«سفينة الحب» مسرحيّة على قارب موت

الجسرة الثقافية الالكترونية

غيداء السالم

استضافت عمّان مسرحية عنوانها «سفينة الحب»، وأبطالها لاجئون سوريون على مسرحٍ أخذ شكل قارب الموت. سارت مجموعة من اللاجئين على خطى أبناء جلدتهم ممن يأخدون البحر سبيلاً للجوء هرباً من الموت إلى أوروبا، ليعيش الممثلون تجربة مواجهة الموت، وإن اختلفت أجواء الرحلة.
أجواء فنيّة حملت في طياتها فرحاً وحماسة وإصراراً وقوة، تسخر من واقع اللاجئ السوري، الذي يحارب من أجل الحياة للوصول إلى بر الأمان في أسوأ الظروف.
ويبدأ العمل حين يلتقي ستة أصدقاء على قارب متّجه إلى دولة غربية بعد خمس سنوات من الشتـــات، يجــمعهم حب التعرف إلى الثقافات حول العالم، لا سيما الموسيقى والغناء والتمثيل.
يصل القارب إلى اليونان كمحطة أولى، وتبدأ الفرقة مشهداً تمثيلياً مقتبساً من مشاهد لمسرحية للمؤلف الكوميدي اليوناني «أريستوفان»، بأزياء وموسيقى خاصة، فيروون ما فعلت بهم الحرب خلال فترة غيابهم عن بعضهم، ويسرد محمد خابور تجربته في المعتقل ببلاده.
ومن اليونان إلى إيطاليا، وصلت الفرقة وعزفت الكمان، في الوقت الذي بدأت الطفلة إيمان شيّاب بروح معنوية عالية، الحديث عن ضحايا الحرب ممن فقدوا أطرافهم وهي واحدة منهم، حيث فقدت قدمها إثر سقوط برميل من طائرة على أطرافها السفلية، وهي تلعب في ساحة بيتها في سورية.
وتقول اللاجئة من درعا إيمان شيّاب، في حديث لـ «الحياة»، إن مشاركتها في المسرحية تعد الأولى من نوعها، خصوصاً أنها نوع مختلف من التعبير وتجربة جميلة، مضيفة أنها تتمنى أن يصل صوتها إلى العالم.
وبمشــهد مقتبس من المسرح الفرنسي، تناولت اللاجئة السورية هيا مطر، قضايا الاغتصـاب التي تــتــعرض لــها الســوريات يـــومياً بعد الأزمة الســورية ورحلة اللجوء، ناهيك عن الانتهاكات وسلب كرامة المرأة بشتى الطرق. تختتم المسرحية بعاصفة قوية تجتاح السفينة وتغرقها، فيموت الأبطال واحداً تلو آخر كنهاية اللاجئين السوريين الذين يختارون البحر أسلوباً في اللجوء إلى أوروبا.
ويقول المخرج السوري ومؤلف المسرحية نوار بلبل، إنه حرص على تصمـــيم ديكور المسرح على شكل قارب ليختــــصر فيه معاناة الـــسوريين، ويكون القارب رمزاً للـــموت حتى وإن اخــتلفت روايات اللجوء وقصصه بين اللاجئين.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى