(نارَك ولا جَنّة هَلي ) زهرية الصعوب

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص

جاءني صوتها خافتاً محبطاً كأنه من بئرٍ سحيق تتخلل جملها تنهدات ونوبات من البكاء المكتوم؛ وهي في طريقها إلى موقف باصات “جت” وقبل أن تتحرك الحافلة بنحو ساعة
متجهةً إلى “حائل” – السعودية- .وكأنها تعتذر لي عن اتخاذها قرار السفر المفاجئ والعودة إلى زوجها ؛قبل انتهاء تأشيرة الخروج والعودة ..قائلة:
(لم أستطع الصبر وأنا أسمع الكبير والصغير ينهر طفليّ على أقل هفوة تصدر منهما.
لم أطق نظرات الإستغراب والإستنكار من القريبات كلما علمت إحداهن أني (حردانة).
حتى أن أمي أصبحت تخجل من خروجي عليهن والجلوس بينهن ّ.
ووصل الأمر بها أن تجاهلتني تماماً و ذهبت لتقديم العزاء في عمي الوحيد الباقي من أشقاء أبي رحمه الله ؛دون أن تطلب مني أن أصطحبها ؛وهي التي عودتني على أن أكون معها في كل زياراتها.
أصبحت عاراً على أخواتي الصبايا المقبلات على الزواج ..خشية أن يعلم الناس أني على وشك الطلاق من زوج أذاقني الأمرين.
تصوّري أن أخي الذي يصغرني بـ 15 عاماً يسألني كلما أزمعت الخروج :(إلى أين ..ومتى ستعودين)
عزمت أمري على العودة إلى زوجي ؛ إلى حظي وما كتبه الله عليّ من نصيب
أتحمل مجدداً القمع والعنف والإهانة .
فهو على الأقلّ يبقى الأحنّ والأرحم على طفليه .)
أنهت مكالمتها المقتضبة ولم تمنحني فرصة الدعاء لها بالتوفيق أو ببعض النصح.
وأنا الآن أتساءل : إلى أي مدىً يتواطأ الأهل ويسهمون فيما يسمى “العنف ضد المرأة”
إلى متى نرمي ببناتنا إلى التهلكة ..خشيةً من مسمى (مطلقة) ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى