وَشْمٌ على ذاكِرَةِ الصَّمتْ :.. قصيدة لعيد المجيد الفريج

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

 

أذوبُ اشتياقاً للقاءِ وقدْ شَكَا

فؤاديَ مِنْ مَوتٍ لعُمريَ أوشَكا

أنا بَحْرُ حُزْنٍ لو ترينَ شواطِئي

على مَوجِهَا العاتي بَنى الحبُّ مَنْسَكا

مسافِرةً بالوَجْدِ أشْرِعَةُ الهوى

تميلُ على شطِّي ليُغرِقَها البُكَا

فأهرَعُ مِنْ خَوفي عليهَا مُنادِيًا

رفيقَةَ حُلمٍ منذُ شَهرينِ حُرِّكَا :

أغرَّكِ منِّي أنْ أحِبَّكِ مُفرِدِاً

وقدْ كانَ فرضيْ يا حبيبةُ مُشرِكَا

لقدْ كُنْتِ أولَى النَّاسِ بالرُّوحِ مجلِسَاً

ومَا كانَ غيري لاحتياجِكِ مُدْرِكا

وقَدْ بِنْتِ حتَّى ضجَّ بالنَّفسِ شوقـُهَا

و عُمْري كطفلٍ إنْ تغيبي توعَّكَا

وما كنتُ قبلَ اليومِ أشكو صَباَبَةً

وأعجبُ مِنْ صبٍّ مُعنَّىً إذا بَكى

زرعتُ لكِ الزَّهرَ الضَّحُوكَ مَواسمًا

وكمْ كانَ حصْدُ الشَّوك مرًّا ومُنهِكا

وبارَكتُ رُوحِي إذْ ترَكْتُ حَمائِماً

بدَوحيْ تَشفُّ الحُبَّ كي تَتَبرّكَا

وقلبي إلى عَيْنيكِ شدَّ رِحالـَهُ

وكمْ جرَّبَ التِّرحَالَ عنكِ فأهلِكا

فيا ربَّةَ الحُسنِ الذي سَارَ في دَمِي

وعاشَ معَ الأحلامِ بالرُّوحِ مُمْسِكا

كفاكِ صُدوداً فالفؤادُ قدِ استوى

أمَا آنَ للأشواقِ أنْ تتحرَّكا؟

أما للفراتِ اليومَ عندَكِ قِصَّةٌ

تُرَجِّعُ أيَّاماً وَحبَّاً لَهُ اشْتَكى

وكيفَ يطيبُ العُمرُ والهَجْرُ قائمٌ

ولمْ ترَ عينِي غيرَ وصلِكًِ مَسْلَكا ؟!

أيُرضِيكِ أنْ نقتاتَ حُزنًا معَ النَّوى 

لنحيا هوىً دونَ الأنامِ مُفكَّكَا ؟!

تَعاليْ.. فَهذا الكونُ ضاقَ بمهجتي

وحُزني على كُلِّ الدُّروبِ قَدِ اتَّكا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى