4 محاضرين يحللون الرؤية الاستعلائية للاستشراق

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

في إطار فعالياتها الخاصة باحتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول في النادي الثقافي العربي في الشارقة ندوة بعنوان “مستشرقون في مشهد التاريخ” اشترك فيها كل من شاه جهان مادامبات من الهند وعلي كنعان من سوريا ونور الدين الصغير من سوريا وسلامة البلوي من الأردن، وأدارها شاكر نوري من العراق، الذي عرف الاستشراق بأنه الدراسات التي يقيمها الغرب حول الشرق وتعكس وجهة نظره ورؤيته له، بسلبياتها وإيجابياتها، وقال إن هذه الدراسات أفادت الشرق في بعض النواحي، وأضرته في نواحٍ أخرى .

علي كنعان ميز بين مصطلحي الاستشراق والاستعراب، فرأى أن الاستشراق شامل لما يقدمه الغرب حول الشرق ابتداء من المغرب حتى اليابان والصين، وأن الاستعراب هو ما تعلق بالعرب وحدهم، وأكد كنعان على وجوب أن نغض الطرف عن الجوانب المظلمة في الاستشراق، ونلتفت إلى الجوانب المضيئة، فنستفيد منها، ونطورها بما يخدم الحوار والتواصل الحضاري .

وركز كنعان على خطاب الاستشراق حول اليابان التي درس تاريخها وثقافتها، فرأى من خلاله أن النظرة الاستعمارية والاستعلائية الغربية إلى الآخر الشرقي واحدة لا تتغير، فاليابان عانت هذه النظرة، وربما تكون أكثر من عاناها .

وقال كنعان “إن اليابان في خطابها الثقافي والسياسي لم تتوقف عند تلك العداوة، بل بحثت عما يفيدها في الغرب من علوم ومناهج وتكنولوجيا واتجهت نحو بناء دولتها الحديثة، ومن دون أن تفقد ميزاتها الحضارية وأصالتها الثقافية” .

شاه جاهان أكد أنه ينطلق من دراسته للاستشراق من رؤى إدوارد سعيد التي تدرس تجليات وجهات النظر عن الآخر في الخطاب الغربي، ورأى أن هذه الآليات التي اتبعها سعيد والرؤى التي انتهى إليها هي آليات رؤى علمية شمولية يمكن تعميمها على كل سياق حضاري مؤلف من أغلبية تمتلك القوة والسلطة، وأقلية تحاول الدفاع عن ذاتها، ومن هنا فهو يستعير تلك الآليات لدراسة تجليات الآخر المسلم في الخطاب الهندي، وبالذات تجليات المسلمين في كيرلا في الثقافة الهندية السائدة، ودرس تلك التجليات من خلال روايات لكتاب هنود غير مسلمين لكنهم عاشوا في كيرلا وأظهروا تعاطفهم مع المسلمين، ورغم ذلك لم يسلم خطابهم من أثر تلك النظرة، ففي هذه الرواية يظهر المسلم الكيرلي، المستعد لتقطيعك بسهولة إذا كرهك، وهو المتعصب لدينه الذي يقتل من أجله، لكن الانتصار في هذه الروايات، هو دائما للآلهة الهندوسية التي تعاقب أولئك المسلمين شر عقاب، وهذه قمة النظرة العنصرية الاستعلائية كما يقول شاه جاهان .

سلامة البلوي انطلق من السؤال: “هل يمكن جعل الاستشراق منطلقاً للحوار؟”، ولاحظ أن العلاقة التاريخية والجغرافية بين العرب والغرب تحتم قيام هذا الحوار، فالجوار وكون المشرق مهد الديانات السماوية، وكون الإسلام مكوناً من مكونات الثقافة الأوروبية (عبر إسبانيا، والبرتغال)، ووجود دول أوربية مسلمة مثل البوسنة، ووجود جاليات إسلامية كبيرة في الغرب، كل ذلك يحتم هذا الحوار ويحث عليه .

نور الدين الصغير لفت إلى أن الاستشراق يحيل على مركزية ثقافية استعلائية ترى نفسها الأفضل وغيرها هو رمز التخلف والبدائية، ورأى أن هذه المركزية متحولة عبر التاريخ من مكان إلى مكان وحسب صعود الأمم وسقوطها، فقديماً كانت هناك مركزية هندية ثم فارسية ثم يونانية ثم بيزنطية، واليوم نعيش عصر المركزية الغربية التي تسيطر وتعمم مفاهيمها على الآخرين . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى