أســـــــطــــــورةُ الـــــحُــــســــن..شعر هيام الأحمد

الجسرة الثقافيىة الالكترونية-خاص-

مــن ألــفِ عـامٍ أحـتفي بِـشقائي
وأصــوغُ مـن دِفءِ الـحروفِ رِدائـي
مـــاتَ الـربـيعُ ولــمْ تَـمُـتْ أزهــارُهُ
فـمتى يـزولُ عـن الـجفونِ شتائي
ومـتى تُـغرّدُ فـي الحقولِ سنابِلي
ويـمـوجُ فـي كُـوخِ الـجياعِ عـطائي
ومـديـنتي لــونُ الـجـراحِ شِـفاهُها
وأنـيـنُها فــي الـلـيلِ مــن بُـرحائي
بردى الذي سَكَبَ الجمالَ مواسِماً
مـا عـادَ فـي خدّيه قـطرةُ ماء !؟
والـيـاسـمـيـنُ تَــحـرَّقـتْ أهــدابُــهُ
وعـلى مـجاري الدمعِ بعضُ دِمائي
لـلدمعِ فـي سَـمْعِ الـتُرابِ مـلاحِمٌ
وقــصـائِـدٌ كـالـنـقـشِ بالـحـنّـاءِ
هـذي الـشآمُ مـنَ الرجالِ تسوّرت
ومـشتْ تُـباهي الـدهرَ فـي خُيَلاءِ
كــم كــانَ يـلهو قـاسيونُ بِـشعرِها
يـخـشـى عـلـيـها أعــيُـنَ الـغُـرَبـاءِ
والـشعرُ يـهمسُ للحِسانِ مُباهياً :
ضـــنَّ الــزمـانُ بِـمـثلِها حـسـنائي
فـي الـشامِ شِـدْنا لـلفضائلِ قِـمّةً
جــازتْ حُــدودَ الـشـمسِ والـجوْزاءِ
الــشـامُ أُحـجـيـةٌ ويَـصْـعُبُ حـلُّـها
لـكـأنّــهـا أســـطــورةٌ لــلــرائـي !
لـــو مـــرّةً حــاولْـتُ فَـــكَّ رُمُــوزَهـا
يـغْـتـالُني أسَـفـي وفــرْطُ حـيـائي
يـــا غـوطـةً صــاغَ الإلــهُ سِـوارَهـا
تَــخْــضَـلُّ فِـتْـنَـتُـها بِــكــفِّ نَــمــاءِ
حــــيِّ الــكـرامَ وصَــفْـوةَ الأُدبـــاء
أكـــرمْ بِــهـم مــن ســادةٍ نُـبـلاءِ !
لـو زارَ طـيفُ الـشامِ روضَ خـيالِكم
طُـوبـى لـكم يـا مـعشرَ الـشعراء !
قـدْ جئْتُ أقبسُ من سناكم ومضةً
مـنـهـا سـأمـلأُ بـالـضياءِ سـمـائي
ربّـــاهُ قـــد حـــلَّ الــبـلاءُ بِـشـامِنا
فَــامْـنُـنْ بِــنـصـرٍ ، أو بِــرَفـعِ بـــلاءِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى