ومشوقة لأطفالهم، مشيرًا أنهم يستخدمون أحدث الطرق التسويقية لجذب المتلقي، من خلال

 

الاعتماد على خبراء وأساتذة جامعات متخصصين في هذا النوع من الأدب، ومن ناحية اللغة نستعين بخبراء من بريطانيا.

 

وأضاف فيما يتعلق بعوامل الجذب أن جناح الشركة يستخدم الوسائط المتعددة لجذب الجمهور من خلال شاشة تلفزيونية تعرض مجموعة من أغاني الأطفال والرسوم المتحركة التعليمية بشكل مرح، حيث تتضمن هذه المواد التعليمية

 

محتوى عميقًا يقدم بشكل سلسل وجاذب للطفل.

 

 

 

انخفاض المبيعات

 

أما حسان ريحاني من دار رواد المعرفة فأوضح أن كتب الأطفال تعد من الوسائل الهامة في تثقيف النشء وتوسيع مداركهم العلمية والفكرية بطريقة محببة إلى قلوبهم. ولفت أن هناك انخفاضًا في نسب المبيعات بالرغم من زيادة

 

الإنتاج الخاص بهذا النوع من الأدب.

 

 

 

نقص الكتاب

 

من جهته محمد سعد مدير دار الكتاب العربي وأكاديمي

 

لبناني يشير إلى التطور الحاصل في الطفل المعاصر اليوم، والذي يتعاطى مع الوسائل الحديثة بسهولة ويسر، حيث بات الطفل متمكنًا من استخدام أجهزة الحاسوب والإنترنت بشكل يفيد عمليات البيع سواء الخاصة بالأقراص المدمجة ذات

 

المواد المتنوعة أو حتى الكتب المطبوعة، مؤكدًا أن الطفل اليوم اختلف عن طفل الأمس فهو من يختار ما يريد من كتب وليس كما كان من قبل يفرض عليه اختيارات الآباء والأمهات.

 

وقال سعد إن العالم العربي يعاني من نقص في عدد الكتّاب المتخصصين في أدب الطفل، وهناك أيضًا خلل في مدى تلبية الحاجات لدى الطفل نفسه، وهو شيء أكد على أهميته وضرورة تداركه، بحيث يعمل الكاتب على تقديم ما يريده الطفل وليس كما الأنواع الأخرى من الأدب ما يريد الكاتب توصيله للقارئ.

 

وأوضح أن المطلوب هو التخصص في تقديم كتاب الطفل من خلال لجان تبحث عن ماهية متطلبات الأطفال والمراهقين.

 

وقال إن ما يجذب عين الطفل أكثر من الكتاب الورقي حاليًا هو كل ما يتعلق بالوسائل الحديثة، في حين ينجذب الآباء والأمهات إلى الكتب التي تحتوي على القيم والأخلاق.

 

في حين أكد عادل السيد أهمية استثمار بيئة التنامي في المنطقة

 

المحلية بخصوص كتاب الطفل، وزيادة العرض على مستوى تنويع العناوين، واستقبال النصوص المستوحاة من المنطقة العربية، واختيار المواضيع ذات الطابع الأصيل على مستوى الفكرة، مرجعًا أسباب رفض بعض النصوص من قبل

 

الطفل وولي الأمر على حد سواء إلى افتقادها ميزة الكتابة القصصية للطفل.

 

 

 

 بحضور سعادة وزير الطاقـة والصناعة

 

“وياك” توقع ثلاثة كتب بمعرض الكتاب

 

د.قويدري:نسعى لنشر المعلومة النفسية الصحيحة للجميع

 

 الدوحة-  الراية : أطلقت جمعية الصحة النفسية “وياك” أول 3 إصدرات للجمعية في علم الطب النفسي والاستشارات النفسية والأسرية وذلك في جناح الجمعية بمعرض الكتاب بحضور سعادة الدكتور محمد بن صالح بن عبدالله السادة وزير الطاقـة والصناعة .

 

كما حضر حفل التوقيع الدكتورة مي المريسي عضو مجلس إدارة الجمعية و محمد البنعلي المدير التنفيذي لوياك وعدد من جمهور زوار المعرض ومن المهتمين بالقضايا النفسية والأسرية وكوكبة من الأطباء والاستشاريين النفسيين.

 

والكتاب الأول الذي تم توقيعه “جدد حياتك” للدكتور العربي عطاء الله قويدري – استشاري نفسي حيث يتناول علاقة الإنسان بقواه الكامنة فيه وملاكاته المدفونة فيه ، والفرص المحدودة أو المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد ويفوق من غفلته التي يعيشها ، وإن تجديد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس مصداقا لقوله تعالى : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “

 

أما الكتاب الثاني فهو “قطوف في السعادة الأسرية” للدكتور /العربي عطاء الله قويدري يتحدث على أن الأسرة الحديثة قد أصابها كثير من التصدع والانهيار / واعترى أواصرها التفكك وأصاب الضعف سلطانها وقدرتها على رقابة الأولاد والإشراف عليهم وضبط سلوكهم ، والكتاب يوضح لنا السبل إلى الموصلة إلى السعادة الأسرية .

 

والكتاب الثالث مستشارك الأسري للدكتور حسن البريكي والدكتور العربي عطاء الله قويدري يتناول الكتاب مجموعة من الاستشارات النفسية والأسرية والاجتماعية التي تهم قطاعا كبيرا من أفراد المجتمع من الرجال والنساء والشباب حيث تكاد المشكلات الإنسانية تتشابه في كثير من الأحيان مع تشابه الظروف ولكن المرء قد يحجم عن طرح مشكلته خجلا وحياء أو خوفا من أن يفشي مستشاره سره.

 

وقال الدكتور العربي قويدري في تصريحات صحفية خلال حفل التوقيع:إن هذه الكتب تأتي ضمن أهداف الجمعية الكبرى وهي نشر المعلومة النفسية الصحيحة للجميع ودون استثناء إضافة الى توصيلها بلغة سهلة ومبسطة يستطيع أن يتعامل معها معظم فئات المجتمع.

 

فيما أشار الدكتور حسن البريكي إلى أن الكتب هدفها تقديم العون لكل محتاج الى معلومة أو نصيحة نفسية أو اجتماعية أو أسرية ضمن تفاصيل الحياة اليومية وقال:ليس بالضرورة أن يصاب المرء بالمرض النفسي كي يراجع نفسه وينتبه لها ولتقلباتها المتنوعة بل هي حاجة دائمة مستمرة يجب أن يتبعها كل إنسان.

 

 

 

أمل العاثم “فنانة تعشق القمر” في معرض الكتاب

 

كتب- مصطفى عبد المنعم:

 

وسط حضور كبير لتشكيليين ومهتمّين بالفنّ وقّعت الفنانة التشكيلية أمل العاثم أمس الأول كتابها الفني “أمل العاثم .. فنانة تعشق القمر” بالصالون الثقافي لجناح وزارة الثقافة والفنون والتراث، وتعرض العاثم في كتابها المؤلف من 208 صفحات من القطع الكبير والصادر عن “دار الأديب”، تجربتها الذاتية وهموم المرأة العربية عامة والخليجية خاصة من خلال الريشة واللون، فلوحاتها تمثل خلاصة تعبيرية لأحلام الإنسان وطموحاته وحصانة جمالية ضد الغياب والهزيمة.

 

وتعبر لوحاتها عن أفكارها وأعبائها كامرأة وإنسان، وتخترق تساؤلات النساء الخفية عن التهميش والضعف لتصوير الأذى ورسم صورة مكتملة عن كينونتها.

 

وفي تقديم كتابها -الذي ضم مئات اللوحات الفنية والتركيبية والنحتية- قالت إنه لعبة بوح ومكاشفة لريشة تعلن عن خروجها من الكهف السري بكل ما تحمله من معانٍ لمشاعر وأحاسيس الفنان، لتمسك خيط الشمس وتعيد تشكيل مناطق النور، كما أنها رحلة ريشة محملة بأصدق معاني الحقيقة تجدف مراكب ألوانها وتعبر من خليجها إلى خارج الأمكنة والأزمنة التي تحيل الفنان للبراءة الأولى.

 

وأعربت عن سعادتها لاختيار دار نشر الأديب لها لتكون ضمن العديد من الفنانين والفنانات المميزين في الوطن العربي، وقالت إن تجربتها تمحورت حول الإنسان وعلاقته بالزمان والمكان ودور المرأة في الكون من خلال معالجة أفكارها بتوظيف اللون والفراغ، مستلهمة شخوصًا وهويات لنساء في حالة من التيه والفقدان يبحثن عن الخلاص خارج ذواتهن، والبيوت التي تظهر دائمًا بلا ملامح هي حالة تتويج لحالة حوار وبحث مع النفس والذات داخل الذات.

 

وتابعت أن تجربتها تتعانق مع الموسيقى والشعر والتشكيل لصياغة مشهدها النفسي والجمالي، ففي قلب المشهد الاجتماعي والثقافي وأسئلة الوجود بين أقواس الألم والأمل في محاولة لترويض مارد الفنّ الذي يفلت من عقاله ويفقد السيطرة عليه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى