ملامحي..جديد الشاعر يحيى الحمادي

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

كانَ المَكَانُ مَلامِحِي يَتَهَجَّأُ
وأَنا بِظِلِّ قَصِيدَتي أَتَوَكَّأُ

أَمشِي كمَا يَمشِي الذي أَشوَاقُهُ
تَطوِي الطَّريقَ.. وسَاقُهُ تَتَلَكَّأُ

وكَأَنَّني في الناسِ أَوَّلُ عَابرٍ
دَربًا, وآخِرُ هالِكٍ يَتَهَيَّأُ

قَلِقٌ.. كأَنَّ الأَرضَ تَسحَبُ ثَوبَهَا
خَلفِي, وقُدَّامِي صِرَاطٌ مُطفَأُ

لا صَوتَ إِلَّا لِلرَّصِيفِ, ولا يَدٌ
إِلّا لِوَثبَةِ طارِئٍ لا يَطرَأُ

وبَدَأتُ أَلتَمِسُ الحَرِيقَ, أَنا الذي
رُوحِي بغيرِ الجَمرِ لا تَتَوَضَّأُ

قَدَرِي سُبَاعِيُّ الجِهَاتِ, ومَوطِنِي
جَسَدٌ, أُجَزِّئُهُ فَلا يَتَجَزَّأُ

نَادَيتُ حتى لَم أَجِد لِتَلَهُّفِي
دَربًا يُصِيخُ ولا جِدَارًا يَعبَأُ

وسَكَتُّ والشَّجَنُ المُحَمحِمُ فِي دَمِي
يُبدِي بِدَمعِي ما التَّصَنُّعُ يَدرَأُ

قالت: وماذا بَعدُ؟ قُلتُ: مَوَاجِعٌ
إِنَّ المُحِبَّ جِرَاحُهُ لا تَبرَأُ

ما حِيلَةُ المُشتاقِ إِن كانَ الهَوَى
بُعدٌ يُجَرِّحُهُ, ووَصلٌ يَنكَأُ

عَينَايَ تَختَصِرَانِ ما سَأَقُولُهُ
فالحُبُّ يُسمَعُ بالعُيُونِ ويُقرَأُ

قالت: كَأَنَّكَ, قُلتُ: لا, لكنني
مِن غُصَّةٍ فِي القَلبِ لا أَتَجَرَّأُ

ظَمَئِي إِليكِ اشتَدَّ حتى لَم يَعُد
حِبرِي يُضِيءُ, ولا رَمَادِي يُطفَأُ

الشِّعرُ كانَ إِذا طَرَقتُ يَضُمُّنِي
ضَمَّ اليَتِيمِ إِذا نَفَاهُ المَلجَأُ

اليَومَ أَطرُقُ بابَهُ مُتَوَسِّلًا
فَيَصُدُّنِي, وكأَنَّهُ يَتَبَرَّأُ

وتَبَسَّمَت.. حَتَّى شَعَرتُ بِدَمعَةٍ
بينِي وبَينَ فؤادِهَا تَتَلَألَاُ

وكَشُعلَةٍ هَطَلَت بِسُمرَتِهَا عَلى
قَلبٍ لِغَيرِ هُطُولِهَا لا يَظمَأُ

نَظَرَاتُهَا جُمَلٌ تَطِيرُ, وعِطرُهَا
قَلِقٌ, وثَورَةُ صَدرِهَا لا تَهدَأُ

كانَ اسمُهَا (يَرْنَا) وكُنتُ أَقُولُ: يا
يَرْنَا أُحِبُّكِ, والمَحَبَّةُ مَبدَأُ

وأَنا الذي استَمرَأْتُ حُبَّكِ ظنَّةً
مِنِّي بأَنَّ الهَجرَ لا يُستَمرَأُ

لِي مَوعِدٌ فِي الغَيبِ سَوفَ أَنَالُهُ
مَن ذَا سِوَاكِ بمَوعِدِي يَتَنَبَّأُ

قالت: وماذا بَعدُ؟! قلتُ وإِنَّني
بِكِ أَنتِ أَختَتِمُ الكَلَامَ وأَبدَأُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى