عذراً بلد الصين.. للشاعر وليد الحراكي

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

مَــالِــي أَرَانِــــي زَاهِـــدًا بِـمَـكَـانِي
وَالـنَّـفْـسُ تَـلْـهَـجُ بِـالـنَّوَى وَتُـعَـانِي
عُــذْرًا بِــلَادَ الـصِّينِ إِنْ لَـمْ يَـشْفِنِي
فِـيـكِ انْـبِـهَارِي مِــنْ لَـظَـى الـنِّيرَانِ
فَـهُـنَـاكَ مِـــنْ بَـلَـدِي نَــوَازعُ غُـرْبَـةٍ
سَـبَـقَـتْ إِلَـيْـكِ، فَـألَّـبَتْ أَشْـجَـانِي
مَــا كُـنْـتُ أَسْـلُـوهَا وَفِــي نَـفَحَاتِها
سَــلْـوَايَ.. فِـيـهَـا نَــشْـوَةُ الإِدْمَــانِ
فِــي ذِكْـرِهَا عِـطْرٌ خَـيَالِيُّ الـشَّذَى
يَـسْرِي كَـسِحْرِ الشَّرْقِ فِي الأَبْدَانِ
وَضَـجِيجُهَا فِـي الـرُّوحِ نَـجْوًى غَرَّدَتْ
وَسُـكُـونُـهَا شَـــدوٌ عَــلَـى الأَفْـنَـانِ
أَرْجُــوكِ لَا تَـسْـتَهْجِنِي هـذَا الْـهَوَى
(بِـكِّـيـنُ) لَا تَــدْرِيـنَ مَـــا يَـغْـشَانِي
إِذْ كَـيْفَ تَـكْمُلُ فِـي دِمَـائِي دَوْرَتِـي
وَالـنَّـبْضُ ظَــلَّ هُـنَـاكَ قَـيْـدَ رِهَــانِ؟
مَــا كُـنْـتِ نَـازِعَـةً نُـقُـوشَ مَـدِيـنَتِي
مِـنْ خَـاطِرِي، أَوْ مِـنْ عُـرَى وُجْدَانِي
مَــا كُـنْـتِ لَــوْ تَـدْرِيـنَ فَـاهِـمَةً وَلَــوْ
أَنْـفَـقْتِ طُــولَ الـسُّـورِ مِــنْ أَذْهَـانِ
مَــا كُـنْـتِ يَــا (بِـكِّـينُ) مُـدْرِكَةً هُـنَا
سِـــرَّ الـتَّـجَـلِّي فِـــي صُـــدَاحِ أَذَانِ
أَلَــقَ الـمَـوَدَّةِ فِـي عُـيُونِ صَـحَابَتِي
عَــبَـقَ الـحَـنِينِ، وَرَعْـشَـةَ الإِيـمَـانِ
فَـهُـنَاكَ مَـارَسْـتُ الـصِّـبَا فِـي حَـارَةٍ
فِـــي ضِـيـقِهَا رَحْــبٌ مِــنَ الأَكْــوَانِ
وَقَـطَـفْـتُ مِــنْ فَـجْـرٍ نَــدِيَّ بَـرَاعِـمٍ
وَخَـطَـفْتُ فِــي لَـيْـلٍ سَـدِيَّ أَمَـانِي
وَنَــزَفْـتُ أَحْــلَامِـي مُـلَـوَّنَـةَ الــرُّؤَى
نَـسَّـقْـتُهَا رَسْــمًـا عَـلَـى الـجُـدْرَانِ
وَكَـنَـزْتُ فِــي الـرُّكْنِ الْـعَتِيقِ دَفَـاتِرًا
فَــجَّـرْتُ فَـــوْقَ سُـطُـورِهَا بُـرْكَـانِي
وَهُـنَاكَ دِفْءُ الـرُّوحِ، نَـبْضُ عَشِيرَتِي
فِـــي مُـلْـتَـقَى الأَنْــفَـاسِ بِـالْـخِلَّانِ
وَهُــنَـاكَ تَـارِيـخِـي وَجَـــذْرِي غَــائِـرٌ
أَوَ يَـكْـتَـفِـي الإِزْهَـــارُ بِـالـسِّـيقَانِ ؟
أَفْــيَـاءُ أَمْـكِـنَتِي الَّـتِـي مَــا غَــادَرَتْ
إِنْ كُــنْـتُ أَنْـسَـاهَا، فَــلَا تَـنْـسَانِي
يَــسْـرِي بِـأَرْجَـائِـي صَــدَى نَـاعُـورَةٍ
رَتَّـــبْــتُ بَـــيْــنَ أَنِـيـنِـهَـا أَزْمَــانِــي
وَهُـنَـاكَ يَــا (بِـكِّـينُ) عِـشْقُ حَـلِيلَةٍ
أَنَّــــى حَـلَـلْـتُ فَـطَـيْـفُهَا عُـنْـوَانِـي
مِـنْ شُـرْفَةِ الْأَشْوَاقِ تَرْقُبُ خُطْوَتِي
لَـهْـفَـى ، وَيَـرْقُـبُ لَـهْـفَهَا تَـحْـنَانِي
لِي فِتْيَةٌ فِي الأَرْضِ، بَعْضٌ مِنْ دَمِي
يَـنْـسَـابُ فِــي أَصْـلَابِـهِمْ شُـرْيَـانِي
هُــمْ زِيـنَـةُ الـدُّنْيَا، وَوَقْـدُ مَـشَاعِرِي
هُـــمْ رَحْـمَـتِـي، وَهَــدِيَّـةُ الـرَّحْـمنِ
لَا تَـغْـضَـبِي (بِـكِّـيـنُ) أَنْـــتِ بَـدِيـعَةٌ
سَـفَـحَـتْ جَـمَـالَكِ غُـصَّـةُ الأَوْطَــانِ
خَلِّي سَرَاحِي لَيْسَ يُسجي وَحْشَتِي
غَــيْـرُ الــرُّجُـوعِ لِـمَـوْئِـلِي وَزَمَــانِـي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى