الم» ترجمة فتحي مهديّو للقرآن الكريم إلى الألبانية تفتح الباب أمام ترجمات…

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

مودي البيطار

لم تعد تريسي شيفالييه تحب روايتها الأشهر «فتاة بقرط لؤلؤ» كثيراً لأنها لا تمثلها اليوم، والكاتبة الأميركية تعود برواية ثامنة عن الأرض، الانتماء والأسرة. تعيش في بريطانيا منذ ثلاثة عقود، وزوجها جوناثان عضو في مجلس أمناء غابة وودلاند. «على حافة البستان» الصادرة عن بورو برس عن أشجار التفاح التي دمّرت علاقة زوجين هاجرا الى منطقة غير صحية في اوهايو، طمعاً بالأرض الشاسعة.
يفقد جيمس وسيدي غودينوف خمسة من أولادهما العشرة في «المستنقع الأسود» إثر إصابتهم بالحمى في المنطقة الموحلة الملأى بالحشرات. يهجس بالتفاح ويؤمن أنه سيعيل أسرته من زراعته، ولئن أحب خصوصاً النوع الحلو ولا سيما منه «البذرة الذهبية»، فضّلت سيدي الأنواع الحامضة التي أدمنت على خمرها. كان السر من الكماليات الباهظة، واشتهى جيمس التفاح الحلو أكثر من الكحول والسجائر والقهوة والجنس. تبدو الكاتبة متأثرة بالإعلانات عن الشوكولا وهي تصف افتتانه بالتفاح. «عصرها وهو يستمتع بترقّبه (…) أغمض عينيه ليقدّر الطعم أفضل. جمعت البذرة الذهبية نكهات المكسّرات والعسل، وانتهت بمذاق حاد قيل له إنه مثل الأناناس». يطعّم أشجاره بنوع البذرة الذهبية النادر الذي جلبه أجداده من إنكلترا، وجمع مذاقي العسل والمكسرات. ذكّرته بوالدته وشقيقته الضاحكتين على طاولة المطبخ في كونكتيكات وهما تقطعان التفاح دوائر لتجفّفاها. تفصّل شيفالييه، المشهورة ببحثها الواسع، الحياة وسط طبيعة عنيفة صعبة جعلت سيدي امرأة قاسية متوترة، وترد على لورا إنغولز وايلدر التي صوّرت رومنطيقيتها في «بيت صغير على المرج».
تقفز الرواية الى كاليفورنيا 1850 المختلفة بهدوئها وشمسها وأشجار غابتها الحمراء العملاقة. قصدها الابن الأكبر روبرت بعد حدث عائلي كبير، وعمل مساعداً لوليم لوب الذي كان شخصاً حقيقياً وفر البذور والأشجار الأميركية الغريبة لحدائق مواطنيه الإنكليز الأثرياء. يخبر روبرت عالماً جديداً من المدن والبواخر والفنادق والسيدات الأنيقات في طريقه الى غرب البلاد، لكنه يبقى مخلصاً لشاغل والده ويرثه عنه. يحب مولي، السريعة الغضب، ذات الشعر الأجعد والقلب الذهب. لكن شقيقته مارتا تبقى ملاذه، وتعوّض العلاقة المتينة بينهما عن شجار والديهما السام الذي دمّر طفولتهما.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى