من الفيلم الفرنسي «ألماس أسود»

وئام يوسف

استطاع مهرجان «لقاء الصورة» بدورته الـ12 استقطاب الشباب المهتمّين بصناعة السينما، ومنحهم مساحة لعرض أعمالهم، إلى جانب التفاعل مع صناع السينما الفرنسيين عبر لقاءات ونقاشات أغنت المهرجان وأعطته مقوّمات ثريّة للاستمرار، مؤكدة أن السينما مرآة الواقع ولغته الأرقى.
نُظّمَ «لقاء الصورة» من قبل المركز الفرنسي بالقاهرة بالتعاون مع كل من مهرجان «برومييه بلان» «Premiers Plans» من مدينة أنجيه، والذي يُعتبر أكبر ملتقى جماهيري في فرنسا، ومدرستي السينما الفيميس «Fémis» والفرينوا «Fresnoy»، وشركة هاما فيلم برودكشنز، التي ستمنح الفيلم الفائز جائزتين أحدهما 1000 يورو ومنحة دعم لإنتاج فيلم آخر.
يُعتبر هشام سليمان مديراً هاماً برودكشنز وأحد المشاركين في لجنة التحكيم أن «لقاء الصورة» فعالية هامة للإضاءة على مواهب الشباب والنهوض بالسينما المستقلة وإتاحة الفرصة أمام صناعها لتقديم الجديد والمختلف، مضيفاً لـ «السفير» أن الأفلام المشاركة في المسابقة تحظى ببعض التسهيلات من قبل لجنة التحكيم، خاصة في معايير الإنتاج، شرط أن يحمل العمل رسالةً استطاع المخرج تحقيقها وإيصالها للمشاهد.
32 فيلماً مصرياً قصيراً دخل مسابقة المهرجان، شارك بعضها بمهرجاناتٍ دولية سابقة (برلين، دبي، كليرمون فيران)، ورغم افتقار بعضها إلى اللغة السينمائية العالية إلا أنها تحمل أفكاراً وتعكس أداء يستحق الدعم ليتلمس أصحابها طريق الإبداع. «الزيارة» فيلم وثائقي قصير يتخلل المهرجان، يحكي العلاقة بين أهل الريف – تحديداً مناطق الدلتا ـ والتكنولوجيا والميديا من خلال كسر الصورة النمطية التي يُصدرها الإعلام عن الريف وبدائيته.
الزيارة
تقول المصوّرة نادية منير ـ شاركت في الإخراج إلى جانب مروان عمارة ـ «الفكرة النمطية المعروفة عن الريف لم تعُد موجودة فتفاصيل التكنولوجيا والحداثة في كل البيت، الموبايل والنت وغيرها من وسائل جعلت الريف على صلة جيدة بالتطوّرات، رغم ذلك لم يتخلّ المجتمع الريفي عن انغلاقه في بعض الأحيان»، مضيفة لـ «السفير» أن فكرة الفيلم كانت تستهدف بداية العلاقة بين المرأة الريفية في مناطق الدلتا ومجتمعها ومدى تفاعلها مع الحياة، إلا أن تعامل البعض مع الكاميرا بشك وريبة، جعل من الصعب اختراق ذاك المجتمع، ليتحوّل الفيلم عبر تطورات واجهها فريق العمل إلى «إبراز وجه جديد للبيئة الريفية لم نألفه يوماً».
تؤكد منير أن «لقاء الصورة» فعالية هامة وبنّاءة، خاصة أنها تمنح الشباب نافذة لعرض أعمالهم في فترة هم أحوج إلى الدعم، ليكون عرض أفلامهم إلى جانب حلقات النقاش واللقاءات مع المخرجين والفنانين الفرنسيين خطوة تنقلهم إلى ضفة أفضل على جميع المستويات.
كان «الماس الأسود» فيلم الافتتاح في «لقاء الصورة» وقد رشّحه مهرجان «برومييه بلان» «Premiers Plans» ، بعد نيله الجائزة الأولى خلال دورته الأخيرة 2015. «الماس الأسود» فيلم طويل للمخرج الفرنسي أرتور هراري، كتبه وأخرجه بدافع الوقوف على جدلية العلاقات الإنسانية – تحديداً الأسرية – في ظل قصة ثأر يعيشها بطل الفيلم الذي يسعى طوال الوقت لينتقم لأبيه، من خلال عملية سطو يرتّب لها وندخل عبرها تفاصيل حياته التي يكاد يخسرها في النهاية لولا خيط أمل تمنحه إياه الحياة ليبدأ من جديد. الفيلم نجح في استقطاب المتلقّين وأخذهم إلى عوالم جديدة كعالم العمل والتجارة في الماس وما فيها من استغلال وعبودية.
يقول هراري «أردت التسليط على قوة التدمير والانتقام التي تسيطر على البعض درجة أن تنهي حياتهم ومن حولهم، وهذا الشكل من الأفلام يُملي على المخرج مسؤولية المواءمة بين التشويق والإقناع والسرد المنطقي للأحداث»، مضيفاً لـ «السفير» أن «الماس الأسود» يعرض في مصر للمرة الأولى بعد عرضه في أميركا وفرنسا، آملا أن يحقق العمل وفعاليات المهرجان تفاعلاً ومزيداً من الانفتاح بين الجمهور المصري والسينما الفرنسية.
ندوات
عتبةٌ أخرى من المهرجان جرت فيها ندوات ولقاءات بين صناع السينما ـ كتاب ومخرجين ومبرمجين ـ والمهتمين بالسينما، فاستهلّ المهرجان لقاءً مع المخرج «أرتور هراري» استضافه مركز سيماتك وسط البلد، ناقش فيه هراري عمله السينمائي «الماس الأسود» والتحديات التي واجهته باعتباره أول فيلم طويل له. كما استضاف المركز الفرنسي ندوة حول «كيفية دراسة السينما في فرنسا»، شارك فيها «إيريك بريجان» منسّق البرامج التعليمية في مدرسة الفرينوا الفرنسية، و «كارولين إيميري» مونتيرة وخريجة مدرسة الفيميس، والمخرج المصري روماني سعد ـ المتخرج من قسم السينما في الجامعة الفرنسية في مصر.
وفي المركز الفرنسي أيضاً عُقدت طاولة مستديرة أمس الجمعة تحت عنوان «برمجة الأفلام في المهرجانات» تضمنت نقاشاً حول التجارب المختلفة لكيفية برمجة الأفلام الطويلة والقصيرة في المهرجانات. أداره الكاتب والمبرمج علي حسين عدوي، بحضور «تيبو براك» مبرمج مهرجان Premiers Plans، ويوسف الشاذلي مبرمج بانوراما الفيلم الأوروبي، وعطية الدرديري رئيسة لجنة المشاهدة في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.

 

(السفير)

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى