كتارا تواصل فعاليات مهرجانها الرمضاني

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
شهد مسجد (كتارا) الكبير إقبالاً منقطع النظير، حيث سارع رواد المسجد للحضور مبكرًا للاستماع إلى المحاضرة التي يلقيها فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي في ثنايا صلاتي العشاء والتراويح، فبعد أن امتلأ المسجد بحشود المصلين عن بكرة أبيه، ألقى فضيلة العريفي محاضرته القيمة متحدثاً عن قبسات من السيرة النبوية وقصص سيدنا موسى المليئة بالعبر والحكم، مشيراً إلى أن النبي موسى هو أكثر الأنبياء الذي تحدّث عنه القرآن وذكره (133 مرة) وفي (25) موضعاً، كما سرد قصته بشكل مفصل، منوهًا بأن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يضرب الأمثلة دائمًا بالنبي موسى عليه الصلاة والسلام، فعندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إعدل فإنك لم تعدل، فغضب الرسول، وقال من يعدل إذا لم أعدل، فغضب الصحابة ونهاهم الرسول عن قتله، وقال: رحم الله موسى قد أوذِي بأكثر من هذا فصبر”.
وحث الشيخ العريفي خلال محاضرته على رفع الهمم، داعيًا إلى استخلاص الحكم من القصة التي وردت عن عجوز بني إسرائيل، حينما اعترض النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل الذي جاءه في حاجة وقال له: ما حاجتك ؟ قال: دابة أركبها، فأعطاه، ثم قال: وما حاجتك ؟ قال: كلب يحرس غنمي، فأعطاه، ثم قال الرسول سلني، قال: جارية، فقال صلى الله عليه وسلم: أعجزت أن تكون كعجوز بني إسرائيل ؟! قال: وما عجوز بني إسرائيل؟! قال: إن موسى لمّا أراد أن يرتحل ببني إسرائيل قالوا له: إن يوسف عهد إلينا ألا نرتحل حتى نخرج جسده من قبره ونرتحل به معنا، فسألهم عن موضع قبره؟ فقالوا: لا يعرفه إلا عجوز منا، فسألها موسى عنه، فقالت: لا أدلك عليه حتى تعطيني حاجتي، قال: وما حاجتك ؟ قالت: مرافقتك في الجنة، فأوحى الله تعالى إليه أن أعطها سؤلها، فأعطاها، فدلتهم على قبره، وتساءل الشيخ: أيعجز أحدنا أن تكون همّته كهمة عجوز بني إسرائيل.
وأكد الشيخ العريفي أهمية التوبة إلى الله وترك المعصية وأثرها في التغيير والتبديل الأحوال، وذلك من خلال حديثه عن قصة الرجل في قوم النبي موسى عليه السلام كيف أنهم سألوا الله المطر، فمنع الله المطر بسبب رجل يعصي الله منذ 20 سنة فذكر النبي موسى عليه السلام لجموع الناس، إننا لن نمطر إلا بتوية الرجل فتاب الرجل وسأل الله أن لا يفضحه في قومه فقبل الله توبته وأنزل المطر، فاستغرب موسى عليه السلام فسأل الله أن يتعرّف عليه فقال الله عز وجل :سترته وهو يعصيني فكيف أفضحه بعد أن أطاعني”.