القدس عربي.. للشاعر ياسر الزبيدي

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

مِن هذهِ الأرضُ اتخذتُ سِلاحي
و سِلاحي قلمٌ يُحاكي الأجيالْ
كفو عَن حربِكم وابعِدو الراء
لِنصنعَ مِنَ الحُـب روح الجمال
الأرضُ تبكي فِعَلـَكُم فَكَفَى
قد شبِعَنا قتلاً ومُتّنا جِـدال
تعَالُو علَى طاولةَ الودِ معاً
ودوسُوا الفِتنةَ بِحافَ النِـعال
لنا مِنَ الحَمَامِ معَنى السلام
و لنا مِنَ الأقصى دربَ النضـال
يا أمتي هَلاّ سمحـتي أفيقي
و أعيدي مجداً تبكيهِ الجبـال
قـد غَرِقـتْ كُل آمالِنا بِدمي
و مِـنْ دمائِنا نُـجـددُ الآمـال
هُـنا العُـروبةُ راقَصَتْ عِـزاً
فلسطينُ فخراً تصنعُ الأبطال
ما سنخسرُ لو كُـنا فلسطيناً
نُحررُ الأقصى مِن يَدي الإحتلال
ما ذا سنخسرُ إن تَـوحدنا معاً
نمحُـوا بعِزنا شطرَ الإنفصال
ماذا لـو رفعنا أيادي السلامِ
لبعضِنا بعَضاً ورمينا الإقتتال
ماذا لـو فهِمَ العـدوُ كلامي
وأباحَ دمـي تحتَ ظِلِ السؤال
يا معشرَ الأعراب اعيدو عِـزنا
أفيقُو مِن سُباتِ حُكامِ الظَـلال
لَعُمـري أقصّانا يُنادي حُرقةً
فحُكـامُِ أمُتِنا ليسَ إلا خـيال
ستـينَ عاماً و همُ العارُ لَنا
قسماً بالقُدسِ إن الصبرَ طَال
كَـمْ عَاثو فينا الفَسَادَ جَهرةً
و مَلَـكّـو اليهودَ حِقبَةَ الأموال
كَـم مَرةٍ ماتُـو بِعارِ ذُلِهِـم
ولأجـلِ اليهُودِ رفَعُـوا العِقَال
مَـنْ بَاعَ فلَسطينُ و ثورتِها
ولِمـوتِ صَـدّام أقَـامَ احتِفال
مَـنْ خَـانَ الجُولانَ و هَضَبَتِها
ومَـنْ سَـلَـمَ بيروتَ لِلأهـوال
فَـتَباً لكُـم أيا حُكَـامِ أُمتنا
تَلعَنكُـمُ الأزهـارُ بَينَ التِلال
و تَلعَنكُـم الأشعَارُ و كُـتّابِها
والنجـمُ والبحرُ وحَباتِ الرمـال
نحنُ الأملُ يا اقصَى فزِد صَبراً
إن مِـتُّ شهيداً فنَعشي مِثال
وإنْ قتَلنَي أخي بِجَهَالةِ الحَمقَى
دعُوه فرُبمَا يكـونُ الإحِتمـال
سـَلامآ علَى فَلسطينُ و ارضَهاِ
إن لـم يكُنِ الفِداءُ منُ الأطفال
حُـزني علَى عُـروبتي يُؤلِمُني
كَم تهَاوى عليها أشباهُ الرِجال
سِـرُّ الحياةَ يا أمتـي بِوحـدةٍ
أو فَمُـوتوا بينَ خِـزيِ الدلال
عَلِيٌّ و الفاروقُ حَملـوا رايَتـي
كفـانا هُــراءٌ و كفَانا جِـدال
ثَمَنُ الكرامـةَ يا اُمتي باهـِضٌ
و دِمَـانا لِلـكرامةِ قسماً حَـلال
دعُـو صلاحـ الديـنِ في قبرهِ
سـوفَ لـنْ يحّيا هَـذا مُحـال
وابنُـوا مِـنْ حُطـامِ الذُل عِـًزا
والـى فلسطينُ شّـدّو الرحـال
اندلُـسِ الغيـابِ فِينا يُنـادي
وجُـولانُنُا في أقصَى الشـمال
مِنَ الشامِ خُـذو ريحـةَ الزيتونِ
و مِـنَ اليمـنِ مـَدّاً يهـُزُ الجبال
لَـمْ يبقى بِالصندوقِ إلا ثـورةً
قـد بَاركَها الرحمنُ ذا الجـلال
فَـهُبُـوا يا ليـُوثَ العِـزِ وزأرو
بالقلمِ والسيفِ ورُمحَ النيبـال
وقـتُلوا العُمـلاءَ فينا حَقَارةً
فَـ الأرضُ ضَاقـتْ مِنَ الأنذال
لَيـثُ العُـروبةِ ما ماتَ بِغـابهِ
ها قـد أتَـانا بِشـِعـرٍ زُـلال
الشجرُ والحجرُ والبحـرُ جُندَكُـم
و قائِدُنـا مُحَمَدٌ وجـهُ الكمـال
سجِـل يا تاريخَ الأحـرارَ وعـدي
إن الأقصَـى لنَا فـي كُلِ حـال
و لـَنْ نـرضَـى بغيرِ لله عِـزاً
شِعـاراً تتغـَنـى بهِ الأجيـال
حَـتى وإنْ أضّحَـى دمـّي انهاراً
قَسمـاً بِدمـي ما دامَ الإحتـلال
و تَنـشِـدُ الروحَ للزمانِ أغنـيـةً
القُدسُ عَـربيٌ فمتَى الإحتفال ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى