مهرجان المسرح الشبابي خال من المسؤولين

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
انتقد عدد من شباب المسرحيين والوجوه الجديدة من المشاركين بمهرجان المسرح الشبابي الخامس غياب مسؤولي وزارة الشباب والرياضة عن فعاليات المهرجان منذ بدايته وحتى نهاية آخر عرض في المهرجان يوم أمس، وأكدوا لـ الراية أن هذه هي النسخة الأولى للمهرجان تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة وكان من المفترض أن نرى احتفاء أكبر من قبل المسؤولين عن الوزارة، وطالب بعضهم بعودة المهرجان إلى إشراف وزارة الثقافة ما دامت وزارة الشباب والرياضة لا تضع المسرح وأنشطته ضمن أولوياتها، وكان المهرجان قد انطلق يوم الثامن والعشرين من ديسمبر الماضي بحفل افتتاح باهت رسميا حيث لم يحضره أي مسؤول من وزارة الشباب والرياضة، كما لم تشهد عروض المهرجان الستة أي حضور رسمي وهو الأمر الذي دعا الشباب لطرح الأمر عبر جريدة الراية ليطالبوا المسؤولين بضرورة الالتفات إلى جهودهم المبذولة في هذا المهرجان وحضور حفل الختام وتوزيع الجوائز حتى يشعروا أن هناك من يقيم أعمالهم ويرى نتيجة جهدهم.
عزاء أم عرس
في البداية يتحدث الفنان فهد الباكر مؤكدا أن هذا المهرجان باسم الوزارة واسم الوزارة موجود على جميع المطبوعات، ولكن نشعر أن هذا المهرجان تمت إقامته على استحياء! وهنا يبرز سؤال من سيرعى هذه المواهب الشبابية خصوصا في ظل إلغاء التربية المسرحية وعدم وجود جهة تتبنى مواهبهم! ولذلك يجب على الجهة الراعية أن تتواجد حتى تتبنى هؤلاء الشباب وأن تراهم رأيَ العين، وهناك تساؤلات كثيرة عن غياب المسؤولين وتم تفسيره بشكل سلبي.
هل هو رفض للمسرح بشكل عام أو أنه عدم اعتراف بهذا الفن؟ وعلى أي أساس أنفقت وزارة الشباب مبالغ لدعم المهرجان؟ فهل أنفقوا هذا المبلغ لسد الأفواه بعد مطالبتنا بإقامة المهرجان؟ وهل إلقاء الأمر على مركز الشباب يجردهم من مسؤوليتهم تجاه المسرح الشبابي؟.
فنحن لا نوافق على أن يسد أحد أفواهنا، ونحن نحتاج لوزارة تلبي احتياجات الشباب من ورش ودورات ونحتاج لدور عرض ومسارح خاصة، فنحن بهذه الطريقة نشعر أن المهرجان تحول إلى عزاء وليس لعُرس كما كنا نسميه، نحن نشعر أننا نعمل على استحياء وكأننا نخبئ جريمة نقترفها، فالمهرجان أقيم بدون دعاية أو إعلان ولا مؤتمر صحفي كبير للإعلان عنه، وبدون تواجد الراعي الرسمي للمهرجان سنشعر بإحباط، ونحن لن نبرر غيابهم ما داموا لم يبرروا عدم حضورهم، ونتساءل من سيكون معنا في حفل الختام اليوم من الرعاة الحقيقيين لمهرجان المسرح الشبابي؟.
حالة من الإحباط
كما يتحدث الفنان الشاب عيسى مطر قائلا: كنا نتوسم خيرا في إقامة المهرجان تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة وتوقعنا أن هذه الخطوة ستتحرك بنا إلى مزيد من التقدم وإلى الارتقاء خطوة للأمام على قائمة اهتمامات المسؤولين، إلا أننا فوجئنا بغياب تام من المسؤولين عن المهرجان وهو ما أصابنا بنوع كبير من الإحباط، ففي السابق كان وزير الثقافة يحضر بنفسه فعاليات المهرجان ويتحدث إلى الشباب، كما كان يحرص على لقائنا ولا ننسى له “الغبقة” التي يقيمها للشباب في شهر رمضان بهدف اللقاء معهم والاستماع إلى مطالبهم، ونحن الآن بعد أن ذهبت تبعية الأندية والمراكز لوزارة الشباب والرياضة لم نجد أي مسؤول ينظر لنا ولا يتابع جهودنا، وهذا الأمر يتسبب في حالة من الإحباط لدى كثير من الشباب حيث نشعر أن ما نقدمه لا يتعدى حدود المسرح الذي نعرض عليه العرض وأن هناك حاجزا بيننا وبين المسؤولين.
الدعم المعنوي
ومن جانبه يقول حسن صقر أن حضور المسؤولين مهم جدا وخاصة للشباب المشاركين حيث إن حضور المسؤول يشعرنا بنوع من الاهتمام من قبلهم ويشعرنا أيضا بأن هناك من يراقب الأداء وأن هناك دعم موجود معنوي بتواجدهم بيننا، وأن هناك من ينقل الصورة لمسؤولين آخرين حتى يقفوا على المستوى الحقيقي لمواهب الشباب، فكيف سيعرف مسؤولو التلفزيون والإذاعة والمنتجون أن هناك مواهب فنية وطاقات يمكن استغلالها في العديد من الأعمال بدون أن يكون هناك حضور رسمي، كما أنه ينبغي على المسؤولين أن يمدوا أياديهم للفنانين الشباب بحضورهم فنحن الممثلين نعرف بعضنا البعض جيدا ولا نحتاج لأن نقدم أعمالنا لأنفسنا، فعندما نقدم أعمالنا نحتاج لهؤلاء لكي نطرح أمامهم جهودنا بما يجعلنا نشعر أن هناك نتائج قد تتحقق من جراء هذه المسابقة.
تقييم أداء الفرق
ويقول المخرج علي الشرشني أن هذا الأمر يضايق كثيرا من الشباب مؤكدا أن هذا ليس رأيه فقط بل غالبية المشاركين، فكيف سيتم تقييم العروض المسرحية المشاركة وما إذا كانت تستحق الدعم أم لا؟ وهل هناك من يهتم بالمسرحيين الشباب فعلا داخل الوزارة ويحرص على أن يقدم لهم يد العون؟ خصوصا أن إقامة هذا المهرجان يكلف الوزارة فهم ينفقون أموالا ويجب أن يعرفوا أين أنفقت هذه الأموال وهل كانت الأعمال بالمستوى المطلوب أم دون المستوى، وأنا لا أطالب بحضور الوزير وإنما على الأقل بشخص مسؤول يقيم أداء الفرق ويشعرنا في النهاية أن هناك جدوى لما نقوم به! ونحن لا ندري هل هذا المهرجان بمثابة عبء على وزارة الشباب والرياضة وهم تورطوا في إقامته؟ ولماذا هذا التجاهل الذي يصيب غالبية الشباب من المشاركين بالإحباط؟
ارتباك واضح
أما الفنان علي ربشة فيرى أن هناك العديد من السلبيات شهدها المهرجان أبرزها حالة الارتباك التي حدثت نتيجة عدم وضوح الأمر بخصوص إقامة المهرجان من عدمه وهو ما ترتب عليه حالة من الارتباك وضحت أثارها على مستوى العروض المشاركة، كما انتقد عدم اهتمام وزارة الشباب والرياضة بالمهرجان والإعلان عنه بشكل يليق بمهرجان مسرحي حيث كان من المفترض أن يتم تكثيف الدعاية والإعلان للمهرجان وأن يكون هناك ضيوف من النجوم لحضور فعاليات المهرجان حتى يشعر هؤلاء الشباب أن هناك من يلتفت إليهم ويتابع جهودهم.
مراقبة عن بعد
بدوره قال الفنان يوسف الحداد: للأسف لم نشاهد أي حضور للمسؤولين بوزارة الشباب والرياضة ويبدو أنه تم الاعتماد فقط على المركز الشبابي للفنون المسرحية وتم إسناد إدارة المهرجان للمركز وإلقاء المسؤولية على عاتقه، وهو أمر جيد ولكن ينبغي أن يكون هناك حضور .. ولا أدري سبب هذا الغياب فهل هو تخوف من المسؤولية خصوصا أن المهرجان في عامه الأول تحت مظلتهم؟ أم أنهم لا يفضلون تحمل مسؤولية مهرجان ثقافي وفني؟ أم أن هذه التجربة وهذا المجال حديث عهد بالنسبة لهم ففضلوا الابتعاد والمراقبة؟ وربما هناك من أقنعهم بعدم ضرورة التواجد وأن كل الأمور تسير على ما يرام مثل كل عام ولا توجد مشاكل أو عقبات والأمر لا يحتاج لوجودهم إلا في الحفل الختامي؟ وهناك من أقنعهم أيضا بأن الشباب لا يحتاجون إلى ندوات تطبيقية تعقب العروض كما كان في السابق؟.