حضور الصورة الشعرية عند الشاعرة أمل عزيز احمد

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

عدي العبادي


تثير قصيدة النثر الحداثوية  إشكالية كبيرة لاعتمادها على الصورة الشعرية بعد أن انكسرت قصيدة العمود التي ظلت مهينة الذائقة العربية لعقود وحققت القصيدة النثرية نجاح كبيرة وظهرت أصوت مهمة مثل انس الحاج ويوسف أبو الخال وأدونيس بسوريا وفاضل العزاوي وفوزي كريم بالعراق واصل جيل من الشعراء بالتحديث بطريقة الكاتبة ونسج المشهد الإبداعي منهم الشاعرة أمل عزيز أحمد 

أريد أن أكتب فرح 

وأعاكس كل …..

 اختلاجات الروح 

وألغي احتمالات الألم 

أبارك لابتهالات الأيام 

أتذكر طيور الوطن

حزينة ..

فزز دهاليز النفس 

عند تفكيك هذا النص والدخول لعالم نجد صور متعددة تحلينا إلى جمالية الإبداع عند الشاعرة حيث تعاكس الفرح وتبارك ابتهالات الألم إن هذه الابتكارات شكلت صورة تثير الدهشة عند المتلقي لما حملته من تعبير ودلالات توضح قدرة الشاعرة على صناعة الصور وكما هو معروف أن الشاعر يصل لمرحلة لا يستطيع أن يصل لها الإنسان العادي ولهذا كان الإغريق يعتقدون أن الإلهة تدخل في أجساد الشعراء وتقول الشعر وقال سقراط أن الشاعر كائن خرافي وهو ضوء 

الحزن الذي يلفني 

هذا لليل موحش للدمع 

رعشات هذا القلب الحزين 

جرح عميق .. 

ليس قادر على الانتظار 

في آخر قطرات العمر … 

تنزف للبعد .. 

دون نهاية

جدران الظلمة مخيفة.. 

تنوع بالطرح في المادة الإبداعية من ما جعل النص عبارة عن صور مختزلة على سياق متصل وتظهر فيه فنية البناء ودقة اللغة التعبيرية عن الحالة الخاصية في الكتابة أي أنك تكون إمام تفرد في التنسيق الصورة وتدخل بعملية اكتشاف للوصول إلى ما تريد أمل طرحه فهذا تعدد يعطي دلالة على مخزون  وقدرتها في بناء منجز جيد 

قلبي بعيد،..

الأرض عطشى 

والحنين غابة وانتشر 

حذفتُ أحلامي ،..

نسيت..

خارطة أوطاني 

فكل الزوايا..

أُغلقت دون نهاية

وزهرة روحي..

بلا ضياء 

تكون هذه المقطوعة الفنية تداخلات متنوعة على إيقاع حسي حيث تجد كل مقطع منها صورة مستقلة ترتقي أن تكون نص ونحن نعيش مرحلة الومضة والشذرة فالشاعرة بقولها قلبي بعيد تعد صورة وحذقت أحلامها صورة ثانية وأغلقت دون نهاية كل الزوايا لا تنتمي للصورتين إن عدم وجود المركزية في شعر أمل عزيز أحمد يجعله أكثر ثراء واحتواء على نوعية خاصية بالتعامل معه من قبل القارئ الذي هو الشريك الثاني بالعمل 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى