وفاة الروائي المجري ايمري كيرتيش

الجسرة الثقافية الالكترونية

تُوفي الروائي المجري الحائز على جائزة نوبل للآداب ايمري كيرتيش عن عمر يناهز 86 عاماً بعد صراع طويل مع مرض الـ”باركنسون”.
ولد كيرتيش في العام 1929 في بودابست لأسرة يهودية. اعتُقل في العام 1944 وهو في الخامسة عشرة من عمره في معسكر “أوشفيتز” النازي ثم في “بوشنفالد”، قبل أن يُفرج عنه في العام 1945.
لازمه في أعماله شبح اعتقاله والذي شكّل محور كتابه الأول “كائن بلا مصير” في العام 1973.
لم يحظ كيرتيش بـ”الاعتراف الأدبي” إلا مع سقوط جدار برلين نهاية الثمانينيات، ولاقت كتبه نجاحاً كبيراً في التسعينيات.
في العام 2002، حصل كيرتيش على جائزة نوبل للآداب عن مجمل أعماله التي “تُصوّر معسكرات الموت النازية على أنها حقيقة مطلقة عن مدى إذلال المستضعفين” وفقاً للمحكمين.
واعتبرت الأكاديمية السويدية أن الجائزة “مكافأة لنتاجه الذي يروي تجربة الفرد الهشّة في مواجهة تعسّف التاريخ الوحشي”.
ورأت الأكاديمية في حيثيات قرارها أن “نتاج ايمري كيرتيش يسعى إلى معرفة ما إذا كانت الحياة والفكر المستقلان لا يزالان ممكنين في زمن خضع فيه البشر بشكل شبه كامل للسلطة السياسية”.
منحته رابطة الكتاب الألمان جائزة “هانس سال” عن مجمل نتاجه. كما قلّده الرئيس المجري يانوش آدر وسام “القديس اشتفان” وهو أرفع وسام مجري.
واعتبر الرئيس المجري أن كيرتيش “لم يُصبح أهلاً لهذا التكريم لأنه حاز على نوبل، وأنه المجري الوحيد الذي حاز نوبل الآداب، بل كذلك تقديراً لنشاطه الإبداعي. أعماله تعطينا وصفاً تشريحياً بما تفعله الدكتاتوريات في النفس البشرية. أعمال ايمري كيرتيش تتحدث عن إمكان عيش الحرية بصورة داخلية”.
من أعماله: “الفشل” في العام 1988،” الراية الإنكليزية” في العام 1991، “يوميات العبودية” في العام 1992، “شخص آخر: توثيق التحول” في العام 1997،” لحظة صمت، قبل أن تعيد سرية الإعدام ملئ البنادق” في العام 1998، “التصفية” في العام 2003، “ملفاك” في العام 2006.
تُرجم له أربعة أعمال إلى العربية هي: “لا مصير” و”الراية الإنكليزية” في العام 2005 بالإضافة إلى “سيرة تحقيق” الصادر عن “دار الحوار” في سوريا و كتاب “قداس للطفل الذي لم يولد”.
توقّف عن الكتابة في العام 2012 بعدما أنهكه المرض، حيث قال:”أتوجع كثيراً، وعندي سبب محدّد لتحمّل كل هذه الأوجاع، فاللامصير، لغة خلقها الألم.. لنفكر في انتحار بريمو ليفي، أو تادوز بورويسكي، أو جان اميري، والذين نجوا من معسكرات الاعتقال والذين طلبوا الموت مرات ومرات. لا أستطيع أن أضيف اسمي إلى تلك القائمة (…) لهذا السبب تجدني متماسكاً حتى النهاية. ثم إني قررت ترك الكتابة لأن كتاباتي حول المحرقة قد انتهت بالنسبة لي ولا أريد الكتابة مجدداً”

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى