ياس واستياء…للشاعر عبد الكريم يونس

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

أشقـاكِ من إخوةِ الأرحامِ نـسـيـانُ
وقد جـفـوكِ وأغـضـى عـنـكِ خِـلاّنُ
وبي اسـتـيـاءٌ ويـأسٌ من أُخـوّتِـهـم
فيا فـلـسـطـيـنُ لا كانـت ولا كـانـوا
وكيف لي بين هذا الـعُـهـرِ من أملٍ
وبـيـنـنــا قــائـــمٌ بـالأمـــرِ خَـــوّانُ
فـحـاكـمٌ حـولَـه الـحــرّاسُ قـافـلــةٌ
من مومساتٍ وحولَ القصرِ خِصـيـانُ
وحـاكـــمٌ صــار ربــاً بـيـن مِــلّــتِـــه
كأنـهـم عن صـراطِ الـحـقِّ عـمـيـانُ
وحاكـمٌ إن رأى شـخـصـاً يـخـالـفُـهُ
يُـذيــبُـــهُ وهـو جــذلانٌ ونـشــــوانُ
في كلِّ خَـطْـبٍ لهم حشدٌ ومؤتمـرٌ
في كـلِّ مـذبـحـةٍ شـجـبٌ وإعـلانُ
يخـدِّرون جِراحَ الشعبِ في خُـطَـبٍ
نـهـيـقُـهـا في المدى زورٌ وبُـهـتـانُ
كـلُّ الـشـــعـاراتِ أقــوالٌ مُـعَـلَّـبَــةٌ
تــبــجُّــحٌ يـزدريــهِ الإنْـسُ والـجــانُ
وكلُّ شـيـخٍ أتـتْ فـتـواه مُـجْـحِـفَـةً
في عمْـقِ جُـبَّـتِـه يَـنْـدَسُّ شيطانُ
تمضي السنونُ على تكرارِ مهـزلـةٍ
أبـطـالُ مـســرحِـهـا: طـاغٍ وأعــوانُ
تأتي الأوامـرُ مِنْ أذنـابِ مـغـتـصِـبٍ
ولـلأوامــــرِ إجـــــلالٌ … وإذْعــــانُ
لا القدسُ يؤْلِمُهُمْ تدنيسُ مسجدِها
ولا كنيسةُ عيسى عهـدَها صـانـوا
أعمَتْ لـيـالـيْـهِـمُ الحمراءُ أعيُـنَـهـم
صُـمّـتْ بـهـم تـحـت نِـيْـرِ الذُّلِّ آذانُ
يـرون أرضَـكِ أشــلاءً فـتَـشْـغَـلُـهـم
عـنـهـا عـروشٌ.. وأقـداحٌ.. ونُـدْمـانُ
كـأنـنـا لـيـس فـيـمـا بـيـنـنـا رَحِــمٌ
ولم يكنْ جدَّنا في الأصلِ قـحـطـانُ
كأنّ عَـبْسَاً تُعيدُ الأمس مـحـتـقـنـاً
حِـقْـداً.. وعـادت بـنـا للـثـأرِ ذُبْـيــانُ
يا قدسُ لا تعذلي سـخـطـاً تأخُّـرَنـا
فالـذَّنْـبُ واللهِ يبقى ذنبَ من خانـوا
تهوي السفينةُ قاعاً حين يخـرِقُـهـا
بِـحَـرْبــةِ الـغــدرِ والـخــذلانِ رُبَّــانُ
وليس مِنْ أمـلٍ في حالِ مـحـنـتِـنـا
إلا إذا عـمَّ هــذي الأرضَ طُــوْفــانُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى