التشكيلي محمد فنينة .. عالم الدراويش وكتاب عن التجربة

شمس الدين العوني

بعد عدد من المعارض الشخصية والجماعية في تونس وخارجها وصدور كتاب فني بين تركيا وتونس عن تجربته في التعاطي الفني والجمالي مع عوالم الدراويش يواصل الفنان التشكيلي محمد فنينة اقامته بمسقط في سلطنة عمان حيث يعد لمعرض فني خاص ضمن التعريف بتجربته هناك الى جانب إبراز تطور التجربة التشكيلية المعاصرة في تونس من خلال اللقاءات والندوات المعنية بالفنون وخاصة الفنون التشكيلية.

الفنان التشكيلي محمد فنينة عرف بعدد من أعماله الفنية الجديدة وذلك في سياق معارضه الفنية داخل تونس وخارجها وفق المنحى الجمالي لتجربته الطويلة. فنينة اشتغل على الدراويش وأجواء الشطحات والرقص، ويصدر هذه الأيام كتاب في تركيا عن هذه التجربة .. رقص وذوبان بألوان مختلفة.

أعمال محمد فنينة مميزة وفيها التجريب والتجديد باعتبارها تعكس آخر ابتكاراته التشكيلية من حيث اللون والشكل وكذلك المضمون، حيث نجد البحر والاسماك و”دورة الحياة” و”نظرة الى البحر” و”مشهد بحري” و”بهجة الحياة” و”شفافية الازرق” و”احمر وأسود” و”البحر المتوسط” وأعمالا أخرى.

اللوحات التي أنجزها الرسام محمد فنينة تميزت بخطابها التشكيلي وبشحنتها التعبيرية من حيث الأسلوب والألوان والتقنية.

هناك حضور للألوان الحارة بدرجات مختلفة مضيئة ومظلمة الى جانب طغيان حضور البحر من خلال الأزرق. وقد عمل الرسام على هذه التجربة الجديدة حيث القيم الضوئية بالأبيض والأسود، كما نجد لوحات هامة في هذا المعرض الذي هو تعبيرة جادة عن التجربة وتسعى للخروج عن المعتاد باستعمال تقنيات واساليب جديدة؛ من ذلك استعمال الفرشاة وتسييل الالوان ضمن مساحات من الخطوط والنقاط كل ذلك للتعبير عن أحاسيسه التي أرادها ان تصل الى جمهور هذا المعرض.

عدد من اللوحات مثلت تجربته التي يقول عنها الفنان محمد فنينة: “هذه الأعمال في فكرتها التي أشتغل عليها ضمن التواصل مع الجمهور وتقديم الجديد الذي أرى فيه مواصلة لتجربتي من حيث البحث عن الابتكار والتجريب. إنها محاولة لإحياء الذات الحالمة وقد كانت اللوحات متنوعة. بخصوص التقنية سعيت الى تعبيرات مختلفة وأقحمت البحر كموضوع جمالي من خلال التّشاف والحركة في العمل ضمن التلقائية والعفوية كما يحضر الجسد والخطوط بشكل لافت…”.

هذا الاشتغال ينضاف ضمن تجربة الرسام محمد فنينة الذي قدم عددا من المعارض الدولية بينها معرضه في الولايات المتحدة الأميركية صيف 2010 والمشاركة في البينالي المتوسطي للفنون بقصر خير الدين حيث برزت لوحته المشاركة ضمن تجارب أخرى من بلدان المتوسط وأوروبا. ومشاركاته خلال سنة 2015 بفاس بالمغرب. وفي ربيع الفنون بمدينة الصويرة بالمغرب، ومشاركة بكوريا الجنوبية.

هذا ويستعد الفنان محمد فنينة لمعارض أخرى بالعاصمة وخارج تونس تضمّ عددا من أعماله الجديدة الى جانب أعمال أخرى اشتغل فيها على أجواء الحمامات ورقصات الدراويش.

هكذا يبرز عمل الفنان التشكيلي محمد فنينة عبر دأبه وجدية نسقه وبصمته الفنية التي عرف بها في اطار المشهد التشكيلي بتونس الآن وهنا. هذه المعارض يمضي من خلالها الرسام محمد فنينة في عوالم التجريب والمغامرة والبحث في سياق مقتضيات الفن ومسؤولياته الجمالية والانسانية قولا بالمعرفة ونحتا للعلامة وتقصدا ونشدانا للقيمي والأخاذ في شواسع الذات الانسانية وتحديدا الكينونة. والفن بالنهاية هو خطاب وجدان وكينونة.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى