«فتيات» نابلس ينصبن «باب الحارة» في حي العقبة القديم!

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

بديعة زيدان

 

ن يُجرى العمل على محاكاة باب الحارة الدمشقي في الدراما السورية الشهيرة، بباب حارة حقيقي في حارة العقبة بالبلدة القديمة لمدينة نابلس، أمر يبدو مستهجناً، وغير واضح المعالم، بخاصة إذا ما كان بمبادرة من فتيات من المدينة التي تزداد محافظة مع الوقت.
وأقيمت فاعلية «باب حارة العقبة»، ومعرض الصور المرافق لها، بتنظيم من «جمعية الفتيات المبدعات» في نابلس وبالتعاون مع أهالي حارة العقبة في البلدة القديمة لمدينة نابلس، عصر الخميس الماضي، في الحي الذي حمل اسم الشهيد عبد المطلب الدميك، فيما قصت شريط الحفلة والدة الشهيد، على عكس العادة، حيث يقوم مسؤول بهذه المهمة، تحت شعار «تراثنا هويتنا، وماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا… شعب بلا ماض وتراث شعب لا مستقبل له».
وتقول لارا كنعان، إحدى فتيات الجمعية لـ «الحياة»: تأتي هذه الفاعلية ضمن سلسلة فاعليات لإحياء الموروث الثقافي في مدينة نابلس، وسبق، قبل إطلاق باب حارة العقبة، وهي واحدة من أبرز الحارات في البلدة القديمة لمدينة نابلس، أن نظمنا معرض لوحات تعكس جغرافيا، ومعمار، وحيوات حارات البلدة القديمة، ومشروعاً آخر بزراعة أشجار على مداخل البلدة القديمة، وغيرها من الفاعليات التي تهدف إلى إعادة الاعتبار لتراث المدينة، وبلدتها القديمة على وجه الخصوص.
وتلفت كنعان إلى أن رواج الدراما السورية «باب الحارة» ساهم في انتشار فكرة الباب العملاق «الذي نحاكي فيه تراث مدينة نابلس، فقبل إطلاق المشروع، وأهالي نابلس وبلداتها وقراها ومخيماتها، وبعض أهالي المدن المجاورة يحضرون للاطلاع على الباب، والتقاط صور معه، وهذا من شأنه تحقيق الهدف من ورائه بلفت الأنظار إلى تاريخ مدينة نابلس، والبلدة القديمة فيها، وضرورة إعادة الاعتبار إليه بالاهتمام فيه، وعدم إهماله».
وتشير كنعان إلى أن الباب يحاكي في تفصيله أبواب مدينة نابلس التاريخية، مع أن تثبيته في مكان ليس من بين الأماكن المعروفة لتلك الأبواب من شأنه أن يلفت الانتباه إلى تلك الحقبة القديمة من تاريخ المدينة.
وترى كنعان أن فاعليات كهذه تندرج في إطار المقاومة الشعبية والسلمية للاحتلال، عبر الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال جاهداً لطمسها، بل وتهويدها بعد سرقتها، فهو يسعى جاهداً إلى نسب الثوب التراثي النسوي الفلسطيني المطرز إليه، وكذلك الدبكة الشعبية الفلسطينية، وحتى الكثير من المأكولات الفلسطينية والشامية (نسبة إلى بلاد الشام)، ومنها الفلافل وغيرها.
ويترافق إطلاق «باب الحارة» بنسخته الفلسطينية، مع إقامة معرض صور بعنوان «أرواح لا صور»، ويوثق للمكان والإنسان والمباني في نابلس القديمة، مع ذكرى اجتياح المدينة وتدمير جزء كبير منها من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 2002، خلال ما عرف فلسطينياً بـ «الاجتياح الكبير»، أو عملية «السور الواقي»، كما أطلق عليها قادة الاحتلال وتعارف عليها الإعلام العالمي، ويسلط الضوء أيضاً على الكثير من المناسبات الوطنية بينها معركة الكرامة، التي يأتي إطلاق «باب حارة العقبة» بالتزامن مع ذكراها، إلى حد ما.
وتقول رويدة ربايعة، رئيسة الهيئة الإدارية لـ «جمعية الفتيات المبدعات» لـ «الحياة»: «لعل الأهم هو أن فتيات هن من يقمن بهذه النشاطات… نحن في الجمعية نستهدف بهذا المشروع وغيره من المشاريع إعادة الروح والحياة إلى البلدة القديمة في المدينة. في البداية استهجن سكان البلدة القديمة ذلك، لكن مع الوقت، ومع إدراكهم أهمية ما نقوم به، تم تقبله، بل والترحيب به، والتفاعل معه في شكل كبير، حتى باتوا شركاء في هذه المشاريع، فتحولت مشاريعنا إلى منزل كبير لتفريغ طاقات شباب البلدة القديمة وسكانها ومواهبهم في نابلس، سواء في حارة العقبة أم غيرها»، لافتة إلى أن هناك الكثير من المشاريع المستقبلية للجمعية، بخاصة في البلدة القديمة، على رأسها العيادة الطبية.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى