كيف الحال ؟.. جديد الشاعرة منى وفيق

الجسرة الثقافية الإلكترونية-خاص-

 

« كيف الحال؟ »
أسوأ الأسئلة على الإطلاق
يحتاج إلى ميزيانية ضخمة من الأوكسجين
إلى حاسبة آلية لا يستجيب فيها إلا زر الطرح
و إلى إجابة صوفية من قبيل
« قطعوا لسان الحال .. فلا تسألوه »
« الحال .. ماشي بيعرج »
قد أردّ هكذا
و ربما أقنعك
دون أن أقنعك حقيقة
بأنني أغط
في حياة عميقة
صحوا قصيرا
غير مقصوص
أمشي في الحلم
في الاتجاه المعاكس للمسرح
أضبط الإضاءة النهارية
و أشوه الصور المرفقة للغيب
ما أمكن ..

ماذا لو قرأت عليك الحال
في نفس واحد
لعدم كفاية الحال
فهل ستفهم
أنني مسروقة
من صوت عصفور
لا أغرد
أنزل
مع ريق
فلاح مغبون
يبتلع ولا يغرد
مسروق أيضا
من صوت عصفور

و كيف لو أنني خيرتك
بين هذه الأحوال
فهل تختارني
عطلة مشتهاة
في ريف
لا يعترف بمبدإ التشارك مع الغير
و بخير إلا كثيرا ..

أم تفضلني حلوى مرشوشة ببودرة البندق والسكر السميد
أحيانا ..
و أحيانا ..
لوحة مرشوشة برصاص لا ينفجر ولا يضيء
بل يخترق الهدف فقط.
علك ترحب بي كاخر بلحة في النخلة تجد للسقوط
تضيق بها النخلة
و تهجرها الريح
لكنها مشنوقة بنفسها
غير قادرة على السقوط.

أيناسبك شأن كل الذاهبين والقادمين
أن تراني متفائلة كرصيف بين شارعين ؟

لو كنت من أشباهي الذين أردّ عنهم العين
لأقسمت أنني خرزة زرقاء معلّقة بين السماء و الأرض
أليس كذلك ؟

« كيف أيامك يا فلانة؟ »
سلني و أجب ،
نادني :

يا مرهقة كواجهة زجاجية لمحل ،
يا خفيفة كحسنات رضيع ،
حينما لا تضع في ميزان التعب سواها
يا من تجرّ
« العمر » كيس الطحين الخشن ، بابتسامة الورد العابس
و كمحاولة ساذجة لئلا تتبلل أكثر بالحزن ، تمشي كبطة مفتوحة مفتوحة الساقين
يا من تبكي بشكل وقور و مغرور ، كجدار يتقشر بصمت خفيف
و لكي تتلاشى ، تتحدث إلى أكبر عدد ممكن من الناس دفعة واحدة
تحتفط بصورتها في جيبها .. إلى حين تتعرف إليها من جديد
و تفيض كقلم حبر في جيب بذلة مدرسية يسمونها « الحياة »

وهي الآن
في قمة البرد
مندرينة
تبحث عمن يتلعثم
أثناء تقشير المندرين
لتبقى على حالها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى