‘كواليس’ .. كسر للدوائر المتوقعة

الجسرة الثقافية الالكترونية

رضاب فيصل

لم يعد المسرح التقليدي في هذا الوقت من الزمن خياراً ثقافياً وفنياً كما كان في السابق. فطقس حضور العروض المسرحية في صالات العرض الكلاسيكية، رفاهية صارت بعيدة عن الكثيرين، أضف إلى ذلك أن نمط الفرجة السلبي لم يعد لائقاً بهذا الكم الهائل من العنف والدمار والتشرد، الجسدي والنفسي.

لذا كان لا بد من حضور صيغة المسرح التفاعلي كخيار بديل من المجتمع وإلى المجتمع، وتحديداً لأولئك المقهورين والمضطهدين. وهو الأمر الذي تتبناه فرقة “كواليس” في بيروت باعتباره الهدف الأساسي من جميع أنشطتها وعروضها.

بدأت رحلة “كواليس” مع المخرجة والمدربة نورا أمين في العام 2013، عندما التقت أعضاء الفرقة الحاليين في مخيم صيفي لجمعية “الجنا” كان بمثابة ورشة تدريبية، حيث ركّزت وقتها على تقنية مسرح المنتدى التابع لمنهج مسرح المقهورين الذي تأسس مع المخرج والمسرحي أوجستو بوال.

وتشير أمين موضحة أن الفرقة لم تكن في تلك الفترة قد اختبرت تفاعلها المباشر مع الجمهور. لذلك وعندما عادت في أغسطس/آب عام ٢٠١٥ لتطوير العمل وإضافة عناصر جديدة، كان اللقاء داخل المعسكر الصيفي مرة أخرى بمثابة إطلاق للمجموعة لتقديم عروضها في الشارع والمخيمات والأماكن العامة، وهو ما حدث بالفعل.

وتقول: “قدمت المجموعة وقتها عرضها الفعلي الأول بمخيم شاتيلا، بعدها أصبح لها اسم “كواليس” كفرقة لمسرح المنتدى تنتمي للجنا كما تنتمي لـ “الشبكة العربية للمشروع المصري لمسرح المقهورين”، وهي الشبكة التي أسستها منذ عام ٢٠١٢ لتضم مصر والمغرب ولبنان من مجموعات قمت بتدريبها جميعا وفقا لأسلوبي.

وفي جميع تلك المجموعات مثلما في “كواليس” تقوم المجموعة باختيار موضوع العرض بما يتناسب مع قضايا مجتمعاتهم وتطورها بشكل جماعي، وفي عرضي “فرح والأستاذ” و”المدرسة” توليت المهمة الإخراجية نظراً لكونها التجربة الأولى للمجموعة”.

وتضيف عن فكرة هذا النوع من المسرح: “في مسرح المنتدى يتم بناء العرض والحوار ورسم الشخصيات وفقا لمنهج محدد وضعه مؤسس المنهج أوجستو بوال، والذي تدربت معه في البرازيل عام ٢٠٠٣ وتبعت ذلك بخبرات إضافية في العمل مع باربارا سانتوس.

لا بد أن أقول إن مسرح المنتدى له خصوصية شديدة من حيث طبيعة بناء العرض لاسيما أن كل شيء يدور بغرض إتاحة الحلبة المسرحية كفضاء ديمقراطي يتدرب فيه المتفرجون داخل بنية العرض على فتح آفاق ذهنية جديدة لكسر دائرة القهر واستكشاف مساحات لتحجيم الصراع، بحيث يخرجون من العرض وقد حصلوا على فرصة للنظر لقهرهم اليومي بطريقة مغايرة.”

أما ما يخصّ الشرائح المستهدفة من خلال تقديم العروض، فتقول: “لا نستهدف شرائح بعينها وإن كنا نميل بشكل شخصي في “كواليس” إلى توجيه العرض إلى من يجسدهم. وبما أن العرضين المتاحين الآن يتعاملان مع بطلين مقهورين هما في شريحة الطفولة، فقد آثرنا البحث عن الأطفال والنشء كمتفرجين يتدخلون ويتفاعلون كتدريب لهم على كسر دائرة القهر المطروحة أو المتوقعة.

كذلك يطرح عرض “المدرسة” قضية التمييز ضد اللاجئين أو الأقليات ما جعلنا نتوجه إلى المخيمات، وكثيراً ما يجتذب “فرح والأستاذ” النساء وليس فحسب الأطفال. إذ أنه يطرح قضية التحرش الجنسي التي غالباً ما تتجذر في مرحلة الطفولة كسلوك لا تعرف المرأة فيما بعد كيف تقاومه”.

المصدر: ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى