عتمة مضاءة.. نص جديد للكاتبة اللبنانية آمنة نور ياسين

الجسرة الثقافية الإلكترونية -خاص- 

 

أين أنتَ ؟! 

العتمة مضاءة، تجيبني ” ابحثي عن أطول لوحة عندكِ، اجعليها خيمة، أكملي النوم تحتها .. لن يتضح النهار أكثر، أو تفرج الظلال عن احتجاز النور خلفها !،كل لون يشع في الظلام ، حتى الأسود كان يحتضن بنفسجاً، يوزعه على الجالسين من حولي، والتفت، من هم حولي ؟!

من هناك؟! (لا أحد)..

 الآن، أتحمل مصباحاً ؟!.. أراه يتمدد أكثر، ظل الريشة التي قبضت عليها يدك، لطخت الطاولة .. ثم وقعت في الزيت، انحلت.. كانت تشاركني الرسم، أعرف ذلك. رأيتُ العين الصلبة تنظر إلي، رأيتُ قماشاً يتلون، رأيتُ بريقاً ولوناً أصفر.. رأيتُ أشياء كثيرة، وسكتُ. 

حقيقة، لا أحب أن لا أسمع ..

 

أين أنتَ ؟!

تحدق في عيني ابنتي، تريد أن تسحب منهما آخر صورة لوجهك.. رأت قبلتنا، وخجلت !.. تبحث في الوسادة. تغرس رأسها بها. تقصد بذلك أنك هناك، بأنك “أبن الصوف والقطن”، سمعتك تقول ذات قصيدة. و أصابعك النحيلة تغزل بشراهة أحلاماً للسماء، وأطفالاً أُخر لنا ولها .. تقصد بأنها ستُنجدك، ستخلصك من التعب .. ولتغفو للأبد، شراهة الموت ممتعة !..

 هي وجدتك.. لا شك بأنها وجدتك على أرضك الخضراء والمنجل في قبضتك، تسرح شعر الأرض .. ،تشرب بكفك، لتسقيها.. ستمشي اليك ببطنها المنتفخة، حتى تنتبه أكثر لها، وتستريح.. فالسرير كبير .. 

هي أيضاً كبيرة، لكنها، تحفظ وسادتك عن ظهر قلب، رقيق ينبض بالعشق ويزفر .. قلبها،

أرجوك، حين تطلق أجنتك في الليل.. ويكبر اطفالك دوني..

تذكر، 

ابنتي قطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى