فطيرة الشوك

الجسرة الثقافية الإلكترونية – خاص-

محمد راتب عموش

بعد أيام ،،،
يطفئ الفراق شمعته العاشرة ،،
و يحزّ كيكة العمر من جديد ،،
و ترقص كل شياطين الغياب ،،
و تثمل كل الجروح بملح الخدر .

بعد أيام ،،،
تشيع الرزنامة أوراقها ،،
و تختار لها مكاناً لائقاً بين قبور السنوات البتلات / المتبتلات / الناعسات / العانسات .
و تنعى عاماً طفلاً لم يسقه غير الظمأ.

بعد أيام ،،،
يطلق الغياب صيحته ببرود ،،
فيصعق حمَل النسيان ،،
و تُبعث الذكريات بكل عريّها و تشوهاتها و نزفها و نزقها ،،
و تخلّد في جحيم الخذلان .

بعد أيام ،،،
أسوق إلى الأطلال عكازي ،،
هناك ،، حيث لم يبق الطاعون سوى شواهد فرحنا ،،
و كهف الدرويش الذي صار موطناً للخفافيش ،،
و مرابط الخيول التي أشركت بها العناكب مصائدها .

بعد أيام ،،،
أجلس في ظل الروميّة ذاتها ،، أرمم الأحرف المحفورة في جذعها ،،
و أصنع أرجوحة لأطفال حلمنا بهم ،،
و اتفقنا على إنجابهم ، يوم أسميت البنات ، و أنا اخترت أسماء البنين .

بعد أيام ،،،
سأعدُّ لهذا الميلاد/الموت ما يليق به ،
فــ ها أنا الآن أقلب أجندة المدعوين ، أتفقد من رحل منهم و من بقي ،
عطرك ،،
لهفتي ،
لفحة الصوف ،،
يدي ،
رسائلك القديمة ،،
صوتي ،
رقم هاتفك ،،
أصابعي ،
الخيانة ،،
الصفح ،
مقطوعة فيفالدي ،،
الفصل الخامس ،
قلم البك ،،
دفتر السلك ،
ضحكتك ،،
و حماقات الأعياد ،

و لكن ،،، أبشّرك من اليوم ،،،
فالكريم مع الفرح ،، باذخ في الحزن ،،
و الحكمة تقتضي الخلوة ،، و الهجر كرامة للملوك ،،
لذا سأكون لبقاً حين أوصد الباب في وجه الجميع ،، و أحتفي كما يليق بعزيز ،، أقرب قرطاس الوفاء و حبر الصبر و أكتب ،،
في السطر الأول : خُذلت بك ،،
و على الأخير : خسرتني .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى