‘صدأ’ لا تلتفت إليه العيون العابرة في لوحات فنية

يقيم مركز رؤى 32 للفنون معرضاً جديداً لأعمال التشكيلي الاردني هاني حوراني تحت عنوان “صدأ”، حيث يفتتح المعرض الثلاثاء 3 مايو/أيار، ويستمر حتى نهاية الشهر نفسه.

ويتضمن المعرض خمسا وعشرين لوحة منفذة بالألوان الزيتية والآكرليك على القماش والخشب، وبمقاييس تتراوح بين المتوسطة والكبيرة.

وعن معرضه الجديد كتب هاني حوراني كلمة يقول فيها “هذا المعرض يضم أعمالاً حديثة، قمت بتنفيذها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، يجمعها تأثير الزمن على سطوح الأشياء والمواد”.

وأضاف “إن موضوعاتها هي الأجسام المعدنية مثل سطوح قطار عثماني قديم في وادي رم؛ سيارات الأجرة الصفراء المستهلكة “السكراب” المتراكمة على جانبي طريق عمان – الزرقاء؛ مستوعبات الزيوت من التنك؛ سطوح القوارب الخشبية القديمة في موانئ العقبة ودبي والشارقة والمنامة والدوحة.. وأقفاص الطيور في أسواق القاهرة القديمة”.

وأوضح حوراني “هذه الأعمال تستحضر تاريخ الأشياء والمواد، وتتعامل معها باعتبارها كائنات حية تتمتع بذاكرة وسيرورة مستقلة، انها ليست مجرد أشياء متقادمة، مستهلكة، عديمة القيمة، فهي بالأحرى أشياء لا زالت تمتلك حياتها الخاصة وبقايا ذكريات وجماليات متجددة، إنها تعيد صياغة ذاتها في صور وأشكال لا تكف عن التبدل والتجدد”.

اختتم كلمته بقوله: ” ‘صدأ’ ليس مجرد معرض، انه محاولة للتأمل في تحولات المواد والأشياء التي حولنا، وكيف تكتسب في كل وقت، ألواناً وأشكالاً متجددة، فهي لا تموت وإنما تعيد انتاج ذاتها في أغلفة وأثواب جديدة، إنها لا تفنى وإنما تتحول، فماذا عنا، نحن البشر؟”

يذكر ان هاني حوراني هو فنان تشكيلي من جيل الستينيات، ولد في الأردن عام 1945، وقد تناوب على اهتمامات عديدة خلال حياته، حيث مارس الرسم في شبابه المبكر، وكان أحد مؤسسي” ندوة الرسم والنحت” عام 1962.

أقام خلال الستينيات ثلاثة معارض شخصية لأعماله، قبل أن تقوده حرب 1967 إلى التفرغ كناشط سياسي، وكان قد تلقى عدة دورات على التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو، ومارس خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات التصوير الفوتوغرافي والعمل السياسي والكتابة النقدية في الصحف اللبنانية والعربية، إضافة إلى عمله السياسي.

منذ أواسط التسعينيات احتلت المدينة والمشاهد الحضرية أهمية مركزية في أعماله التشكيلية والفوتوغرافية على حد سواء، كما أولى عنايته بأثر الزمن على الأشياء المتقادمة، مثل جدران البيوت والشوارع وسطوح المواد، وهو يلتفت إلى ملمس الأشياء والتفاصيل المهملة، والتي لا تلفت عادة العيون العابرة.

له ما يزيد عن 20 معرضاً شخصياً في الرسم التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى مشاركاته في معارض جماعية داخل الأردن وخارجه،آخرها مشاركته في بينالي القاهرة الدولي للفنون التشكيلية، دورة 2009/2010 القاهرة، وفي متحف المنامة للفنون التشكيلية، البحرين،2011.

اما آخر معارضه الشخصية في الرسم فهي “وجوه مدينتي1” 2013، “وجوه مدينتي 2” 2015، بالإضافة إلى معرض شخصي للفوتوغراف “معا”، في عام 2014، الذي كان جزءاً من مهرجان عمان للصورة.

 

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى