الجسرة تنفرد بنشر رواية صابرين فرعون “رواية قلقة في حقائب سفر” (3)

الجسرة الثقافية الإلكترونية-خاص-

 

  ذكريات مكتوبة بأحمر الشفاه تصنع قبوراً بلا شواهد                              

 

 شاهقةٌ تلك الجبال التي يلجأ إليها المتصوفون لينعزلوا عن العالم , علاقتهم مع الطبيعة تغرس حب الأرض وحب التراب .. لو يدركون أنك وطني وكل ذرةٍ فيكَ تواري عطش التراب وتحقن سيل الدماء .. لو أنك لا تفارقني في بعض المساءات كي أنال حصتي من الدفء , وأتماهى بين كل من راهنّ على أني لن أقع  في الحب !!

كرهت الزواج , لوهلةٍ بدا لي أني أدفع شراً قُدر لكل من أرادت أن تكون حبيسة رغبة الزوج و إنجاب أسرة كبيرة , خفتُ أن أمنح الولاء كواجب الزوجة واحترام رجولة الزوج وحقه في جسد امرأته, ولكنه القلب نعمة ونقمة نُعاقب بها ,  أنتَ دمعتي وفرحتي الصامتة , كيف لا ووعدك يمنح السلام لوسادة حلمي ؟! كفيلٌ هذا الحضور لأجدل ضفيرة الفرس لك 

كنتُ ألفني بقصدير المعنى لقافيةٍ عالقةٍ في فمك حتى يحين المطر , ونرقص على أنغام روحينا والقلب .. رسائلنا بحر الكلمات لا صوت يعلو على نبضها , مهما تعسر مخاضها , مؤمنةٌ بكَ بالقدر الذي أنتميه لك .. 

كلما كانت تحيطك زنابق الماء , كنتَ تبسط كفك لأتفتح داخل شرايينك , وأنذرني عطرك المقدس , 

على سرير الوقت ننتبذ الشوق جذع الزيتونة ونعانق التراب , احتضن فيك كل الجنون الذي هداني للصلاة والدعاء يا شريكي في هذا القلب ..

حين يختلط أزيز الرصاص بموسيقى العشق , تنفلت دمعةٌ مكتومة , فمنذ تكور الحلم على ساعديّ الغيم الذي صام دهراً , و الريح تهز خاصرة تشرين الذي خضع لموسم البرد قبلك .. تلك الشجرة ارتدت فستانها الأخضر في الخريف , تمردت على ذاكرة النوافذ وتقويم الرقصة , ودندنت روحها : 

“عمي يا بياع الورد .. كلي الورد بيش .. كلي ..” 

ونحن نمسك كل النوتات الهاربة من يتم الظلال وبرود عقرب الساعة متثاقل الخطوات على مسافة ” و ج ع “, 

كثيراً ما يحدث التباس بين ما نقول وما نحس , ولكنه واقع اللون الأزرق الذي يتماوج فيه الوردي في رسائل القلوب :

نرغب أن نقول الكثير لمن يتقاسمنا تفاصيلنا الصغيرة التي يبعثرها القدر , ولكن الصُدف أمارة بالسوء فهي تدرج مواعيدنا المسبقة مع ما نريد قوله تحت مسمى لحظة انبهار أو صدمة , أو حتى عجز أمام الموقف أو المشهد .. خليط المشاعر يتركنا أمام الخيار الأفضل في هذه الحالة وهو الصمت بدلاً من التلعثم والتلكؤ ,لكنها مشاعرنا تسبقنا لتدوزن هذا الخليط الساحر من لهفةٍ وغيرةٍ وحبٍ وفرحٍ وشوق و …

أكتفي عند ذاك بإخبارك أنك “مجنون” لأنك ترسم للنبض سكةً يتدحرج عليها قلبي بسرعة تسبق ميزان فهرنهايت وهو يقيس الحمى للعليل ..

ما قيمة علامة الاستفهام التي تراودني كل مساء , وأنت تبرم صفقةً مع خيول المعاني الجامحة وتلجمها بكلمةٍ تعاهد فيها كل ذرةٍ من الجسد , وتعادل تلك الكيمياء الروحية التي لا تنسجم وتتزن إلا بك ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى