مداخلات «ملتقى النقد» تتحفظ على أبحاث وتكشف معلومات مغلوطة في أخرى

الجسرة الثقافية الالكترونية

عبد الله وافية

كادت بعض المداخلات التي شهدها ملتقى النقد السادس، الذي نظمه نادي الرياض الأدبي في فندق مداريم واختتم أول من أمس، أن تتفوق على أوراق عمل رئيسة، من ناحية الدقة في الملاحظات والجدية والعمق والشمولية. كما حضرت الاختلافات في المداخلات التي قُدمت في فعاليات ملتقى النقد السادس، وكشفت مداخلات الحضور عن معلومات غير دقيقة أو مغلوطة، نتيجة عدم موثوقية المراجع التي استند إليها بعض الباحثين، خلال إعداد أبحاثهم أو دراساتهم. كما تحفظ عدد من الحضور على أوراق بعينها.
وقال الروائي والكاتب محمد المزيني إن المداخلات والتعقيبات في الملتقى، «لا تقل جودة عن البحوث المقدمة»، مشيراً إلى الخلفية الأدبية التي يمتلكها المتداخلون والمشاركون معاً، مؤكداً الخبرة الكبيرة لبعض المشاركين وأسمائهم الأدبية الحاضرة على المستوى العربي.
في حين اعتبر الناقد والقاص الفلسطيني الدكتور حسين المناصرة المداخلات التي شهدتها جلسات الملتقى «إحياءً للنصوص التي يتناولها المتحدثون في بحوثهم، لاسيما عندما تأتي المداخلة من كتّاب ونقّاد يملكون رصيداً كبيراً من العمل الأدبي وتاريخاً عريضاً وتأثيراً واضحاً في الحراك الثقافي الوطني».
وأكدت الناقدة الدكتورة أميرة الزهراني أن ملتقى النقد الأدبي حظي بأطروحات ومداخلات ثرية، «عنيت بفن القصة القصيرة، الذي يستحق بجدارة أن يكون موضوعاً رئيساً لهذه النسخة من الملتقى، مقدماً بذلك خدمة كبيرة للباحثين والأكاديميين والمهتمين بهذا الفن الأدبي الراقي».
من جهتها، شددت الروائية والكاتبة الصحافية الكويتية أنوار عبدالرحمن على أهمية مداخلات حضور الملتقى وضيوفه عقب جلساته العلمية، «سواءً أكانت من خلال أسئلة أم تعقيبات أم تحفظات، لما تشكله من تحفيز للمتحدث، بأن يضيف مزيداً من التوضيحات أو العودة مجدداً لصياغة فكرته بأسلوب آخر، في حين شابها شيء من الغموض»، لافتة إلى ضرورة منح المداخلات وقتاً كافياً، «لاسيما في هذا الملتقى الذي حظي بحضور نخبة من الكتّاب الذين يملكون رصيداً أدبياً كبيراً، الأمر الذي يضاعف من أهمية مداخلاتهم وأطروحاتهم ذات العلاقة بموضوع البحث، وتعقيباتهم، أو استفساراتهم التي يبحثون في إجاباتها عن تفاصيل أدبية إبداعية».
ووصفت الروائية والتشكيلية مريم الحسن المداخلات التي شهدتها جلسات الملتقى بالقيّمة، «وذات طابعٍ جاد لم يخلُ من الصراحة في النقد والتعقيب والتساؤل، النابع من اهتمام ضيوف الملتقى والمشاركين فيه بفن القصة القصيرة في المملكة».
وأكدت الحسن أن جميع الحضور «أظهروا حرصاً وتفاعلاً مع جميع تفاصيل هذا الحدث الثقافي، وقدموا جهداً طيباً انطلقوا فيه من حسهم الوطني، بوصف الملتقى جزءاً مهماً في الحراك الثقافي بالمملكة، لذا من الطبيعي أن تشكل أوراق العمل المقدمة إضافة لمكتبة المراجع والبحوث الأكاديمية والأدبية، ومثلها المداخلات التي زادت المناسبة إثراءً». واستطاعت بعض التعقيبات والمداخلات جذب الحضور إلى جولة نقاشية امتد بعضها إلى ساعات بعد نهاية الجلسات، بهدف الوصول إلى نتائج متفق عليها، يمكن بلورتها وتأطيرها وصياغتها لمواضيع تستحق أن يسلّط عليها الملتقى الضوء في نسخٍ قادمة.
واتسمت مداخلات ملتقى النقد بالجدية، المجسّدة لاتفاق الجميع على أهمية موضوع الملتقى، والبحوث والأطروحات والقراءات النقدية المقدمة في جلساته العلمية. وعوّل الباحثون والحضور على هذه التظاهرة الثقافية، التي ينتظر أن تحقق الهدف المنشود، ويتمثل في تطوير القصة القصيرة ونقدها، وتوفير مراجع متخصصة فيها، بحيث تكون باكورة مشاريع علمية أضخم، ومحفزة للباحثين والأكاديميين والمهتمين بهذا الفن الأدبي لمواصلة تسليط الضوء عليها علمياً ونقدياً وأدبياً.
إلى ذلك، خلص المشاركون في الملتقى الذي استمر ثلاثة أيام، وشارك فيه باحثون ونقاد وكتّاب قصة، إلى عدد من التوصيات، منها: لزوم استكتاب نقاد من العالم العربي مما يثري الملتقى، واقتراح تكريم الشخصيات ذات الإسهام النقدي الأدبي في الدورات القادمة، مثل الدكتور منصور الحازمي، والدكتور حسن الهويمل، والدكتور سعيد السريحي، والدكتور عبدالله الغذّامي، والدكتور عبدالعزيز السبيّل، والدكتور عالي القرشي، والدكتور سلطان القحطاني، والدكتورة لمياء باعشن.
ومن التوصيات أيضاً اقتراح أن يكون موضوع الدورة المقبلة: نقد أو تلقي السيرة الذاتية، أو نقد المسرح، أو نقد المقالة، أو حركة النقد من الإبداع الأدبي إلى الإنتاج النقدي أو العكس، أو عن قضايا تلقي المناهج المعاصرة في البحث الأدبي السعودي الراهن، أو عن الحركة النقدية النسائية، مع الاهتمام بالنقاد الشباب، واستحداث تكريم باسمهم في دورات الملتقى المقبلة، وأن تطبع بحوث الملتقى طباعة أولية قبل انعقاد الملتقى. كما تضمنت التوصيات دعم موقع القصة القصيرة تفاعلاً ومشاركة، لما يقدمه من خدمة للقصة القصيرة.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى