«تجليات حنظلة» في «حواس» اليوم

الجسرة الثقافية الالكترونية

بل أكثر من سنة بقليل، أعلن الفنان التشكيلي والكاريكاتوريست عبد الحليم حمود ـ برفقة مجموعة متنوعة ممن يهوون العمل الثقافي ـ إنشاء جمعية ثقافية جديدة بعنوان «حواس». قد يطرح الاسم تأويلات شتى، لكن الأهم في ذلك كلّه، أن «حواس» أرادت أن تعمل على إحياء «الروح الثقافية في شتى الميادين، لكنها أيضاً ملتزمة بالقضايا الإنسانية والوطنية وتعمل على إبرازها من خلال أنشطتها». عديدة هي الأنشطة التي عرفناها خلال هذا العام، إذ نظمت «حواس» معارض وأمسيات وندوات، مثلما أصدرت مجلة بالاسم عينه (7 أعداد لغاية اليوم) من دون أن ننسى منشوراتها الأخرى، التي وصلت إلى 12 ديواناً شعرياً.
الرابعة والنصف عصر اليوم الأربعاء، تفتتح «حواس» (وبدعوة من بلدية حارة حريك) معرضها الجديد «تجليات حنظلة» (في مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في بلدية حارة حريك)، وتعتبره ـ أي المعرض ـ «حلقة من حلقات المقاومة غير المباشرة والتي تخاطب الحس والوجدان»، ويصفه الفنان حمود بأنه «معرض احتفائي برمز ناجي العلي، في قوالب تشكيلية متعدّدة ومواد لونية مختلفة فنراه بالزيت والاكريليك والحبر والكولاج والحصى، كما نرى حنظلة محفوراً بالحرق على الخشب ومنحوتاً بالصلصال. أردناها مناسبة لتمجيد حنظلة وضخّ اللون في شرايينه وتقاسيمه البسيطة».
المعرض تنظيم مشترك بين بلدية حارة حريك وجمعية حواس، وقد اشرفت على تفاصيله اليومية التشكيلية باسمة عطوي التي تكفلت بمتابعة الفنانين ومراسلتهم (يشارك فيه 20 فناناً)، وتقول عطوي إن ذلك «لتقديم حنظلة بعين تشكيلية مختلفة الإيقاعات بين التجريد والتكعيب والكولاج وغيرها من المواد التي تستنطق حنظلة ومن خلاله القضية التي حملها ألا وهي فلسطين». كما عملت منى عربيد – مسؤولة الأنشطة في مركز المطالعة – على تأمين كل التفاصيل اللوجستية لتحضير مسرح اللوحات والعناوين المشابهة، «فكان الأمر تفاعلياً تكاملياً لتكون النتيجة لائقة بعنوان المعرض وموضوعه»، مثلما يضيف عبد الحليم حمود.
تكريم طلال سلمان
المعرض، مناسبة أيضاً لتكريم الزميل طلال سلمان، إذ يقول حمود «أن يتم تكريم (الزميل) طلال سلمان بين لوحات حنظلة، يعني أننا اخترنا الفضاء الطبيعي لهذه القامة الصحافية التي حرصت على أن تكون حارسة للقومية العربية، وللروح المقاومة قبالة العقلية الظلامية الممنهجة. طلال سلمان اليوم هو القيّم على قلعة «السفير» وأبراجها المطلة على الجهات الأربع، وكل الجهات فلسطين. لذلك نعتبر تكريم الاستاذ طلال هو تكريم لخطّ وذاكرة ومركز توليد للأسماء والافكار. أن يجتمع حنظلة وطلال سلمان في المكان ذاته، فهو لقاء الذات بالذات، كيف لا وقد استمرت «السفير» في إحياء تراث الشهيد ناجي العلي، ونشر المؤلفات والمقالات حوله، والمشاركة والترويج لكل نشاط وحدث مرتبط بحنظلة والقضية الفلسطينية».
ضمن عناوين المعرض سيتم توزيع كتاب «أبجدية حنظلة» وهو عبارة عن دراسة لعبد الحليم حمود يتناول من خلال رسوم ناجي من الناحية التشكيلية والفكرية، فيطرق باب السوريالية في أعمال ناجي، كما يتكلم عن الرموز المسيحية في رسومه، بالإضافة إلى دراسته لشخصية حنظلة من ناحية الثبات والحركة، وحتى البعد التقني فتتم المقارنة بين حنظلة الأول بانحناءة ظهر وضعف في بنية الجسم، وصولاً الى حنظلة في السنوات الاخيرة حيث ظهر أكثر تماسكاً وتوازناً من حيث الكتلة.
من ناحية ثانية سيتم عرض مقاطع قصيرة أنتجتها قناة الميادين لرسوم ناجي العلي، وسيتكلم عن الفكرة خضر سلامة، لمعرفة كواليس العمل وآلية التحريك لرسوم بقيت ثابتة ورقياً لسنوات. «من هنا تصبح «تجليات حنظلة» – والكلام لمحمود ـ «مهرجاناً ينطلق من نقطة محددة في حارة حريك، لكن صداه هو هذا العمق العربي والإنساني الذي لم تسحقه الحرب الناعمة، ولم يطليه النفط».

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى