الجسرة في عامها الثاني .. الشاعر نبأ العثمان البشيري ( السودان)
الجسرة الثقافية الإلكترونية – خاص-
تنثال من شرفات ذاكرة الزمان
حكايا الزمن المدمي
والحنايا الائي متن واحرقت
فيهن زاكية الرؤى
وآية الفرح التي وئدت
نبؤته وهام البدر مطلول الدماء
إرحل بسارية الخيال كما تشاء
الراية التعساء أحلام منكسة الصوي
والرمل أزمنة اضاعت فجر عزتها هباء
الدارعون تشتتوا بددا
ودرب الصافنات خطى
مخذلة جباه ذلها نعل انحناء
جفت اغاريد السنابل كلها
واحطوطب الوتر والسلاف افاء
من همس الأصائل
والعشيات المندي برقها قد في عشيها نذر الشتاء
إرحل بسارية الخيال كما تشاء
النجم أدنى من نفوس غورها
نبع يهوم كالضحي
ويشف وجدا في دواخلها البهاء
ويحي على شوق الحقول
على خزامها المرعش
ويح فاصلتي على فوح عرائسه تصافق في اماسيها المساء
إرحل بسارية الخيال كما تشاء
لا غيمة زهراء يصهل في ذوائبها الزمرد نضرة
لا دفقة الريحان رنح ريقها
ليلات تستفيض صبابة
ويطيب فيها الناي يصدح بالرواء
نستصرخ الحلم البعيد
نسيم طيفا لا يجئ لغلل الاجفان نهمس ربما
فلربما يأتي سحاب المزن يأتلق الرحيق
لربما تصفو الحروف همت سنا وانداح سرب الريم يشرق كالمني
والرابيات هزارها الهزاج تيمة الغناء
ولربما تدنو الشواطئ لحظة
ويسقي محافلنا ضياء الصدق حيناً ربما شهق القصيد طلاوة
والنخلة الميساء سامرها الهوى
فترشقت سحر اللقاء
إرحل بسارية الخيال كما تشاء
الأشجار تضرم وقدها
فكأنما الزمان فجيعة
وكأنما العمر الدياجي اغرقت
بمحاقها الاباد و ما أبقت فضاء
هي حائط المبكي استطال
هي الرحيل المر في تيه
المسافات الخواء
وهي الفوادح ما تقطع سيلها
لا تستجم رواحلا تتكرع
الاضوجاع تلعق صابها
والقلب منكسر رماد حرائق من كفه نأت السماء
ذهبت حواف الريح تذروها
بقايا المكرمات
وألف سامقة توهج في ذراريها الإباء
إرحل بسارية الخيال كما تشاء
إن يصدق النسرين موعده
وتأرج ها هناك سريره
لتميس في حضن القوافي نشوة
إن يمطر الحرف المجنح صبوة
وبعض فتات المدى
محض افتراء
هذي الدماء عجينها زيف الرغائب
كل ذرة قطرة مزج خرافي الخديعة
يرتمي فوق الوجوه قناعها الختال يبهر مقلة الرائين بالوشم الكذوب
يروم أن يغتال بارقة بوجه الطل اترعها النقاء
هي كل عرق صك في اغواره نوء الشتاء
بل وهي الخوافق ابحرت مدا
هلامي الدجى ما جاش إلا بالعداء
إرحل بسارية الخيال كما تشاء
للجسرة في عامها الثاني مع كل تقدير وعرفان واعزاز لها والمبدع الخلوق آبراهيم العامري الذي ما فتئ في الاجتهاد لتصير الجسرة فيما صارت إليه