أرشيف «تلفزيون لبنان» بـ«الحفظ والصون»

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

زينة برجاوي

انتشرت خلال الأيّام الماضية شائعات عن تعاون وكالات أنباء عالميّة مع «تلفزيون لبنان»، لتحديث أرشيفه. ينفي رئيس مجلس إدارة التلفزيون طلال المقدسي في اتصال مع «السفير» ما تردّد، موضحا أنّ مشروع تحديث الأرشيف «وطنيّ بحت، مُوِّل من إدارة التلفزيون عبر مداخيل إعلانيّة جديدة، خصوصاً بعد نقل مباريات كأس العالم 2014، وتجهيز 17 محطة إرسال على الأراضي اللبنانيّة كافّة، وتأمين مساحات على تلك المحطّات لشركات الهاتف الخلوي وبعض الإذاعات».
يقول المقدسي إنّ التلفزيون اختار تأهيل الأرشيف من دون الاستعانة بأيّ شركة خارجيّة، لكي لا يتعرّض للنسخ، وتفادياً لما أصاب الأرشيف سابقاً لناحية وضع اليد عليه من قبل تلفزيونات محليّة نسخت أشرطة أساسيّة. ويلفت المقدسي إلى أنّ بعض الشاشات ما زالت تعرض تلك الأشرطة، بالرغم من الإنذارات المتعدِّدة التي وجهتها إدارة «تلفزيون لبنان»، ونشرتها عن طريق الصحف المحليّة، داعية للكفّ عن استعمال وبثّ أي عمل من الأرشيف. وفي هذا الصدد، أعلن المقدسي أنه سيقدم قريباً دعوى قضائية بحق إحدى المحطات المحلية المخالفة في هذا الموضوع «بهدف الحفاظ على الثروة التي تعتبر ملكاً للوطن وليس لفرد أو عائلة أو شركة»، بحسب تعبيره.
الجديد في ملفّ الأرشيف حاليّاً، أنّ كلّ الأشرطة الممتدّة تواريخها بين 1959 إلى العام 1970، صنّفت ونقلت إلى مديريّة مستقلّة متخصصة بالأرشيف، مقرها في منطقة سن الفيل، وتبلغ مساحتها 500 متر مربع. وبحسب المقدسي، ووزّعت الأشرطة على رفوف معدّة للحفاظ عليها سليمة، في غرف مكيّفة ضمن حرارة معينة وأرضية سليمة، بعدما كان الأرشيف مرمياً في مكان مظلم تصل حرارته إلى 60 درجة، والرطوبة فيه إلى 130». ويؤكّد رئيس مجلس إدارة التلفزيون انّ المديريّة المستحدثة «جُهِّزت بمعدات لتنظيف الأشرطة وتسجيلها ونسخها، ومن ثمّ لنقلها على أشرطة LTO».
يقول المقدسي إنّ الأرشيف لا يحوي ذاكرة لبنان فقط، بل العالم العربي بأكمله، إذ إنّ «تلفزيون لبنان كان التلفزيون التجاري الوحيد الذي عمل في تلك الفترة، وإن هذه الأشرطة لا تقدّر بثمن».
وماذا يضمّ هذا الأرشيف إذاً؟ يقول المقدسي إنّ نشرات الأخبار مثلاً لم تكن تسجّل في الفترة الممتدّة بين عامي 1959 و1970، وبدأ تسجيلها في العام 1970 على أشرطة «2 إنش». يؤكّد أنّ الأرشيف يحوي حاليّا 5400 ساعة أرشيفيّة على «2 إنش»، نسخت على أشرطة LTO. ويضيف أنّ مرحلة التأسيس استغرقت وقتاً طويلاً، لتصير التجهيزات اللازمة لنسخ ألف ساعة شهريّاً متوافرة. كما جرى نقل أول ثلاثة آلاف ساعة إلى مخازن المصرف المركزي «لأنّها ثروة من المفيد أن توضع في المصرف المؤتمن على الليرة اللبنانية وعلى الاستقرار المالي»، بحسب المقدسي.
ومن يحقّ له استعمال الأرشيف اليوم؟ يشدّد المقدسي أنّ «تلفزيون لبنان لن يبخل في تأمين أيّ مادة أرشيفيّة لأيّ مؤسسة إعلاميّة أو شركات إنتاجيّة أو طلاب، ومن دون مقابل مادي، شرط الحصول على موافقة خطية من إدارة التلفزيون». وتمنّى رئيس مجلس إدارة التلفزيون على كلّ من حصل على نسخ من الأرشيف «بشكل شرعي أو غير شرعي، إعادتها فوراً، كي يكون الأرشيف كاملاً متكاملاً، تحتفظ فيه خزائن الدولة، مثله مثل المتحف الوطني».

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى