إلـيـكَ يا والـدي…للشاعر عادل الغرابي

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

أَعَـلـِـمــتَ أم لــم تَــعْــلَـــمِ
يـا مَـنْ لِـطُـهْـرِكَ أنـتَـمـي
أَبَـتــاهُ يــا كـهـفـــًا ويــا
ســورًا بِـحـصـنِــكَ أحْـتَـمـي
كـمْ كُـنْـتُ أحْـلُـمُ يـا أبـي
بـريـاضِ حُـضـنِـكَ أرتَـمـي
فـلـقـدْ دهــتــنــيَ غُـمَّـــةٌ
بَـلَـغَـتْ وحـقِّـكَ أعْـظُـمـي
لـكـنـمـا سـهـمُ الـمـنـيَّــةِ
يـا أبـي لــمْ يـرْحـــمِ
يُــتِّــمْــتُ حـيـنَ تـركـتَـنـي
ورحـلْـتَ صـوبَ الأنــجُــمِ
وهُـزِمـتُ بـعـدكَ والـحـيـاةُ
إنْ اسـتَـبَـدَّتْ تَــهْــزُمِ
لِأعـيـشَ فـي ذُلٍ ومَـــنْ
يـعــش الـمـذلَّــةَ يَــهْــــرَمِ
مـاذا جَـنـيـتُ لـكـيْ أراكَ
نَـزيـلَ قـبـرٍ مُــظْــلِـــمِ
غـطَّـى مـحـاسِـنَـكَ الـتُّــرابُ
فـزادَ فـيـكَ تــألُّــمــي
أبـتـاهُ هـلْ يُـرضـيـكَ أنْ
أبـقـى يُـضَـرِّجُـنـي دمــي
وأصـيـرُ بـعـدكَ تـائـهـــًا
فـي ذا الـزمـانِ الـمُـبْـهَــمِ
فَـخُـذْ الـدمـوعَ مِـنَ الـنـواظـرِ
والـنـيـاحــةَ مِـنْ فَــمــي
واسـمـعْ رثــاءً مُــوجِــعَـــًا
يُـنـبـي بـبـعـضِ تـكـتُّـمـي
وارقُــدْ فـديـتُـكَ مِـنْ أبٍ
ضـحّـى بـكـلِ مُــقَــدَّمِ
وارتـحْ مِـنَ الـدنـيـا الــتــي
مـلَأتْــكَ بـؤســًا وانْــعـــمِ
واهـنــأْ بـجــارٍ بَــلْــسَــمٍ
وعِـشْ الـخُــلــودَ بِـبَـلْـسَـمِ
فـقـدْ احـتَـسَـبـتُـكَ عِـنْــدهُ
جـارًا لِأكــرم مُـكْــرِمِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى