بديع أبو شقرا: لا أصفّق لنفسي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

فاتن حموي

خلال الأشهر الماضية، وزّع الممثل بديع أبو شقرا كيانه على المسرح، بين شخصيّتين. فإلى جانب دوره في مسرحيّة «فينوس» للمخرج جاك مارون، والتي يقدّم الليلة عرضها الأخير على خشبة «مسرح مونو» بجانب الممثلة ريتا حايك، يواصل حتى نهاية الشهر الحالي تقديم مسرحيّة «بنت الجبل» لروميو لحود، بجانب المغنيّة والممثلة ألين لحود.
في حديثٍ لـ «السفير» يقول إنّه قادر على لعب دور ثالث إن أراد بعد، في الوقت نفسه. «لا أريد شيئاً آخر في الحياة، فالطاقة تأتيني من المسرح».
حالت مواعيد أبو شقرا المسرحيّة، وانشغاله بالتحضير لمسلسل جديد، دون مشاركته في مسلسل «كواليس المدينة» من كتابة غادة عيد. فقبل أيّام، بدأ بتصوير مشاهده في المسلسل الذي كتبته كارين رزق الله، ومن المرتقب عرضه في شهر رمضان المقبل، ولم يحدّد عنوانه بعد. «أؤدّي دور شاب مغترب يعود إلى لبنان، لن أغوص في تفاصيل الحبكة، ولكن حين قرأت النصّ، فوجئت بسلاسة الأحداث، وطريقة تقديمها من دون ادعاء، وخيوط الأحداث المترابطة بشكل متقن».
يخوض أبو شقرا تجربة مسرحيّة جديدة من إخراج جاك مارون من المقرّر أن تعرض قريباً بعنوان «فرضاً إنّو»، مستوحاة من نص للفنان الأميركي آلان أركين بعنوان Virtual Reality. كتب النصّ بالعربيّة غابريال يمّين، ويتقاسم بطولة العمل مع أبو شقرا. «تعتبر هذه المسرحية خطيرة وحسّاسة وجرت لبنَنتُها بطريقة ذكيّة، وعلينا أن نشدّ الناس من خلال قصّة كأنّها عن اللاشيء، وفي الحقيقة هي عن الكثير».
يعزو أبو شقرا عدم مشاركته في الأعمال العربيّة المشتركة لندرة معارفه في الوسط. «عُرض عليّ عملان ولم أنجذب إلى الدورين، ولم يلفت نظري من هذه الأعمال سوى مسلسل «غداً نلتقي» الذي قدّم من دون بروباغاندا. تمنيت لو قدّمت دور الممثل عبد المنعم عمايري، فالإخراج سلس على الرغم من كل المآسي في هذا المسلسل، ولكنه حقيقي ولا يعتمد على الاستعراض».
خاض أبو شقرا تجربة الإخراج بين لبنان وكندا، إذ قدّم العام 2012 مسرحية «سيستماتيكل» على خشبة «مسرح مونو»، وقدّم مسرحيتين في كندا، لكنّه يرى نفسه ممثّلاً أوّلاً وأخيراً. في هذه الفترة من حياته المهنيّة، يشعر كأنّه يبدأ من جديد، ويتذكّر محطات من مسيرته. «ما زالت الطاقة نفسها تغلّفني منذ تخرّجي من الجامعة اللبنانية ـ الفرع الأول في العام 1998. وأذكر جيداً العمل الأول بعنوان «الجدار» مع سهام ناصر، كما أذكر أنّي شاركت في مسرحية غنائية قدّمت في بيت الدين مع المسرحي رضوان حمزة وبشير ملاط. المسلسل الأول الذي شاركت فيه هو «مواسم خير» للكاتب مروان نجار، وفي السينما كانت المشاركة الأولى عبارة عن مشهدين في فيلم «بيروت Alger بيروت».
يقول أبو شقرا فيلم «رصاصة طايشة» للمخرج جورج الهاشم من أحبّ الأعمال إلى قلبه، أمّا على صعيد المسرح فيذكر «جسد 13» إخراج ملكة بو مطر.
غادر أبو شقرا لبنان إلى الولايات المتحدة في العام 2000، ليلتحق بمعهد «ورشة الممثلين»، ثمّ انتقل إلى كندا لمتابعة الماجستير في إدارة الأعمال. يعيش أبو شقرا في كندا مع عائلته، ويعمل هناك في مجال المسرح منذ سنوات. لا يزور بلده الأم، إلا حين يكون مرتبطاً بعمل ما. «أفضّل العيش في لبنان بالطبع ولكن موضوع العودة مرتبط بعائلتي وليس بي فقط. ولكن ما زال شغفي بلبنان قائماً، والمسرح هنا هو قمة المتعة بالنسبة إليّ، لأنّي أشعر أنّني جزء من عملية التغيير التي نطمح إليها. بالنسبة لي، فإنّ قضية التعبير في لبنان مختلفة عن كندا، والحركة المسرحية الجديدة محليّاً تمنحني حافزاً وأملاً».
في جعبة أبو شقرا رواية بعنوان «اعتزلت الحياة في الرابعة» أصدرها في العام 2005، وأصدر ديواني شعر هما «الرجل الذي رقص» العام 2001، و»نفس» العام 2014. «أنا أخربش فقط لا غير ولا ضرورة لإصدار ديوان شعر جديد في ظل وجود فايسبوك. أيّ صفحة على الإنترنت هي بمثابة إصدار فضلاً عن أنّي أجد التواصل مع الناس عبر فايسبوك مفيداً وإيجابياً».
يختم أبو شقرا بالقول إنّه لم يصفّق لنفسه في حياته، «لديّ حذر من التصفيق لنفسي، كي لا أعتاده فهو غير صحي».

 

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى