الفنان سليمان عبود: فني هواية، ولن يكون عرضة لأصحاب المصالح والدخلاء على الفن.

حاوره: فتحي الضمور

الجسرة الثقافية الإلكترونية-خاص-

عندما بدأت أضع أسماء الفنانينن الذين سأجري معهم الحوارات الفنية، كان من الضروري أن يكون اسمه على رأس القائمة، ليس لأنّه يملك صوتا يعانق القمم، وحسب، بل لأنّه يمتلك أدوات الجملة الموسيقية، ويتحكّم بإحساسه بكل تفاصيلها، بدءاً بالكلمة، ومروراً باللحن والنغم، وانتهاء بالغناء. وهذه الصفات لا تجتمع إلا بالقليل القليل من الفنانين الأردنيين، وضيفي في هذا الحوار واحد من أولئك الذين ارتقت الموسيقى بأرواحهم، فأصبح قادرا على تمييز الشجن من الحزن في الموسيقى العربية. هو النجم خفيف الظلّ سليمان عبود.

أحببت بداية أن أخرج في هذا الحوار عن نمط الأسئلة التقليدية المستهلكة، وأبدأ من المنعطف الخطر الذي تتأرجح به بلادنا العربية، وسألت النجم عبود عن رؤيته بالاحداث المؤسفة التي يشهدها الوطن العربي، وماذا قدّم كفنان، ليعبر بفنه عن سخطه وغضبه عمّا يحدث؟ فقال:

لا أحبّ أن أتطرق إلى الحديث عمّا يجري على الساحة العربية من دمار وقتل وخراب؛ لأنّ الرؤية ضبابية غير واضحة. وأنا بطبعي لا أحبّ الحديث عن السياسة. فالفنّ شيء، والسياسة شيء آخر، ونحن الفنانين إذا كانت السياسة تفرقنا فإن الفنّ يجمعنا. وكلّ ما يهمني في هذه الأحداث، أن بلدنا بخير، وأرجو أن يبقى هكذا، عصيّاً على كل المؤامرات التي تحاك ضده.
وبالرغم أنّني أحاول جاهداً أن أبتعد عن الأحداث التي تعصف بالوطن العربي، إلا أنّني قدمت، وما زلتُ للأرض العربية وللإنسان العربي فنّي. فقد قدمتُ أوبريت ” صباح العزة ” من كلماتي وألحاني، توزيع ” أحمد رامي ” بمشاركة نخبة من النجوم الأردنيين. حيث جاء هذا الأوبريت بمساهمة شخصية من الفنانين الأردنيين، من دون دعم أية شركة إنتاج. وشاركت في أوبريت ” كلنا بنحب مصر ” ألحان وتوزيع ” وائل الشرقاوي “. وهذا الأوبريت من إنتاج وائل الشرقاوي ونزار أوجيه. وقد قدمت لسوريا أغنية من كلماتي والحاني، لكنّ الخلاف مع المنتج حال دون أن ترى هذه الأغنية النور.
وعن الأسباب التي تحول دون صناعة النجم الأردني، قال:

كثيرة هي الأسباب التي تجعل الأردن بلداً غير قادر على صناعة النجم الأردني، ومن أهمّ هذه الأسباب، عدم وجود شركات الإنتاج الخاصة والعامة، إضافة إلى عدم احترام الفنان الأردني. كما أنّ فرض الأغنية الوطنية بطريقة أو بأخرى ساعد بعدم صناعة النجم الأردني. فقد طغت الأغنية الوطنية على العاطفية، حتى أصبحت تجارة ومهنة لكلّ أدعياء الفن. ومن أهمّ أسباب عدم انتشار النجم الأردني، التركيبة الاجتماعية المعقدة، والتي من شأنها تجميد الفن عند نقطة معينة، بحيث أصبح من الصعب على الفنان أن تجاوز هذه النقطة.

واستأنف عبود قائلاً:

أعشق صوت ” رامي شفيق ” واحبّ اختياراته الجميلة، وأحب صوت أمل شبلي، وغادة عباسي، بالرغم من اختياراتها السيئة. كما أحبّ صوت هيفاء كمال، واحترام إالتزامها والاتجاه الآخر لها، وهو الفن الملتزم، في الوقت الذي لا أعتبر به نفسي فنانا ملتزما.
الفنان ” عبود ” من مواليد برج الحمل، في بدايات الزمن الجميل في العام 1971، وله ثلاثة أبناء وهم من الأكبر، رزان، قيس، سيف. ويقول أنّ زوجته لو كانت جبلاً في تحملها لفني لانهار.
أما عن بدايات ” عبود ” فقد كانت في الكويت 1991، وما أجملها من بداية! عندما تكون مع عملاق الفن وديع الصافي، حيث غنى إلى جانبه في فندق الريجنسي بالكويت. بعد ذلك عمل اسكتش خليجي من توزيع د. أيمن عبد الله. ثمّ أصدر ألبومه الأول ” عتبي عليك ” 1995، وتم تسجيله في العراق، ومن أهم أغاني هذا الألبوم اغنية ” عتبي عليك ” والتي تحمل اسم الألبوم. وتعاون مع حسين السلمان في أغنية ” يا بردين ” ومع هيثم عامر في أغنية ” وي وي “. ومن كلماته وألحانه أغنية ” هذا أردننا ” أداها مع غادة عباسي، وأغنية ” تحياتي يا أبو حسين ” مع متعب السقار، ومع نهاوند والكويتي محمد البلوشي في أغنية ” ابشر بالسعد “، وهي أيضا من كلماته وألحانه. ثم غنى منفرداً أغنية ” أنا والليل ” كلمات وليد إبراهيم، وألحان عامر محمد، وتوزيع د. أيمن عبد الله. بعد ذلك تعاون مع د. أيمن تيسير في أغنية ” قلي أحبك ” وهي من كلمات وليد إبراهيم. وكان لا بدّ أن يتعاون مع صديقه ورفيق دربه رامي شفيق، حيث لحن له الأخير أغنية ” أوعي تحبيني ” وهي من كلمات سليمان عبود. ومن كلمات سليمان عبود، وألحان رامي شفيق أغنية “فخر العرب” أداها مع حسين السلمان. وعاد سليمان عبود ليكتب ويلحن أغنية ” صلوا عالنبي ” وهي ذات طابع موسيقي مختلف عن المتداول. وكتب ولحن سليمان عبود أغنية ” غزالته سارحة ” لبيسان كمال. وعربيا أعطى عبود للمطرب السوري محمد المجدوب كلمات أغنية ” ممنوع اللمس ” وهي من الحان وتوزيع خالد العلي. وعربيا كتب للمطرب اللبناني أيمن زبيب أغنية ” يا بلادي ” وهي من الحان خالد العلي. بعدها عاد إلى صديقه رامي شفيق، وكتب له أغنية ” هلا يا عقالي ” التي كانت من ألحان رامي شفيق. ثمّ كتب ولحن لهادي طرب ” أغنية ” غمزات عيونك ” وكتب ولحن أغنية ” يؤبرني جمالك ” لعامر كيوان. ومن كلماته وألحان رامي شفيق أغنية ” حبيب الشعب ” لثمين حداد “. ولمحمود سلطان كتب كلمات أغنية ” محتار أوصفك ” وهي من ألحان عامر محمد. ثم كتب ولحن أغنية ” هز الورد ” لمحمد الحوري. ومن كلماته وألحان رامي شفيق أغنية ” يا منور الجلسة “. وأغنية ” لا تمرقي ” لأيمن منير، وهي من كلمات والحان سليمان عبود. ومن كلماته وألحانه أغنية ” أحبك حبا ” لفراس اللبابيدي. وكان له عمل مشترك مع نانسي بيترو. ومع ليندا حجازي في أغنية ” على حطة ايدك ” وأغنية “الله يجيرنا ” وهما من كلماته والحانه. ثم كتب ولحن لجهاد سركيس أغنية ” سابع سما ” ومن كلمات سليمان عبود والحان رامي شفيق غنى توفيق الدلو ” انا ما بدي أتجوز ” وغنى هيثم عامر من كلمات والحان سليمان عبود أغنية ” حرام تمشي عالارض ” بعد ذلك كتب ولحن أغنية ” ما في نصيب ” وأغنية ” ماشي ” لمنتصر حبيب. وغنى سعد أبو تايه من كلمات وألحان عبود أغنية ” تخون الملح والزاد ” وأغنية ” خوفي “. وقدم عبود أوبريت ابو ظبي مع نخبة من النجوم الأردنيين بمناسبة العيد الوطني للإمارات، ومهرجان ” الإمارات في قلب فلسطين ”

الفنان الاردني سليمان عبود، الذي يحملنا صوته إلى الجبل، شارك في العديد من المهرجانات الاردنية والعربية، منها: جرش، الفحيص، مهرجان الأردن، ومهرجان العراق، ومهرجان الرباط الدولي في المغرب.

عبود الذي لا تكاد الابتسامة تفارقه، أينما حلّ، وأينما كان، يدخل قلوب الناس دون استئذان، بسبب خفة دمه، وظلّه اللطيف، وفنه الجميل، يقول: فني هواية، ولن يكون عرضة لأصحاب المصالح والدخلاء على الفن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى