زفاف بعد المطر…قصيدة للشاعر محمد زايد

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

ليلي سُهادْ
والقَلْبُ جافاهُ الوِدادْ
والدَّمْعُ نارْ
والشّمْسُ يحجبُها سِتارْ
والقلبُ يأْسى
والقَلْبُ يحلُمُ بالنَّهارْ
واللّيْلُ سُهْدٌ وانكِسارْ
والدَّمْعُ في الأحْداقِ ثارْ
والفَجْرُ شَوْقٌ وانتِظارْ
وَبَراعِمُ النّجوى تَفَتَّحُ خلفَ سورِ الذّكْرَياتْ
والطّيْفُ يأْتي منْ براعِمَ حالِماتْ
مُخْضَلَّةِ الوَجَناتِ يلثُمُها النّدى
تلْكَ البَراعِمُ رَتّلَ الشّوْقُ الكبيرُ بثغْرِها أنشودَةً
طَيْفٌ مِنَ الأهدابِ جاءْ
طيفٌ مِنَ الجُرْحِ انبَثَقْ
سِحْرٌ غَدائِرُ مِنْ شَقائِقْ
لكنَّهُ سَكَنَ الجَوى قَلْبَ الضّفائِرْ
والطّيْفُ في دُنْيا الزِّحامِ يَنوءُ بالعِبْءِ الثَّقيلْ
واللّيْلُ يَسْلُبُهُ الأَلَقْ
أَمّا الأشعّةُ لا سناً أبقاهُ الدُّجى في وَجْهِها
وَخَبَتْ مَراسيمُ الفَرَحْ
وبقيتُ للنّجْوى أسامِرُها بِلَيْلي
وَفَمي يُناجي ثَغْرَكِ المَزروعِ في
حِضْنِ الشَّفَقْ
ياطيْفُ نَجواكَ استَراحَتْ ههنا في شاطِئي
وَسَناكِ يا تِلْكَ المُقَلْ
عَبَقٌ يُضَمّخُ جَبْهَتي وَوَسائِدي
وَسْنانُ يا جَفْنَ الحَبيبَةْ
أَمْ لَمْ يَزُرْ أَهْدابَكَ الآنَ الوَسَنْ
وَأَنا الوَحيدُ أتى يُداهِمُني الزَّمَنْ
في كَفّهِ وَرْدٌ
عِطْرٌ حَكايا عَنْ رَبيعْ
أوْ بَعْضُ أَخبارِ السَّمَرْ
وَأَنا الوَحيدُ بِلا مَطَرْ
وَحَقائِبي أَبلى مَلامِحَها السَّفَرْ
وَيَحولُ دونَ عِناقِنا
شَوْكٌ وَبَحْرٌ غاضَبٌ
ريحٌ تُجَرِّحُ زَهْرَةً
قَدْ أَوْدَعَتْ تَرْنيمَةَ الهَمَساتِ في ثَغْرِ السَّحَرْ
مَطَرٌ …مَطَرْ
والْعودُ جَفَّفَهُ السَّفَرْ
وَالْجَدْوَلُ الوَسْنانُ في خَدِّ الحُقولِ بِلا مِياهٍ أَوْ خَريرْ
وَبِلا عَصافيرٍ تُغَنّي
والأُمْسِياتُ بِلا قَمَرْ
مَطَرٌ …مَطَرْ
والحَقْلُ مُمْحِلْ
لا نَبْتَ فيهِ وَلا شَجَرْ
وَبَقيتُ أُبْحِرُ باحِثاً عَنْ زَهْرَةٍ
في غَمْرَةِ الصَّخَبِ، الضَّجيجْ
في اللّيْلِ أَبْحَثُ عَنْ شُعاعْ
في القَفْرِ أبْحَثُ عَنْ مَتاعْ
سَخِرَتْ عيونُ المُتْخَمينْ
بِتَنَقُّلي بحْثاًعَنِ الأحْلامِ في وَجْهِ الرَّغيفْ
رَحَلَ الرَّغيفْ
قَدْ صارَ جوعي يَنْسِجُ الأحلامَ خُبْزاً
منْ قالَ إّنّي لنْ أعيشَ بلا رَغيفْ
أوْ لنْ أعيشَ بِلا دَواءْ
أوْ لنْ أعيشَ بلا دَمي
وبِلا هَواءْ
لكنّني حَتْماً أموتُ بلا حَبيبة
فَحَبيبَتي تأْتي الغداةَ مَع السّحابْ
في ثَوْبِ ديمَةْ
وَسَتَبْعَثُ النَّبْتَ الصّريعَ إلى الحَياةْ
وَتُبارِكُ الدُّنْيا زِفافَ الرّاحلينْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى