رياح الهجر…للشاعر محمود الضميدي

خاص (الجسرة)

 

ألا يـــا بَــحْـرُ مـابِـكَ لا تُـراعــي؟
مِــدادُكَ لـمْ يَـعُدْ يَـروي يَـراعـي!
***
جَـفـاني الـنَّـومُ والأقْـلامُ جَـفَّـتْ
وعـاصفةُ النَّوى شَقَّتْ شِراعـي
***
أنـا مَـنْ كـان لي في الشِّعْرِبـاعٌ
وسِـحْرُ الحَرْف بَعْضٌ مِنْ مَتاعـي
***
تُـعانِدني الـقـصـائِدُ مُـجْـحِـفـاتٍ
ومـا عـادتْ تَـمُـرُّ عـلى ضِـياعي
***
وقـد كـانتْ تَـتوقُ لِـيَـوْمِ وَصْـلي
وَرَهْنُ يَـدي الـفَرائِدُ واخْـتِراعـي
***
أنـا يـا بَـحْرُ مِـثْلُكَ في اتِّساعي
وَطَـبْعُكَ صـارَ طَـبْعًـا مِـنْ طِباعي
***
بِـحَـرْفي الـلـؤْلؤُ الـمَكْـونُ يَـطْفو
ومـا يَـرْسو بِـقاعِـكَ مِـنْ رِقـاعي
***
يَــطـوفُ بِـخـافِـقـي مَـــدٌ وجــزرٌ
ومَــوْجٌ هــادِرٌ يَـنْـوي اقْـتِـلاعـي
***
عَـروسُ الـشِّعْـر ما بانَتْ* وبانَتْ
وقـدْ كـانتْ تَـنامُ عـلى ذراعــي
***
فَـكَمْ بَـذَلَتْ لِلُـقْـيايَ المَساعـي
وهـاهِيَ أَدْبَـرَتْ تَـأْبى سَماعـي
***
أبـاتُ الـلَّيلَ تَـنْهَشُني القوافـي
وفـــي أنْـيـابِهـا سُــمُّ الأفـاعـي
***
رِيـاحُ الـهَجْرِ قدْ سَرَقَتْ صُواعـي
سَبَتْ روحي وما خَضَعَتْ قِلاعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى