الشعب والهوان.. قصيدة لخليل دولة

خاص (الجسرة)

 

رضيَ الشّعبُ بالهَوانِ فَذَلّا ——–وارْتضى أحضانَ الحَضيضِ مَحلّا
فأطاعَ الطّاغوتَ في كلّ أمرٍ ———ورأى الْإعتراضَ رُعباً وهَولا
واسْتساغَ الحياةَ من دونِ خوفٍ ——مِنْ ضياعٍ أو لعنةٍ أنْ تَحلّا
وتراءى الْقانونُ في كلّ شأنٍ ——–لعبةً أو أضحوكةً ليسَ إلّا
فَقَدَ العيشُ طَعمَهُ والأماني ——–ليسَ يُدرى مصيرُ مَنْ قالَ كَلّا
وحقوقُ الإنسانِ مَحْضُ هُراءٍ ——-أو كلامٌ في مجلسٍ قيلَ هَزْلا
أيُّ غابٍ نعيشُ فيهِ عبيداً ———لِطغاةٍ قد أشبعوا الحَقَّ قَتلا
واسْتباحوا الأعراضَ دونَ حياءٍ ——وأهانوا العِلمَ الّذي كانَ فَضْلا
وأذلّوا الكِرامَ جوعاً ونَفياً ———-واسْتَحَقَّ التّكريمَ مَنْ كانَ نَذلا
ضَجِرَ الشّعبُ مِنْ سماعِ وعودٍ ——–وبيانٍ مِنَ الأكاذيبِ يُتلى
وحروبٍ -قَسراً -يُساقُ إليها ——–كلُّ حربٍ تعودُ بالطّفلِ كَهلا
وافْتعالٍ لأزمةٍ تِلوَ أخرى ———-وانْتظارٍ لِعُقدةٍ أنْ تُحَلّا
فِتَنٌ حَيّرَتْ عقولَ البَرايا ———–واَعادتْ عهدَ التّتارِ الْمُمِلّا
دولةٌ هَمّها بقاءُ الكراسي ———–ليسَ شيءٌ في عُرْفِها منهُ أولى
رضيَ الشّعبُ بالهوانِ فَذلّا ———-واسْتحالَ الهوانُ في الجَوفِ سِلّا
أيُّ دينٍ يرضى وأيُّ ضميرٍ ——–أنْ يكونَ الطّغيانُ صِدقاً وعَدْلا
كيفَ ترضى الشّعوبُ حُكْمَ حَقودٍ —–مُسْتَبدٍّ بظُلْمِها يَتَسلّى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى