مِثْلُكِ رَسَمتُ…لعبد السلام العطاري

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

مِثْلُكِ، لم أنتبه لدرسِ القواعد في الصّف، ولم أحفظ اسم سيبويه في حينه، لم أدقق بتفاصيل (ًبدلة) الاستاذ التي جمع ثمنها بحولين دراسِيْيَن، مِثلُكِ لم أهتم بنصف ساعة( فُرصة التَّنفُس) ورغيف الفلافل مع بندورة أو بدونها، إذ لم أحسب المصروف النَّحيل الذي كان في عُمقِ جَيبِ بنطالي الوحيد، ولكن كُنت أفكر كيف سَتخيط لي أُمي قميصي الذي تَمزّق من سورِ المدرسة، كان طابور الصباح وكُنتِ تنشدين للعَلَم، كان الصّف كثيرًا في الوقت، طويلاً حتى يقرع الجَرس وأعود بيتنا، لترتق أُمي قميصي والعَلم الذي رأيته على ساريةِ السَّرو في ساحةِ المدرسة.

مِثلُك كنتُ أحفظ الإيقاع، إيقاع النَّحو، مِثلُكِ لم أنتبه لغير حِصّة التّعبير ودرس الإنشاء، مِثلُكِ رسمتُ وطني على مقعدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى