«ديكتاتور» عصام محفوظ يعود جنرالاً

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

فاتن حموي

أراد رائد المسرح اللبناني الراحل عصام محفوظ أن تكون مسرحيته التي كتبها عام 1968 بعنوان «الجنرال» إلا أنّ الرقابة سلّطت منعها على العنوان فأصبح «الديكتاتور» وعرضت المسرحية في العام نفسه من بطولة أنطوان كرباج وميشال نبعة. أراد محفوظ أن يكون ديكتاتوره برتبة جنرال وجعله الجزّار والضحية في آن ضمن سياق حاكه بمنتهى السخرية والجنون والواقعية والكاريكاتورية والأهم في منتهى الإتقان.
تستعاد المسرحية اليوم، من جديد، مع أنّها ليست المرة الأولى التي تستعاد فيها لما لها من مدلولات وأهمية وفي كلّ مرة يشعر المشاهد أنها ابنة اللحظة. سبق للمخرجة لينا أبيض أن قدّمتها برؤية نسائية من تمثيل جوليا قصار وعايدة صبرا العام 2012، بدورها تعيد فرقة «تحويل» بإدارة المخرجة والأستاذة الجامعية سحر عساف عرض هذه المسرحية، ولكن مكتب الرقابة اليوم رفض أن تعرض المسرحية تحت اسم «الديكتاتور» ظناً منه أنّ هذا الاسم هو حق لمسرحية أبيض والحقيقة أن الحقوق ملك ورثة عصام محفوظ، فتحقّقت أمنية محفوظ وعادت اسم «الجنرال» لمسرحيته بعد 48 سنة، وجاء التكريم بعودة الاسم الأصلي إلى العمل بسبب زلّة متابعة من مكتب الرقابة، ليس هذا فحسب فقد أرادت الرقابة حذف جملة «بطرس باع المسيح بعشا» بحسب عساف، وكان الجواب إنّ هذه الجملة منشورة في كتاب.
سبق لفرقة «تحويل» و «مبادرة العمل المسرحي في الجامعة الأميركية» أن قدّما المسرحية باللغة الإنكليزية، ترجمة روبرت مايرز أحد أعضاء المبادرة، في أيلول العام 2015 في نيويورك ضمن فعاليات مهرجان Between the Seas، واليوم تقدّمها فرقة «تحويل» بالعربية مع تغيير في الوجهة الإخراجية والديناميكية لأنّ البطولة تتقاسمها سحر عساف مع رافي فغالي، تضيف عساف في حديث خاص لـ «السفير» أنّ النص لم يتغيّر، «المعاني الباطنية للنص هي نفسها مع بعض الاختلافات بسبب وجود رجل وامرأة على الخشبة».
كان هناك عرضان للمسرحية في بداية الشهر الحالي في صيدا على خشبة مسرح مدرسة «حسام الدين الحريري» بدعوة من جمعية المقاصد وجمعية «أنجز»، وتسعى عساف إلى أن تعرض المسرحية في أكثر من منطقة وقرية ومدينة في لبنان، «اخترنا أن نعرض المسرحية بمناسبة مرور عشر سنوات على غياب الرائد عصام محفوظ، ونهدف إلى تعريف الجيل الجديد على هذا الكاتب الكبير. نسعى إلى نشر التوعية الثقافية المسرحية في لبنان، والرؤية الإخراجية التي اعتمدتها قادرة على الانتقال من منطقة إلى أخرى، من هنا كانت البداية في صيدا، وفي بيروت هناك ثلاثة عروض بدأت أمس على خشبة مسرح مونو عند السابعة مساء»، وبالنسبة إلى العروض المقبلة تقول عساف «لا شيء واضح حتى اللحظة، هو هدف نحاول أن نحقّقه لكن الأمر يتعلّق بشقيق الراحل الدكتور عماد محفوظ، إذ يجري النقاش حالياً حول شراء حقوق هذه المسرحية ليُصار إلى التفكير في العروض المقبلة في حال سُمح لنا».
إلى ذلك تحضّر عساف عملها المقبل مع «مبادرة العمل المسرحي» في الجامعة الأميركية بمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيس الجامعة، تحت عنوان «أنا عامل، أنا عاملة» ومن المقرّر أن تعرض في السابع والعشرين من الشهر الحالي على مدى أربعة أيام في الجامعة بمعدّل عرضين كل يوم، «المسرحية مبنيّة على مقابلات مع عمّال وعاملات التنظيف في الجامعة، لنشكرهم أولاً ولنعرّف الناس عليهم وعلى هواجسهم وطبيعة عملهم، وتنتمي هذه المسرحية إلى «المسرح الحَرفي» من خلال نقل مقابلاتهم بالصوت حرفياً في عرض تفاعلي متنقّل يضمّ بث مقاطع فيديوية أيضاً ويشارك في العرض تمثيلاً رافي فغالي وبشارة عطالله إلى جانب طلاب صف «ورشة في الإنتاج المسرحي».

فرقة تحويل
أسّس فرقة «تحويل» روبرت مايرز ورافي فغالي وسحر عسّاف وسني عبد الباقي في العام الماضي، وأتى قرار التأسيس بعد أكثر من عمل قدّمه أعضاء الفرقة، «منها «طقوس الإشارات والتحولات» و «الاغتصاب» و «بالخندق الغميق» وغيرها وأطلقت الفرقة العام الماضي أول مسرحية في لبنان من إنتاجها بعنوان «آب: بيت بيوت».
تركّز الفرقة في أعمالها المسرحية على ترجمة الأعمال العربية ونقلها إلى الجمهور الناطق باللغة الانكليزية، كما تهتمّ بالإضاءة على الأعمال المسرحية الغربية المعاصرة، وتقديمها إلى الجمهور اللبناني.
الهدف الأول لفرقة «تحويل» هو تشجيع المسرح عبر توفير التعليم وتنمّية المهارات وتنظيم ورش عمل في المسرح في لبنان وعنه وعن بلاد الشام باللغتين العربية والإنكليزية وباقي اللغات. وتشجّع الفرقة التبادل الثقافي من خلال الترجمة والإنتاج والعرض، وتسعى إلى توفير الهيكل المؤسساتي واستكشاف منهجيات للتنمية المسرحية.

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى