كتّاب يعزون غياب الرواية السعودية عن الجوائز إلى التسرع… وآخرون : السبب في التحكيم

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

صادق الشعلان

لا يزال غياب الرواية عن قائمة الفائزين بجائزة كتاب العام التي أعلنت في افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب في آذار (مارس) الماضي، تثير ردود فعل متباينة، وعبّر كتّاب ومهتمون في استطلاع لـ«الحياة» عن آراء مختلفة حول هذا الغياب، فمن هؤلاء من يرى أن استبعاد الجائزة جاء لعدم وجود رواية تستحق، وهناك من يرى أن لجنة التحكيم تبحث عن أسماء لامعة.
وأوضح الروائي طاهر الزراعي أن السبب الرئيس وراء عدم حصول الرواية على جائزة كتاب العام «هو عدم ارتقائها إلى الرواية الفنية، إضافة إلى أن معظم ما كتب هو خارج إطار تكنيك الرواية الحديثة».
وأشار إلى «تسرع بعض الكتّاب والكاتبات في الكتابة في هذا الفن الذي يحتاج إلى تجربة طويلة، فالرواية من وجهة نظري هي تجربة حياة، إضافةً إلى معرفة فنياتها»، مستدركاً أن السبب قد يكمن أيضاً في «آليات الجائزة، وربما تكون دور النشر قد غابت عن ترشيح رواياتها التي تم طباعتها ما أبعد هذا الفن عن الجائزة، لكن هذا لا يشفع لنا كمتلقين لهذا الفن الروائي بأن نصادق على أن ما كتب دون المستوى الفني».
وتعزو الروائية عبير سمكري السبب وراء غياب الرواية إلى «انحسار اهتمام اللجنة بغير الرواية، وحصر مواضيع الكتابة الروائية في إطار معين متكرر لا يقدم جديداً»، مضيفةً أن تركيز اللجان على أسماء لامعة من دون غيرها يعد «تهميشاً لأسماء روائية جديدة»، مؤكدة أن الرواية «لها سوقها القوي جداً وبشكل مبهر أكثر من غيرها من الأعمال الأدبية». في حين لا يجد الروائي مقبول العلوي مبرراً مقنعاً لهذا الغياب، «لا زلت أعتقد أن هناك أعمالاً روائية جيدة، كما لا أعتقد أن هناك انحساراً للاهتمام بالرواية، فهي تظل لاعباً أساسياً في الحركة الأدبية المحلية والعربية والعالمية»، مستدركاً بالقول إن الرواية قد تكون «أخفقت قليلاً في مفاجأة المتلقي بمواضيع جديدة، لأن المواضيع الجديدة والمتفردة تحتاج إلى عين فاحصة وقدرة هائلة للتعبير والسرد المقنع، ولكني لا زلت أعتقد أن الرواية المحلية موجودة وتفرض وجودها بتميزها».
أما الروائي حجي جابر فيقول إن ثقتنا في الرواية والروائيين «يجب أن تكون أكبر من ذلك، فالجوائز ليست المقياس الأهم لمعرفة المدى الذي بلغته الرواية أو كتّابها في بلدٍ ما. هي في أحسن الأحوال قد تصلح كإشارة طفيفة ضمن مؤشرات أكبر، ذلك لأننا نعلم أن لكل جائزة ظروفها وشروطها الخاصة، هذا إذا استبعدنا الأهواء التي قد تحيد بها بعيداً عن الموضوعية. أتحدث هنا عن الجوائز التي تخضع لآلية تنافس ما، فما بالنا بنوعية الجوائز التي تأتي في إطار تكريمي، فهذه في الغالب، مع عدم القدح فيمن ينالها، تصدر وفق شروط أضيق، ولا تخضع عادة لمنطق تحكيمي راسخ يمكن قياسه وفهم مبرراته والدفاع عنه، وقد يتجاوز الأمر ذلك بأن نكتشف مثلاً أن لجان التحكيم، في حال وجدت، لا علاقة لها بالأدب.
هناك أمر آخر، إذ يصعب أخذ الجوائز التي تختار كتاباً واحداً من بين فنون ومجالات عدة على محمل الجد، مع صعوبة وجود مسطرة واحدة يمكن تعميمها لاختيار الأكثر جودة».

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى