فراق العنادل…لابراهيم الأحمد

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

ولــي وطــنٌ قــد فـارقـته عـنـادلُهْ
وجـفَّتْ من الظلم المقيتِ مناهلُهْ
تـلـقَّفَه الأحــزانُ مــن كــلِّ بـقعةٍ
ويـرهـقُـه ضــغـنٌ خَـفـيٌّ يـعـاجلُهْ
يــطـولُ بـــه لـيـلٌ تـبـيتُ نـجـومُه
تَـشُـدُّ بـهـا لـلـراسيات سـلاسـلُهْ
ويــورقُ فـيـه الـحـقدُ حـزناً ولـوعةً
نـوافـحَ مــن سـجيلَ يـمطرُ وابـلُهْ
تـغـشَّـتـهُ آلامٌ جــسـامٌ وأوقـــدتْ
به النارَ حتى ضاقَ بالناسِ ساحلُهْ
وكــانــت بــــه آمـالُـنـا نـسـتـظلُّها
وإن رامَــنـا بــغـيٌ كـفـتـنا نـوائـلُهْ
وكـنَّـا إذا اشـتـدتْ بـنـا فـيه غُـمَّةٌ
هُـرِعـنـا إلـيـه فـاحـتوتنا شـمـائلُهْ
نـرودُ وفـينا الـشوقُ بـعضَ مـروجِهِ
يــبـادُلـنـا حـــبَّــاً بـــهــا ونــبـادلُـهْ
ونـغفو عـلى ألـحانِه مـثلما الـندى
يــنــامُ عــلـى أوراق وردٍ يـنـاهـلُهْ
يـــبــثُّ لـــنــا أشـــواقَــهُ ونــبـثُّـهُ
ونـمـضي لـيـالينا الـطـوالَ نـغـازلُهْ
نـسرُّ لـه مـا يـعتري فـي نـفوسنا
وتؤنـسـنـا إن لامـسـتـنـا أنـامـلُـهْ
ولـمَّا تـغشَّاه الأسى واصطلى به
عـرفنا الـذي قـد كـان عمداُ يقاتلهْ
دلـفـنـا نـواسـيـه نــحـاول نــصـرَه
ونـبـعـدُ عــنـه الـغـدرَ لـمـا يـقـابلهْ
ولـكـنَّـها الأحــقـادُ ألـــوتْ بـصـبره
فـكـادتْ مــن الآلام تُـفنى حـبائلهْ
وعـاثـتْ بـه أيـدي الـطغاةِ وروِّعـتْ
فـراشـاتُه خـوفـاً وشُـلَّـتْ سـنابلُهْ
تـداعـى عـلـيه كــلُّ شــذاذِ أمَّــةٍ
فــأودوا بــه فـانـهارَ وانـهـدَّ كـاهلُهْ
سـلامٌ عـليه حـينما كـان شـامخاً
تــغـارُ بـــلادُ الأرضِ مــمـا يــزاولُـهْ
ســلامٌ عـلـيه وهــو يـجـترُّ لـوعـةً
وكــلُّ الــورى مـمَّـا بــه مـتجاهلُهْ
غــداً يـحتويه الـمجدُ والـودُّ والـوفا
ولــلـدوحِ تــغـدو شــاديـاتٍ بـلابـلُه
ويـسـقيه هـتَّانٌ سـكوبٌ هَـطولُه
وتُـمـلأ مــن مــاءِ الـفراتِ جـداولُهْ
غــداً يـسـتعيدُ الـياسمينُ جـمالَه
وتـخرسُ عـن حشو الكلام عواذُلهْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى